بسبب التطورات الأمنية.. الأردن يغلق معبر جابر الحدودي مع سوريا

time reading iconدقائق القراءة - 4
نقطة تفتيش أردنية لدى معبر جابر الحدودي مع سوريا، 25 أكتوبر 2018 - REUTERS
نقطة تفتيش أردنية لدى معبر جابر الحدودي مع سوريا، 25 أكتوبر 2018 - REUTERS
عمَّان-وكالات

ذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، نقلاً عن مسؤول بوزارة الداخلية، السبت، أنه سيتم إغلاق معبر جابر الحدودي مع سوريا بشكل مؤقت أمام حركة البضائع والركاب "نتيجة لتطورات الأوضاع الأمنية في الجانب السوري".

وأضاف المسؤول أن المعبر سيعاد فتحه "حال توفرت الظروف الملائمة لذلك"، وذلك في خطوة جاءت كما يبدو، رداً على الاشتباكات العنيفة، الخميس، في محافظة درعا في الجنوب السوري التي أودت بحياة 28 شخصاً.

ووفقاً لوكالة "فرانس برس"، تدور مفاوضات برعاية روسيا في درعا لوقف الاقتتال بين قوات الحكومة السورية والمجموعات الموالية لها من جانب، ومقاتلين محليين من جانب آخر، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية إن مسلحين قتلوا مدنيَّين وأصابوا 3 آخرين في هجوم بقذائف الهاون والرصاص في أحياء درعا، دون ذكر مزيد من التفاصيل، فيما نقلت قناة "سما" السورية عن مصادر أمنية أن الجيش السوري تدخل عسكرياً بسبب رفض المعارضة تسليم الأسلحة.

بالمقابل، قالت وكالة "فرانس برس" إن التصعيد في درعا بدأ الخميس، مع قصف الجيش مناطق متفرقة في درعا البلد، معقل فصائل المعارضة سابقاً، بالصواريخ وقذائف الهاون تمهيداً لاقتحامها برياً.

ولفتت الوكالة إلى أن مقاتلي الفصائل ردوا باستهداف حواجز ونقاط تابعة لقوات الجيش في ريفي درعا الشرقي والغربي. وتمكنوا من أسر أكثر من "40 عنصراً من قوات الجيش السوري".

وتعتبر درعا المحاذية لمدينة الرمثا الأردنية (شمالي المملكة) "مهد" الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت قبل 10 أعوام ضد حكومة الرئيس بشار الأسد.

ورغم توقيع الفصائل المعارضة فيها اتفاق تسوية مع دمشق برعاية روسية إثر عملية عسكرية في عام 2018، إلا أنها تشهد بين الحين والآخر فوضى واغتيالات وهجمات.

إعادة تشغيل المعبر

وكانت عمَّان أعلنت، الأربعاء، أنها ستعيد تشغيل مركز جابر نصيب مع سوريا اعتباراً من الأحد بشكل شبه عادي، بعد نحو عام على عمله بشكل محدود في إطار إجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا.

وكان الأردن أغلق المركز في 12 أغسطس 2020 بعد تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات بفيروس كورونا بين القادمين من سوريا.

وأعيد فتحه لاحقاً مع اعتماد قيود تضمنت نظام نقل تبادلي للركاب والبضائع (باك تو باك)، والسماح لعدد محدد بـ150 شخصاً يومياً من القادمين إلى الأردن، بالعبور، بينما كان المغادرون والقادمون بحاجة إلى موافقة أردنية مسبقة.

وكان من المقرر تخفيف القيود بشكل كبير اعتباراً من الأحد وبما يتضمن إلغاء نظام النقل التبادلي، والسماح للحافلات بالعبور إلى الجانب السوري والعودة منه وزيادة عدد القادمين والسماح بالمغادرة بدون موافقة مسبقة.

شريان اقتصادي

ومعبر جابر نصيب هو المعبر الرئيسي بين الأردن وسوريا، وشكل إغلاقه في أبريل 2015 بسبب النزاع في سوريا، ضربة موجعة لاقتصاد المملكة التي سجل التبادل التجاري بينها وبين جارتها الشمالية عام 2010 نحو 615 مليون دولار، قبل أن يتراجع  بتدريجياً بسبب الحرب.

وبلغ التبادل التجاري عام 2020 بين الأردن وسوريا 108,7 مليون دولار، وفقاً لأرقام رسمية أردنية. والحدود مع سوريا شريان مهم لاقتصاد الأردن، إذ تصدر عبرها بضائع أردنية إلى تركيا ولبنان وأوروبا وتستورد عبرها بضائع سورية ومن تلك الدول.

وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة، وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

اقرأ أيضاً: