الجزائر تحدد موقفها من استئناف العملية السياسية بشأن الصحراء

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية الجزائر رمطان لعمامرة خلال استقباله المبعوث الأممي للصحراء ستيفان دي ميستورا - 19 يناير 2022 - Twitter@Algeria_MFA
وزير الخارجية الجزائر رمطان لعمامرة خلال استقباله المبعوث الأممي للصحراء ستيفان دي ميستورا - 19 يناير 2022 - Twitter@Algeria_MFA
دبي -الشرق

قالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان، عقب استقبال المبعوث الأممي الجديد لحل النزاع في منطقة الصحراء ستيفان دي ميستورا في الجزائر العاصمة، الأربعاء، إنها تدعو إلى "مفاوضات مباشرة وعن حسن نية ودون شروط مسبقة، بين طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليساريو".

واستقبل وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة دي ميستورا في العاصمة الجزائر، عقب زيارته للمغرب، ومخيمات الصحراويين في تندوف (جنوب غربي الجزائر) وموريتانيا، وذلك ضمن جولته الأولى إلى المنطقة منذ تعيينه في أكتوبر الماضي.

وتباحث دي ميستورا أيضاً مع المبعوث الجزائري الخاص المكلف بقضية الصحراء ودول المغرب العربي عمار بلاني، الأربعاء، في الجزائر.

وذكرت الخارجية في بيان أوردته وكالة الأنباء الجزائرية، أنه خلال المحادثات "جدّد الوفد الجزائري التأكيد على الموقف المبدئي للجزائر، سواء في ما يتعلق بالمسألة الجوهرية أو جوانبها المتعلقة بالشكل، مع التركيز أساساً على ضرورة مباشرة، فور توفر الظروف المواتية لذلك، مفاوضات مباشرة وعن حسن نية ودون شروط مسبقة، بين طرفي النزاع (جبهة البوليساريو و المغرب) كما تمت الإشارة إليهما في لوائح مجلس الأمن".

كما ركّز الوفد الجزائري على "أهمية تفعيل وإعادة بعث مخطط التسوية المشترك لعام 1991 (الأمم المتحدة-منظمة الوحدة الإفريقية)، باعتباره الاتفاق الوحيد الذي قبله طرفا النزاع، والذي صادق عليه مجلس الأمن مرتين"، وفق بيان الخارجية، في إشارة إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير، اتفق عليه بعد وقف إطلاق النار في عام 1991.

وقطعت الجزائر علاقاتها بالمغرب في أغسطس الماضي متهمةً الرباط بـ"التحريض وانتهاك معاهدة حُسن الجوار". فيما أعربت الخارجية المغربية في بيان عن أسفها على "القرار الأحادي غير المبرر تماماً".

موريتانيا

وقبل وصوله إلى الجزائر، زار دي ميستورا موريتانيا، حيث تم استقباله من قبل الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، ووزير الخارجية إسماعيل ولد الشيخ أحمد. ولم تصدر موريتانيا أي بيان بشأن تفاصيل هذه الزيارة، باستثناء استقباله.

 وتفقّد ميستورا المخيمات الصحراوية في تندوف، السبت والأحد الماضيين، والتقى خلال الزيارة زعيم "البوليساريو" إبراهيم غالي، وعدداً من المسؤولين في الجبهة.

موقف المغرب

وبدأ دي ميستورا جولته إلى المنطقة من المغرب، حيث أجرى مشاورات مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، وسفير المغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال في العاصمة الرباط.

وقالت الخارجية المغربية، في بيان عقب الاجتماع، إن المغرب ملتزم بـ"استئناف العملية السياسية تحت الرعاية الحصرية لهيئة الأمم المتحدة، للتوصل إلى حل سياسي على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وفي إطار مسلسل الموائد المستديرة، وبحضور الأطراف الأربعة وهي المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا.

 وجاء في البيان أن زيارة المبعوث الأممي "تندرج في إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2602". 

ودعا هذا القرار في نهاية أكتوبر الماضي، كلاً من المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا إلى استئناف المفاوضات "دون شروط مسبقة وبحسن نية"، للتوصل إلى "حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين" بهدف "تقرير مصير شعب الصحراء".

لكن الجزائر أعلنت رفضها للصيغة المسماة بـ"الموائد المستديرة". كذلك، أدانت جبهة البوليساريو القرار معتبرة أنه "حكم مسبق بالفشل" على مهمة المبعوث الأممي الجديد.

سماع وجهات النظر

وقبل بدء رحلة دي ميستورا إلى المنطقة، قال الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن المبعوث الأممي "يعتزم خلال جولته الأولى سماع وجهات نظر جميع الأطراف المعنية حول سُبل المضيّ قدماً نحو استئناف بنّاء للعملية السياسية"، بعد توقفها في عام 2019.

والصحراء، التي يدور حولها نزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، هي منطقة تصنّفها الأمم المتحدة من "أقاليم الحكم الذاتي".

وتسيطر الرباط على ما يقارب 80% من أراضي الصحراء، وهي تقترح منحها حكماً ذاتياً تحت سيادتها. أما جبهة البوليساريو فتدعو إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير بإشراف الأمم المتحدة، وكان تقرّر عند توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين المملكة والجبهة في سبتمبر 1991.

تصنيفات