السودان.. "الحرية والتغيير" تعتذر عن المشاركة في حوار "الآلية الثلاثية"

time reading iconدقائق القراءة - 5
جانب من اجتماعات الآلية الثلاثية بالخرطوم، السودان - 15 مايو 2022. - وكالة الأنباء السودانية "سونا"
جانب من اجتماعات الآلية الثلاثية بالخرطوم، السودان - 15 مايو 2022. - وكالة الأنباء السودانية "سونا"
الخرطوم-الشرق

أعلن تحالف قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي)، الاثنين، اعتذاره عن المشاركة في الحوار الذي تطلقه الآلية الثلاثية لتيسير الحوار السوداني المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي و"الإيقاد"، الأربعاء، والذي يهدف إلى حل الأزمة السياسية في السودان، فيما التقى رئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان أعضاء الآلية الثلاثية لبحث ترتيبات الحوار.

وقال التحالف في تصريحات صحافية إنه أبلغ رسمياً الآلية الثلاثية باعتذاره في اجتماع معها، وبرر الاعتذار بـ"عدم الالتزام الكامل والصحيح (من جانب المجلس السيادي) بإجراءات تهيئة المناخ الديمقراطي التي طالب بها، والمتمثلة في رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين وإنهاء العنف والقمع وحماية المدنيين".

وأضاف التحالف أن الإجراءات "لم تشمل وقف القرارات الارتدادية التي ألغت قرارات لجنة التفكيك وأعادت منسوبي نظام المؤتمر الوطني (المنحل)".

وذكر التحالف أنه "على الرغم من إعلان رفع حالة الطوارئ استمرت وتيرة العنف وإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين واقتحام الأحياء السكنية والمرافق الصحية، الأمر الذي كانت نتيجته سقوط ضحية وعدد من الجرحى الجمعة الماضي، لتصل أعداد الضحايا إلى المئات في كل أنحاء السودان". 

وأوضح التحالف أن طبيعة الاجتماع الذي دعت له الآلية الثلاثية الأربعاء بحضور أطراف عسكرية ومدنية، "لا يخاطب طبيعة الأزمة الحالية المتمثلة في انقلاب 25 أكتوبر والذي يجب أن تؤدي أي عملية سياسية لإنهائه بصورة كاملة وإقامة سلطة مدنية ديمقراطية".

وأشار إلى أن ذلك "لا يمكن أن يتم عبر إغراق العملية السياسية بأطراف تعبر عن معسكر الانقلاب أو مرتبطة بالنظام البائد، أو باتباع وصفات تعبر عن الانقلاب وأهدافه".

وأكد تحالف الحرية والتغيير على أنه يجب "تصميم كل خطوات العملية السياسية بالتشاور مع الأطراف الرئيسية من قوى الثورة والمقاومة، كما أن أي خطوة لاحقة يجب أن يسبقها التطبيق الفعلي لإجراءات تهيئة المناخ". 

وتعتزم الآلية الثلاثية عقد اجتماع مباشر الأربعاء، لجمع الفرقاء السياسيين في السودان بهدف حل الأزمة السياسية.

"سلطة مدنية"

إلى ذلك، عقدت لجنة العلاقات الخارجية والاتصال التابعة للمكتب التنفيذي لتحالف الحرية والتغيير اجتماعاً مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإفريقية مولي فيي، أكدت اللجنة فيه "حرصها على أن تؤدي العملية السياسية لإنهاء الانقلاب، والتأسيس لتحول ديمقراطي حقيقي تقوده سلطة مدنية كاملة منحازة للثورة وقضاياها".

وقال التحالف إن العملية السياسية يجب أن "تقود للنأي بالجيش عن السياسة وإجراء إصلاح أمني شامل يقود لبناء جيش قومي مهني واحد، وأن توضع قضية العدالة في قلب أي حل سياسي وهو ما يتطلب أن تصمم هذه العملية بطريقة تضمن تحقيق هذه النتائج ولا تحيد عنها". 

من جانبها، قالت السفارة الأميركية في الخرطوم إن المناقشات مع ما وصفتها بأطراف معنية في السودان تعمل على تحقيق الانتقال إلى الديمقراطية بقيادة مدنية كانت "مثمرة".

البرهان: ملتزمون بالتحول الديمقراطي

وفي سياق متصل، جدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان التزامه باستكمال المرحلة الانتقالية وصولاً لمرحلة التحول الديمقراطي، مؤكداً دعم الحكومة السودانية، ومجلس السيادة لجهود الآلية الثلاثية لدفع عملية الحوار بين الفرقاء السودانيين لتحقيق الوفاق الوطني وحل الأزمة السياسية الراهنة.

وأطلع البرهان خلال لقائه الاثنين، الآلية الثلاثية بحضور وزير الخارجية المكلف السفير على الصادق، على ترتيبات بدء الحوار المباشر الأربعاء.

وبحسب بيان للمجلس السيادي، قال وزير الخارجية المكلف إن الآلية الثلاثية أعربت عن ترحيبها بقرار رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين، لافتاً إلى أنها استعرضت "مجريات المشاورات خلال الفترة الماضية والخطوات الجارية في أعقاب إعلان بدء الحوار المباشر بعد غد الأربعاء بين الفرقاء السودانيين"، موضحاً أن اللقاء تناول "الموضوعات التي سيتم طرحها خلال الحوار المباشر والهدف من طرحها والمخرجات المتوقعة منه.

جوتيريش يشجع على الحوار

ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بجهود الآلية الثلاثية لتسهيل التوصل إلى حل للأزمة السياسية في السودان.

وذكر بيان لستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، الاثنين، أنه في الوقت الذي "يستعد أصحاب المصلحة السودانيون للانخراط في محادثات مباشرة"، فإن جوتيريش "يشجعهم على المشاركة بحسن نية ومواصلة العمل من أجل تهيئة بيئة مواتية لحوار بناء لصالح الشعب".  

ودان الأمين العام للأمم المتحدة جميع الدعوات إلى العنف، مجدداً التأكيد على أهمية وجود مناخ سلمي لإنجاح المحادثات. 

وأعرب جوتيريش عن قلقه من محاولات تدمير جهود الآلية الثلاثية ومبعوثيها، مشيراً إلى "أن خطاب الكراهية بجميع أشكاله يمثل هجوماً على التسامح والتماسك الاجتماعي ويمكن أن يرسي الأساس للعنف، مما يؤدي إلى انتكاس قضية السلام". 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات