وزراء الخارجية العرب يرفعون "وثيقة الجزائر" لاجتماع القمة

time reading iconدقائق القراءة - 5
جانب من اجتماعات وزراء الخارجية العرب استعداداً للقمة العربية في الجزائر، في 29 أكتوبر 2022. - AFP
جانب من اجتماعات وزراء الخارجية العرب استعداداً للقمة العربية في الجزائر، في 29 أكتوبر 2022. - AFP
الجزائر-الشرق

بحث وزراء الخارجية العرب، الاثنين، وثيقة "إعلان الجزائر" التي سيتم رفعها إلى القادة العرب خلال أعمال القمة العربية، التي تعقد يومي الثلاثاء والأربعاء، فيما يتواصل قدوم الوفود إلى العاصمة الجزائرية.

وقال ممثل الجزائر لدى الجامعة العربية السفير عبد الحميد شبيرة، في حديث للصحافيين، إن "مشروع إعلان الجزائر سيتضمن كافة القضايا والمسائل، التي طرحت خلال الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية، بما فيها اجتماع وزراء الخارجية العرب".

و"إعلان الجزائر" وثيقة يتم التحضير لها لإقرارها في ختام القمة العربية، وتتضمن بنوداً تشمل المسائل السياسية، والتدخلات الخارجية في دول عربية، بالإضافة إلى قضية الأمن الغذائي العربي.

وشهد اجتماع الوزراء العرب أجواء إيجابية، إذ أظهر أغلب المشاركين تفاؤلهم بشأن مخرجات القمة، بحسب ما كشف الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي.

وقال مصدر جزائري إن المناقشات ركزت على العديد من القضايا، أبرزها قضية فلسطين، إذ بحث الوزراء الصيغة النهائية التي سيتم اعتمادها في إعلان الجزائر.

وتدفع الجزائر بالمسألة الفلسطينية كأبرز محاور القمة، مرتكزة على اتفاق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية الذي تحقق أخيراً.

الأمن الغذائي العربي

واحتل ملف الأمن الغذائي صدارة الاهتمامات في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية، خصوصاً بعد تعليق روسيا لاتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية، إذ تدفع دول عدة، على غرار السودان والصومال، من أجل الوصول إلى اتفاق خلال هذه القمة يضمن تحقيق تكامل في الملف الغذائي.

وقال جمال رشدي، المتحدث باسم الأمين العام  للجامعة العربية، لـ"الشرق"، إن "ملف الأمن الغذائي من أهم الملفات المطروحة على جدول أعمال القمة العربية في ظل تأثيرات الأزمة الأوكرانية الروسية وجائحة كورونا على إمدادات الغذاء".

وتحدث رشدي عن "مبادرة من الكويت للتعامل مع موضوع الأمن الغذائي من منظور تكاملي، وباستراتيجية تكاملية تستجمع الإمكانات العربية"، مشيراً إلى "الاستثمار ورأس المال الموجود في بعض الدول، والإمكانات البشرية في دول أخرى، بالإضافة إلى المياه".

أما نصر الدين العبيد، المدير العام للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة، وهي هيئة تابعة للجامعة العربية، فقال في مقابلة مع "الشرق" إن "خارطة استثمارية في دول عربية تم إقرارها"، مضيفاً أن في السودان 9 ملايين هكتار جاهزة لزراعة الحبوب، وإذا تم الاستثمار فيها فإن مردودها سيصل إلى 40 مليون طن.

وذكر العبيد أن الاستهلاك في الدول العربية يصل إلى نحو 40 مليون طن من الحبوب، فيما يتم إنتاج 26 مليون طن فقط، ما يعني أنه يمكن للأراضي السودانية أن تغطي الاستهلاك العربي وبأسعار أقل.

من جهته، قال المتحدث باسم الأمين العام للدول العربية رشدي إن "الاستراتيجية التكاملية للأمن الغذائي  للدول العربية من أهم الموضوعات المطروحة في القمة العربية، وتحاول الدول العربية بلورتها بهدف تحقيق الأمن الغذائي لتحصين الدول العربية من الصدمات التي تعرضت لها، مثل أزمة كورنا والحرب في أوكرانيا ".

وحذّر رشدي من أن "هناك دولاً عربية تعاني من جفاف وأوضاع خطرة تهدد أمنها الغذائي، مثل الصومال".

"جامعة اقتصادية"

المبعوثة الجزائرية الخاصة المكلفة بالشراكات ليلى زروقي قالت، في تصريحات للصحافيين، إنه "لا يوجد اتحاد ينجح ويستمر إذا كان الاقتصاد غير مترابط وغير متكامل"، مشيرة إلى أنّ "الاتحاد الأوروبي نشأ بالسوق الأوروبية المشتركة، وهذا ما يجب أن تصل إليه الدول العربية".

وأضافت المبعوثة الخاصة أنه "إذا أردنا بناء مجتمع عربي متكامل، فلا بد من أن يكون اقتصادنا متكاملاً، ويكون التبادل التجاري بين الدول متكاملاً، مع تفعيل دور منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وإعطاء أهمية للتبادل الاقتصادي بين الدول العربية كأولوية، بالإضافة إلى تحقيق الارتباط والتكامل".

مستشار الخارجية الجزائرية، السفير صالح بوشة، تحدّث لـ"الشرق" عن تنسيق عربي محكم خلال الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية، من خلال "وضع الأمن الغذائي كمسألة تخص كل الدول العربية"، مشيراً إلى "الثروات الطبيعية التي تملكها دول عربية، ما يمكنه تحقيق تكامل عربي".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات