"سيلوفيكي".. هل تحسم دائرة بوتين الداخلية حرب أوكرانيا؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
Russian President Vladimir Putin chairs a meeting in Sochi - via REUTERS
Russian President Vladimir Putin chairs a meeting in Sochi - via REUTERS
دبي-الشرق

بينما يُركز الغرب في عقوباته المفروضة ضد موسكو على أفراد الأقلية الحاكمة ورجال الأعمال الأثرياء، ثمة مجموعة أصغر بكثير "تُحكم قبضتها على السلطة الحقيقية في موسكو، وهي الدائرة الداخلية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي ليس لديها أي شكوك بشأن فكرة استعادة العظمة الروسية"، ويعتبر البعض أن ذلك هو ما يفسر المجازفة الجماعية في غزو أوكرانيا.

وفي عهد الرئيس بوتين "ظلت هذه المجموعة مستقرة ومتجانسة بشكل ملحوظ، كما اعتادت أن تكون قريبة منه بشكل شخصي بحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

وتقول الصحيفة إنه في ظل "توغل روسيا في هذا المستنقع العسكري (غزو أوكرانيا)، والأزمة الاقتصادية الناجمة عنه، ثمة سؤال جوهري يتعلق بما إذا كان بإمكان النخبة الروسية عزل بوتين، أو إقناعه بالتنحي إذا لم تنتهِ الحرب بسرعة من خلال تسوية سلمية، وذلك كمحاولة لانتشال البلاد وأنفسهم من الحفرة التي حفرها لهم الرئيس".

وتضيف الصحيفة أن الدائرة الداخلية لبوتين تضم وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، والرئيس السابق للاستخبارات الداخلية والمسؤول الحالي عن مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف، ونائب رئيس الوزراء السابق إيجور سيتشين الذي عينه بوتين لإدارة شركة النفط الروسية العملاقة "روسنفت".

 مجموعة "سيلوفيكي"

ويُعرف رجال هذه الدائرة الداخلية في روسيا باسم مجموعة "سيلوفيكي"، وتصفهم الصحيفة الأميركية بأنهم "رجال السلطة الأقوياء والساسة السابقين في الأجهزة الأمنية الروسية".

إلا أنه يجب وضع خط فاصل بشكل واضح بين "سيلوفيكي"، والنخب الروسية الأوسع التي تشمل مجموعات كبيرة ومتباينة للغاية من كبار رجال الأعمال، وكبار المسؤولين من خارج الدائرة الداخلية للرئيس، والشخصيات الإعلامية البارزة وكبار الجنرالات والمثقفين، وفقاً لفايننشال تايمز.

وفي حال لم يتوصل طرفا الصراع إلى اتفاق سلام واستمرت الحرب في "طريق دموي مسدود"، توقعت الصحيفة تراجع اقتصاد موسكو بشكل كبير، ومعاناة الشعب الروسي من انخفاض حاد في مستوى المعيشة، ما سيزيد حتماً من الاضطرابات والضغوط على الدولة التي ربما تلجأ "لممارسة القمع، ومحاولة استغلال الأعمال التجارية".

وتتوقع الصحيفة أن بعض الضغط الأكثر فاعلية على أفراد دائرة بوتين الداخلية ربما يأتي من قبل أبنائهم الذين تلقى الكثير منهم تعليمهم وعاشوا في الغرب.

ويتفق الكثيرون منهم، على الأقل سراً، مع إليزافيتا بيسكوف ابنة المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف التي أعربت عن احتجاجها على الحرب عبر حسابها على "إنستجرام"، قبل حذف المنشور بسرعة.

وتجزم الصحيفة أن مجموعة "سيلوفيكي" ترتبط ببوتين والحرب بشكل وثيق، "لدرجة أن أي تغيير في النظام الروسي يجب أن يتضمن رحيل معظمهم عن السلطة، وهو ما يمكن أن يكون مقابل حصولهم على وعد بعدم إلقاء القبض عليهم والاحتفاظ بثرواتهم".

وعلى الرغم من أن العزلة الروسية العميقة وطويلة الأمد عن الغرب هي أحد أسوأ آثار الحرب في أوكرانيا، لكن يبدو أن بوتين ومجموعة "سيلوفيكي" يرحبون بهذه العزلة وذلك لأنهم معجبون بالنموذج الصيني، كما يعتقدون أن الحرب في كييف "ستعزز الشعور الوطني داخل موسكو، وستسمح لهم بالانخراط في عمليات قمع مكثفة لدعم المجهود الحربي".

وتقول الصحيفة إنه لأسباب تاريخية وثقافية وشخصية عميقة، تلتزم مجموعة "سيلوفيكي"، والنخبة الرسمية الروسية "بشكل كامل وبلا رجعة باعتبار موسكو قوة عظمى، ويرون أن مَن لا يؤمن بذلك لا يعد جزءاً من المؤسسة الروسية".

وتضيف: "تعتقد المؤسسة الروسية أن تشجيع القومية الأوكرانية، يعد أحد العناصر الجوهرية في استراتيجية واشنطن المناهضة لموسكو، ولذا يبدو أنهم مستعدون للقتال بلا هوادة لفترة طويلة وتحمل التكلفة الهائلة، والمخاطر التي قد يتعرض لها نظامهم لمنع حدوث ذلك".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات