جنرال إثيوبي يناقض رواية الحكومة بشأن إقليم تيغراي

time reading iconدقائق القراءة - 5
إثيوبيون يعبرون الحدود إلى السودان أثناء فرارهم من القتال في تيغراي، 16 ديسمبر 2020 - REUTERS
إثيوبيون يعبرون الحدود إلى السودان أثناء فرارهم من القتال في تيغراي، 16 ديسمبر 2020 - REUTERS
أديس أبابا -أ ف ب

أفاد جنرال إثيوبي في حديث خاص مع دبلوماسيين، الأسبوع الماضي، أن "حرباً قذرة" تجري في إقليم تيغراي شمال البلاد ملحقة معاناة كبرى بضحايا "عزّل"، وفق تسجيل صوتي لتصريحاته حصلت عليه وكالة الصحافة الفرنسية.

وتُعتبر تصريحات الجنرال يوهانس جيبريمسكل تسفاماريام، قائد قوة العمل المشكّلة للتعامل مع النزاع في تيغراي، مناقضة للتصريحات الحكومية التي تؤكد "بدء عودة الحياة إلى طبيعتها".

وقال يوهانس خلال إيجاز في ميكيلي عاصمة إقليم تيغراي حضره عدد من الدبلوماسيين، في وقت سابق خلال الشهر الجاري "هذه حرب قذرة لأنها تؤثر على كل شيء. لا يمكنهم رؤية الجبهات. الكلفة يدفعها فوراً المواطنون العزّل".

وأضاف "بخصوص حدوث الفظائع كالاغتصاب والجرائم ... ليس بوسعي إعطاؤكم أدلة قوية على أننا نجد أن أشياء كهذه لم تحدث". ولم يوضح الجنرال أي قوات يمكن أن تكون مسؤولة عن هذه "الفظائع".

وخلال تصريحاته للدبلوماسيين، قال تسفاماريام إنه "لا يعتقد أن النهج العسكري حل وحيد للنزاع". وأضاف القائد السابق لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان "أعرف نزاعات أو أحداث عنف أو اقتتالات قليلة للغاية أو استثنائية ... انتهت فقط بالسلاح. قليلة للغاية".

وأشار إلى ضرورة وضع "آليات" أخرى في الاعتبار، بما في ذلك المفاوضات ودعوات وقف إطلاق النار، دون أن يقدم مقترحاً محدداً. وأوضح "أعتقد أن هذا هو المخرج المتاح. ولا أعتقد أننا سنتجاوز هذه العملية".

وخلال الإيجاز، تساءل سفير جنوب السودان جيمس مورغان عن سبب عدم السعي نحو إجراء مباحثات سلام.

وقال "لا أعرف كيف تودون إنهاء هذا الوضع لأنني أعتقد أنه ليس هناك... محاولة لإجراء مفاوضات"، وتساءل "أشقائي الإثيوبيين، هل تريدون إنهاء هذه الحرب؟ عبر أي وسائل؟". 

اعتداءات واسعة

وسُمح للدبلوماسيين في 11 مارس بدخول الإقليم وزيارة ميكيلي لأول مرة منذ اندلاع القتال قبل أشهر. لكن فيما توقع كثيرون أنّه سيكون بوسعهم زيارة المستشفى والأماكن التي تؤوي النازحين من تيغراي، تم إبلاغهم عند الوصول أن زيارتهم ستقتصر على إيجاز في فندق.

وأكدت حكومة آبي أحمد -مراراً- أنه من الضروري توقيف قادة جبهة تحرير شعب تيغراي، ونزع سلاحها.

وأفاد سكان في تيغراي ومنظمات حقوقية وصحافيون عن وقوع مذابح وعنف جنسي واسع النطاق وقتل عشوائي للمدنيين على أيدي قوات الأمن.

إلى ذلك، قال عاملون في مجال الإغاثة إن "النظام الصحي في الإقليم انهار بشكل كبير، وحذّروا من مجاعة ممكنة واسعة النطاق".

وأبلغ عضو الحكومة الانتقالية في تيغراي، أغيزو هيدارو، الدبلوماسيين أن "20 مستشفى على الأكثر" تعمل حالياً من أصل 226 مركزاً صحياً كانت تعمل في تيغراي قبل الحرب. وأضاف "من أصل 40 مستشفى قبل الحرب، تعمل 10حالياً مستشفيات فقط".

وأوضح أن الكثير من المدارس الثانوية في تيغراي البالغ عددها 271 "دُمرت كلياً ونهبت"، مشيراً إلى أن كثيراً من المدارس تم استخدامها لإيواء نحو 700 ألف شخص نازح في المنطقة.

لا حصيلة للضحايا

وجعلت القيود على الاتصالات والدخول من الصعب تقدير حصيلة الضحايا، وأفاد أغيزو الدبلوماسيين أن المسؤولين "ليس لديهم عدد محدد".

وقال "يوجد نزاعات متفرقة هنا وهناك. لا نعرف كم شخصاً سيموت أو مات بالفعل، لذا نتوقع أعداداً كبيرة من الأيتام والأرامل في الشهور المقبلة".

وأعلن آبي أحمد في نهاية نوفمبر "انتهاء" الأعمال العسكرية حينما دخلت القوات الفيدرالية ميكيلي عاصمة المنطقة، ولكن قادة الجبهة الرئيسيين لا يزالون فارّين فيما استمر القتال.

وشنّت القوات الإثيوبية عملية عسكرية في 4 نوفمبر ضد "جبهة تحرير شعب تيغراي" التي كانت حينها تحكم الإقليم، مؤكدة أن العملية جرت رداً على هجمات شنتها على معسكرات للجيش الإثيوبي الفيدرالي.

وعمدت حكومة أحمد إلى تقييد وصول وسائل الإعلام إلى المنطقة بشدة خلال القتال، ما عقّد الجهود لتَبيّن الظروف الحقيقية على الأرض، لكن دخول منظمات الإغاثة والصحافيين المنطقة المضطربة تحسّن أخيراً.