ألمانيا تكشف خطط "الشبكة المتطرفة": سعت لبناء جيش جديد

time reading iconدقائق القراءة - 6
الشرطة الألمانية تعتقل هاينريش الثالت عشر بي.آر الذي سعت المنظمة اليمينية لتنصيبه زعيماً للدولة المستقبلية بعد الاستيلاء على الحكم، كارلسرو، ألمانيا، 7 ديسمبر 2022 - REUTERS
الشرطة الألمانية تعتقل هاينريش الثالت عشر بي.آر الذي سعت المنظمة اليمينية لتنصيبه زعيماً للدولة المستقبلية بعد الاستيلاء على الحكم، كارلسرو، ألمانيا، 7 ديسمبر 2022 - REUTERS
برلين -رويترزأ ف ب

قال المدّعي الفيدرالي في ألمانيا إن الذراع العسكري للشبكة اليمينية المتطرفة التي ألقي القبض على أعضائها الأربعاء، كانت تهدف لبناء جيش ألماني جديد، فيما تعهدت وزيرة الداخلية بالوقوف بكل قوة أمام تلك المحاولات.

وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيسر، إن التحقيقات ترفع الغطاء عن "الهاوية التي يمثلها خطر التهديد الإرهابي" لمجموعة "مواطنو الرايخ"، وتعهدت بالرد بكل العواقب الممكنة تحت القانون على أي محاولة كتلك.

وأشادت فيسر بالقوات الأمنية في مواجهة خطر "التهديد الإرهابي" للمجموعة، وقالت للصحافيين إنه يبدو أن هناك ذراعين لتلك المجموعة، واحدة تسمي نفسها "المجلس" والثانية هي ذراع عسكري، مضيفة أن ذلك "يبرز خطر تلك المجموعة الإرهابية".

وتابعت: "الدولة الدستورية قوية. يجب أن نقف بكل قوتنا أمام أعداء الديمقراطية". وأضافت أنّ الخلية المفكّكة كانت "مدفوعة بأوهام الإطاحة العنيفة والأيديولوجيات التآمرية".

وألقت السلطات الألمانية الأربعاء القبض على 25 من أعضاء ومناصري جماعة يمينية متطرفة قال ممثلو الادّعاء إنهم كانوا يعدّون لقلب نظام الحكم باستخدام العنف، مع الاشتباه في قيام بعض أفرادها بالتخطيط لهجوم مسلح على البرلمان.

وشارك أكثر من ثلاثة آلاف عنصر بينهم وحدات النخبة لمكافحة الإرهاب في العمليات التي نُفذت في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء قاموا خلالها بتفتيش أكثر من 130 عقاراً، في ما وصفته وسائل إعلام ألمانية بأنها واحدة من أكبر عمليات الشرطة التي شهدتها البلاد.

"لا تسامح مع التطرف"

من جهته، شدد متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية في مؤتمر صحافي اعتيادي في برلين، على أن الجيش الألماني لن يتسامح أبداً مع التطرف، بعدما تم الكشف عن أحد الـ25 المقبوض عليهم، وهو جندي حالي في الجيش. وقال إن أي حالة فردية "هي رقم كبير".

وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن "برلين يقظة، حين يتعلق الأمر بخطر التطرف".

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية، إن المداهمات كانت "مهمة ناجحة وتدلل على أن بلدنا يقظة"، مشيراً إلى أن القوات الأمنية تبحث عن كثب في أي احتمال لتواصل تلك المجموعة مع روسيا. وشدد على أن السلطات الأمنية تعاملت بقوة لمواجهة خطر التهديد الإرهابي من "مواطني الرايخ".

متورطون بإيطاليا والنمسا

وألقت الشرطة الإيطالية الأربعاء القبض على ضابط سابق بالجيش الألماني، على صلة بالمجموعة اليمينية المتطرفة.

وقالت الشرطة إن الرجل البالغ من العمر 64 عاماً، اعتقل في فندق في مدية بيروجيا، حيث عُثر معه على مواد متعلقة بنشاطات تخريبية متعلقة بالمجموعة.

وأشارت الشرطة إلى أنه تم البدء في إجراءات تسليمه إلى ألمانيا. كما أعلنت النمسا إلقاء القبض على متورط آخر.

"مؤامرة لقلب نظام الحكم"

وقال المدعي الفيدرالي في ألمانيا، إن المجموعة استلهمت أفكارها من نظريتي مؤامرة الدولة العميقة (كيو أنون) وحركة (رايخ برجر) "مواطنو الرايخ"، اللتين لا تعترفان بشرعية ألمانيا الحديثة. وتصر المجموعة على أن (الرايخ) الألماني "الإمبراطورية الألمانية" لا تزال قائمة على الرغم من هزيمة النازيين في الحرب العالمية الثانية.

وقال مكتب الادّعاء العام إن المؤامرة كانت تهدف لتنصيب عضو سابق في عائلة ملكية ألمانية، يُعرف باسم هاينريش الثالت عشر بي.آر، زعيماً للدولة المستقبلية، ومشتبهاً به آخر يُدعى روديجر في.بي قائداً للذراع العسكرية للدولة.

وأضاف المكتب أن هاينريخ، الذي يستخدم لقب الأمير وينتمي إلى الأسرة الملكية في رويس التي حكمت أجزاء من ألمانيا الشرقية في الماضي، تواصل مع ممثلين روس، تعتبرتهم المجموعة جهة الاتصال المركزية لتأسيس نظامها الجديد.

وأشار المكتب إلى أنه لا يوجد دليل على أن الممثلين الروس ردوا بشكل إيجابي على طلب هاينريش للتواصل معهم.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية (ريا) عن سفارة موسكو في ألمانيا قولها إن المؤسسات الدبلوماسية والقنصلية الروسية لا تقيم اتصالات مع ممثلي الجماعات الإرهابية وغيرها من الجماعات غير الشرعية.

أبرز أعضاء الشبكة

وأفادت وزارة العدل عن قائدَين مفترضَين للمجموعة. وحدّدت الصحافة الألمانية الأول على أنه "الأمير هاينريش الثالت عشر، وهو رجل أعمال سبعيني نأى جزء من عائلته بنفسه عنه"، وفقاً لـ"فرانس برس".

واعتُقل هاينريش في فرانكفورت، وكان يملك قصراً تمّ اقتحامه قرب باد لوبنشتاين في وسط البلاد.

أما الثاني، فقد أشارت الصحافة الألمانية إلى أنه مقدّم سابق في الجيش الألماني. وكان قائد كتيبة مظلّيات في التسعينات ومؤسّس وحدة القوات الخاصة (KSK)، واضطرّ إلى مغادرة الجيش في نهاية التسعينات بعدما خرق قانون الأسلحة.

وأشار بيان النيابة إلى "امرأة روسيّة وصفتها الصحافة الألمانية بأنها رفيقة الأمير رويس (هاينريش)". ولفت المدّعون إلى أنها عملت كوسيطة في محاولة للاتصال بالسلطات الروسية للحصول على دعم محتمل.

كذلك، اعتُقلت امرأة أخرى أشارت الصحافة الألمانية إلى أنها بيرجيت مالساك وينكيمان، القاضية والنائبة السابقة عن حزب البديل الألماني اليميني المتطرف، والتي كانت عضواً في البرلمان بين العامين 2017 و2021.

إلى جانب الاعتقالات، استهدف التحقيق 27 شخصاً آخر يشتبه في انتمائهم لخلية إجرامية، وفقاً للنيابة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات