"الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل".. حكومة نتنياهو تؤدي اليمين

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو يتحدث خلال جلسة الكنيست للموافقة على تشكيل الحكومة، القدس. 29 ديسمبر 2022 - REUTERS
رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو يتحدث خلال جلسة الكنيست للموافقة على تشكيل الحكومة، القدس. 29 ديسمبر 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

حصلت الحكومة الإسرائيلية على تصديق الكنيست قبل أداء اليمين، الخميس، فيما حدد رئيسها بنيامين نتنياهو خطوط السياسة العريضة، التي تستهدف بشكل رئيس توسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وفرض مزيد من التضييق على الفلسطينيين، وسط توقعات بأن تكون "الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل".

وحازت الحكومة على موافقة 63 عضواً في الكنيست من أصل 120. 

ولم يعلن حتى الآن الأسماء التي ستشغل وزارات الطاقة والتعاون الإقليمي والاستخبارات. فيما عيّن نتنياهو في وقت سابق، عضو الليكود يوآف جالانت وزيراً للدفاع، ووزير الاستخبارات السابق إيلي كوهين وزيراً للخارجية.

ويعتبر جالانت (64 عاماً)، الذي كان قائداً سابقاً للجبهة الجنوبية، أحد المؤيدين المخلصين لنتنياهو، وشغل أيضاً مناصب وزارية عدّة في الحكومات السابقة التي ترأسها.

واختار نتنياهو عضو الكنيست حاييم كاتس وزيراً للسياحة، فيما سيصبح يوآف كيش وزيراً للتربية والتعليم.

كما تم تعيين ياريف ليفين، الذي يشغل حالياً منصب رئيس الكنيست، وزيراً للعدل، بينما سيكون آفي ديختر وزيراً للزراعة، وشلومو كارعي وزيراً للاتصالات، وميري ريجيف وزيرة للنقل.

وتم تعيين أوفير أكونيس وزيراً للابتكار والعلوم والتكنولوجيا، وميكي زوهار وزيراً للثقافة والرياضة بناءً على طلبه، فيما تم تعيين عيديت سيلمان وزيرة للبيئة، وعميحاي شيكلي وزيراً للشتات والشؤون الاجتماعية والمساواة.

وقرر نتنياهو بشكل مفاجئ تعيين نير بركات وزيراً للاقتصاد، رغم العلاقة المتوترة بين الرجلين على خلفية عدم وفاء نتنياهو بوعد سابق له خلال انتخابات مارس 2020 بتعيين بركات وزيراً للمالية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في الكنيست الخميس، إن مهمته الأولى تتمثل في منع إيران من امتلاك أسلحة نووية. 

توسيع المستوطنات

ويرى مراقبون أن حكومة نتنياهو قد تكون الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، إذ تستهدف توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة.

وعرض نتنياهو، الأربعاء، الخطوط العريضة لبرنامج حكومته المرتقبة، مسلّطاً الضوء على توسيع المستوطنات.

وقال حزب الليكود (الذي يتزعّمه نتنياهو) في بيان، إنّ "للشعب اليهودي حقاً حصرياً وغير قابل للتصرّف في جميع أنحاء أرض إسرائيل. ستشجّع الحكومة وتطوِّر الاستيطان في جميع أنحاء أرض إسرائيل - في الجليل والنقب والجولان وفي يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة)".

وأشار البيان إلى مطالبة الحلفاء من أقصى اليمين بمنح قوات الأمن هامش تحرك أكبر في إطار استخدام القوة في الضفة الغربية المحتلّة.

وجاء في البيان أنّ "الحكومة ستعمل على تعزيز قوات الأمن ودعم المقاتلين والشرطة بهدف محاربة الإرهاب ودحره"، وفق تعبيره.

وفي ختام البيان، أشار حزب الليكود إلى القضايا الدينية، مؤكّداً أنّ "الوضع الراهن في ما يتعلّق بمسائل الدين والدولة سيبقى كما هو منذ عقود في إسرائيل، بما في ذلك في ما يتعلّق بالأماكن المقدّسة".

معارضة الدولة الفلسطينية

وتثير مشاركة حزبي "الصهيونية الدينية" و"عظمة يهودية" في الائتلاف الحاكم الكثير من القلق في الداخل والخارج، نظراً لمعارضة زعماء هذين الحزبين قيام الدولة الفلسطينية، وتحريضهم في الماضي ضد الأقلية العربية والنظام القضائي الإسرائيلي وضد حقوق مجتمع الميم.

وفي وقت سابق، قال زعيم حزب "الصهيونية الدينية"، بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الذي سيملك سلطة على المستوطنات، إن خطته "لا تتضمن تغيير وضع المستوطنات السياسي أو القانوني"، في ما بدا أنها إشارة للتخلي عن دعوات سابقة بضم إسرائيل للضفة الغربية، في خطوة من شأنها أن تتسبب في أزمات دبلوماسية مع واشنطن والدول العربية.

ومع ذلك، يقول حزب سموتريتش إنه في ظل عدم إمكانية تنفيذ الضم الرسمي لأسباب دبلوماسية في الوقت الراهن، فإنه سيسعى إلى فرض "السيادة الفعلية" وتعزيز وضع المستوطنات الإسرائيلية.

حكومة "تتبنى التطرف"

ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحكومة الإسرائيلية الجديدة، السبت، بأنها حكومة "تتبنى التطرف والتفرقة العنصرية".

وشهدت الفترة السابقة لأداء الحكومة الجديدة اليمين تسريعاً لوتيرة إقرار تشريعات لإرضاء شركاء الائتلاف الحاكم، بما في ذلك مشروع قانون توسيع صلاحيات إيتمار بن غفير، زعيم حزب "عظمة يهودية"، المرشح لشغل منصب وزير الأمن القومي.

وأدين بن غفير في 2007 بالتحريض ضد العرب ودعم جماعة يهودية مسلحة محظورة. ونأى بنفسه أخيراً عن بعض أفعاله السابقة. لكن الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ الذي التقى بن غفير، الأربعاء، ذكره بوجود "مخاوف" متزايدة في إسرائيل وبين اليهود الأجانب، بشأن توليه للمنصب.

ونقل مكتب هرتسوغ عن بن غفير قوله، في بيان، إنه "سيعزز الإحساس بالأمن في الشوارع لنا جميعاً"، وإن حزبه وحزب الصهيونية الدينية "لا نية لديهم لاستبعاد أو إيذاء أي قطاع من المجتمع".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات