بوتين: مستعد لحوار بنّاء حول الحد من التسلح.. ولا نهدد أحداً

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر منتدى أسبوع الطاقة الروسي بموسكو - 13 أكتوبر 2021 - AFP
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر منتدى أسبوع الطاقة الروسي بموسكو - 13 أكتوبر 2021 - AFP
موسكو-رويترزأ ف بالشرق

قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الأربعاء، إنه مستعد لحوار بناء بشأن الحد من التسلح، مشيراً إلى أن خروج الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ البالستية هو ما أطلق سباق تسلح، مشدداً في الوقت ذاته على أن حواراً حول الأسلحة "أضحى ضرورياً".

وقال بوتين إن لديه علاقات "فعالة"، مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، وأن نائبة وزير الخارجية الأميركي، فيكتوريا نولاند، التي تزور موسكو تعمل على مناقشة "اتصالات أعمق" مع بايدن.

وأضاف أن الإدارة الأميركية "مستعدة لبدء محادثات"، وأنه مستعد للتعامل مباشرة مع حلف شمال الأطلسي.

"لا نهدد أحداً"

في غضون ذلك، قال بوتين، إن بلاده ليست مضطرة إلى أن تشرح لأحد أي تدريبات عسكرية على أراضيها، وأن القوات الروسية الموجودة على الحدود مع أوكرانيا "تتواجد في أراضٍ روسية".

وشدد على أن بلاده "لا تهدد أحداً بأسلحة متقدمة تكنولوجياً".

وكانت وكالة الإعلام الروسية، قد ذكرت الأربعاء، أن تكتلاً أمنياً تقوده روسيا ويشمل بعض الدول المتاخمة لأفغانستان أو القريبة منها سيجري تدريبات عسكرية في طاجيكستان قرب الحدود الأفغانية في 22 و23 أكتوبر الجاري.

ويشمل التكتل منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وطاجيكستان التي تشترك مع أفغانستان في حدود ممتدة، فضلاً عن قرغيزستان وقازاخستان وأرمينيا وبيلاروسيا.

إلغاء العقوبات الدبلوماسية

وعرضت روسيا الثلاثاء على واشنطن رفع القيود التي فرضها الطرفان على البعثات الدبلوماسية، في أعقاب لقاء بين نولاند، وسيرجي ريباكوف، نائب وزير الخارجية الروسية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إنها لا ترغب في تصعيد التوتر مع واشنطن أبعد من ذلك، رغم أنها تبقى مستعدة للرد على "الخطوات العدائية" من الولايات المتحدة.

ووصلت نولاند، التي كانت مدرجة في قائمة العقوبات الروسية منذ 2019، إلى موسكو الاثنين، في زيارة لمدة يومين، في حين تبادل الجانبان إلغاء عقوبات.

ونقلت وكالة تاس الروسية، عن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريباكوف، قوله بعد لقاء نولاند،  إن روسيا والولايات المتحدة تخططان لعقد مشاورات تركز على التأشيرات الخاصة بالبعثات الدبلوماسية ونشاطاتها.

وأضاف ريباكوف: "سيجتمع ممثلون عن كلتا العاصمتين للتباحث، وستكون هناك جلسات مشاورات خاصة بشروط نشاط البعثات الدبلوماسية، والتأشيرات الخاصة بها والقضايا المتعلقة بتلك الأمور".

قانون العملاء الأجانب

وقال بوتين إن القانون الروسي الخاص بـ"العملاء الأجانب"، يتم تطبيقه لأجل الدفاع عن روسيا ضد التأثيرات الخارجية، وإن القانون ذاته تبنته الولايات المتحدة في ثلاثينيات القرن الماضي، "ولا يزال مستخدماً، وطبق ضد وسائل إعلام روسية".

وعن المعارض الروسي المسجون في روسيا، أليكسي نافالني، قال بوتين، إن نافالني في السجن لـ"خرقه القانون الجنائي"، وإن هناك معارضة في روسيا، وتنتقد الحكومة.

وقال بوتين إن شركة الغاز الروسية، "غازبروم" تمول وسائل إعلام معارضة. وأضاف بوتين، أن التدخل الأميركي في أفغانستان أدى "لمأساة".

 أسواق الطاقة

وقال بوتين، إنه لم يناقش قضايا النفط الروسي مع الرئيس الأميركي، ولكن بلاده لا تريد ارتفاعاً كبيراً في أسعار النفط، وأن بلوغ سعر النفط 100 دولار للبرميل أمر ممكن تماماً. واعتبر أن ما يحدث في أسواق الطاقة الأوروبية حالياً هو نتاج لـ"سياسة قصيرة النظر".

وقال إن حواراً مفتوحاً وعادلاً مع الاتحاد الأوروبي، حول ضريبة انبعاثات الكربون مطلوب، وأفادت وكالة "فرانس برس" بأن بوتين، قال إن بلاده، التي تعد من بين أكبر مصادر انبعاثات الغازات الدفيئة، تهدف الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2060.

 الحياد الكربوني

وتعهد الرئيس الروسي بأن "تسعى روسيا عملياً لوصول اقتصادها إلى الحياد الكربوني. حددنا عتبة لتحقيق ذلك بحلول عام 2060 كأقصى حد".

وفي معرض حديثه عن مستقبل أسواق الطاقة العالمية، قال بوتين "سيتراجع دور النفط والفحم".

ورغم تشكيكه على مدى سنوات بالاحترار العالمي الناجم عن الأنشطة البشرية، بدّل بوتين نبرته بشأن هذه القضية في الأشهر الأخيرة.

ويأتي التعهّد بالحياد الكربوني في أعقاب خطوة طموحة قام بها بوتين في يونيو عندما أصدر أمراً لحكومته بتطوير خطة لخفض الانبعاثات الكربونية إلى ما دون المستويات التي أقرها الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2050. 

وقال بوتين الأربعاء: "يحتاج الكوكب إلى خطوات قائمة على المعلومات ومسؤولة من قبل جميع المشاركين في السوق، سواء كانوا منتجين أو مستهلكين، تركّز على الأمد البعيد وتصب في مصلحة التنمية المستدامة لجميع بلداننا".

تحتل روسيا حالياً المرتبة الرابعة من جهة مستوى الانبعاثات الكربونية، في ما يشير معارضون إلى أن البلد لا تقوم بما يكفي للتعامل مع الأزمة.

ويلفت العديد من العلماء إلى أن روسيا (وخصوصاً سيبيريا ومناطقها القطبية) من بين الدول الأكثر عرضة لتداعيات التغيّر المناخي.