كيف سيكون مستقبل أفغانستان بعد إتمام الانسحاب الأميركي؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
طفلان ينتظران مع عائلتهما ركوب طائرة تابعة لسلاح الجو الأميركي أثناء عملية إجلاء في مطار كابول - 22 أغسطس 2021 - Samuel Ruiz via REUTERS
طفلان ينتظران مع عائلتهما ركوب طائرة تابعة لسلاح الجو الأميركي أثناء عملية إجلاء في مطار كابول - 22 أغسطس 2021 - Samuel Ruiz via REUTERS
دبي-رويترزالشرق

للمرة الأولى منذ عام 2001، لم تعد هناك أي قوات أميركية في أفغانستان، بعدما أتمت الولايات المتحدة انسحابها العسكري، وإجلاء معظم مواطنيها وآلاف الأفغان المعرضين للخطر من هناك. 

أكثر من 114 ألف شخص نُقلوا جواً من مطار كابول خلال الأسبوعين الماضيين، في إطار الجهد الأميركي. لكن إنهاء الدور العسكري الأميركي في أفغانستان، يطرح مجموعة جديدة من الأسئلة على الرئيس جو بايدن وإدارته. 

ماذا سيحدث للأميركيين والأفغان المعرضين للخطر الباقين في أفغانستان؟

أجلت الولايات المتحدة أكثر من 5500 مواطن أميركي منذ بدء رحلات الإجلاء في 14 أغسطس الماضي. واختار عدد قليل من الرعايا الأميركيين البقاء في أفغانستان، كثيرون منهم من أجل البقاء مع أفراد أسرهم.

 وكانت إدارة بايدن قالت إنها تتوقع أن تواصل حركة "طالبان" السماح للأميركيين وغيرهم بمغادرة أفغانستان بأمان بعد إتمام الانسحاب العسكري الأميركي. لكن المخاوف تتعلق بكيفية مغادرة هؤلاء إن لم يكن هناك مطار يعمل. 

ويبقى في البلاد عشرات الآلاف من الأفغان يواجهون الخطر، مثل المترجمين الذين عملوا مع الجيش الأميركي والصحافيين ودعاة حقوق المرأة؛ مصيرهم غير واضح، لكنهم يخشون أن تثأر "طالبان" منهم. 

وتعهدت "طالبان" السماح لجميع الرعايا الأجانب والمواطنين الأفغان الذين يحملون جواز سفر أجنبي، بمغادرة أفغانستان، وفقاً لبيان مشترك صادر عن بريطانيا والولايات المتحدة وغيرهما يوم الأحد. 

ماذا سيحدث لمطار كابول بعد مغادرة القوات الأميركية؟

على مدى الأسبوعين الماضيين، عكف الجيش الأميركي على تأمين وتشغيل مطار حامد كرزاي الدولي في كابول بما يقرب من 6 آلاف عسكري. 

وذكر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الثلاثاء، إن "طالبان" تُجري محادثات مع حكومات قطر وتركيا، سعياً للمساعدة في استمرار عمليات الطيران المدني من المطار، وهو السبيل الوحيد المتاح أمام كثيرين لمغادرة أفغانستان. 

والأحد، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الذي كانت بلاده مسؤولة عن أمن مطار كابول طيلة السنوات الـ6 الماضية في إطار مهمة حلف شمال الأطلسي، إن المطار بحاجة لإصلاحات قبل إعادة فتحه أمام الرحلات المدنية. 

ويعدّ إبقاء المطار مفتوحاً بعد تسليم القوات الأجنبية مسؤوليته، أمراً ضرورياً، ليس فقط لبقاء أفغانستان متصلة بالعالم، بل أيضاً للحفاظ على الإمدادات وعمليات الإغاثة. 

وصباح الثلاثاء، بعدما أنهت الولايات المتحدة عمليات الإجلاء بالكامل، مشى زعماء من حركة "طالبان" داخل المطار، في خطوة رمزية تشير إلى سيطرة الحركة على هذا المرفق الحيوي. 

كيف يبدو شكل العلاقة المستقبلية بين واشنطن و"طالبان"؟ 

سبق أن قالت الولايات المتحدة إنها لا تعتزم ترك دبلوماسيين في أفغانستان، وإنها ستقرر خطواتها المقبلة بناء على أفعال "طالبان". 

لكن على إدارة بايدن أن تحدد كيفية ضمان عدم تفجر أزمة إنسانية واقتصادية في البلاد. 

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 18 مليون نسمة- أي ما يزيد عن نصف عدد سكان أفغانستان- يحتاجون مساعدة، وإن جميع الأطفال الأفغان دون سن الخامسة يعانون سوء تغذية حاداً، وسط موجة الجفاف الثانية خلال 4 سنوات. 

وقال بعض الدول، بينها بريطانيا، إنه يجب ألا تُبرَم أي دولة اتفاقات ثنائية مع "طالبان" تعترف بها حاكماً لأفغانستان، فيما طرحت فرنسا شروطاً للاعتراف بحكومة "طالبان"، تشمل "عدم مهادنة الحركات الإرهابية في المنطقة، واحترام حقوق الإنسان وكرامة النساء الأفغانيات". 

ما نوع التهديد الذي يشكله تنظيم "داعش"؟

قد تكون مساحة التعاون بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان" تتمثل في مواجهة الخطر الذي يشكله تنظيم "داعش". وتدور أسئلة عن كيفية التنسيق بين واشنطن و"طالبان"، بل حتى كيفية تشارك المعلومات لمواجهة التنظيم. 

وكان أول ظهور لتنظيم "داعش - ولاية خُراسان" (وهو الاسم التاريخي للمنطقة) في شرق أفغانستان، أواخر عام 2014، وسرعان ما عُرف بـ"الوحشية البالغة". 

وأعلن التنظيم مسؤوليته عن تفجيرين انتحاريين وقعا يوم 26 أغسطس الماضي خارج المطار، وأوديا بحياة 13 عسكرياً أميركياً وعشرات المدنيين الأفغان. ووجهت الولايات المتحدة ضربتين على الأقل بطائرتين مسيّرتين على التنظيم منذ ذلك الحين، وقال بايدن إن إدارته ستواصل الانتقام. 

وتنظيم "الدولة الإسلامية - ولاية خراسان" عدو عتيد لحركة "طالبان". لكن مسؤولي مخابرات أميركيين يعتقدون أنه استغل انعدام الاستقرار الذي أدى إلى انهيار حكومة أفغانستان المدعومة من الغرب، هذا الشهر، في تعزيز وضعه وتجنيد أفراد محبطين من حركة "طالبان". 

اقرأ أيضاً:
تصنيفات