
كشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" الخميس، عن حشد الجيش البريطاني لمئات المركبات المدرعة في ألمانيا، وذلك بعد نحو عام من إعلان انسحابه الرسمي من البلاد.
وأرجعت الصحيفة الهدف من وراء تلك الخطوة إلى المساعدة في تعزيز حلف شمال الأطلسي (ناتو) مع استمرار التوترات مع موسكو بشأن أوكرانيا.
وفي إطار خطط وُصفت بأنها إعادة هيكلة "جذرية" للقوات البرية البريطانية، أعلنت حكومة المملكة المتحدة، أن قاعدة "الناتو" في سينيلاجر ، قرب مدينة بادربورن الألمانية، ستصبح واحدة من 3 محاور برية إقليمية جديدة للجيش البريطاني، إلى جانب عُمان وكينيا.
وبحسب الصحيفة، تعكس الخطوة تراجعاً بعد أكثر من عام من إنهاء المملكة المتحدة وجودها العسكري الدائم على الأراضي الألمانية الذي ظل قائماً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وكان إغلاق آخر مقر للجيش البريطاني في مدينة بيليفيلد الألمانية في فبراير الماضي، تتويجاً لسحب 20 ألف جندي بريطاني من البلاد على مدار 10 سنوات.
قلق بريطاني
الفريق (لفتنانت جنرال) رالف وودديس، القائد الميداني بالجيش البريطاني، قال: "نحشد عدداً كبيراً من مركباتنا المدرعة حتى نتمكن من التحرك بسرعة أكبر إذا لزم الأمر في أي مكان على الكتلة الأرضية القارية (الأوروبية)".
ورفض مسؤول حكومي بريطاني ذكر أرقام دقيقة للمركبات، لكنه أشار إلى أن الخطط تهدف لوضع "مئات" من الدبابات والعربات المدرعة في سينيلاجر.
القرار البريطاني يأتي مع تزايد قلق حلفاء "الناتو" من أن موسكو تخطط لغزو أوكرانيا. وقالت كييف إن روسيا حشدت نحو 114 ألف جندي شمال وشرق وجنوب منطقة دونباس، وهي منطقة يتحدث أغلب سكانها اللغة الروسية، حيث حارب الانفصاليون المدعومون من روسيا القوات الحكومية منذ عام 2014.
وفي وقت سابق هذا العام، أوقف الرئيس الأميركي جو بايدن خطط سلفه دونالد ترمب لسحب آلاف القوات الأميركية من ألمانيا.
إصلاح للجيش
بحسب "فاينانشيال تايمز"، تُشكل خطط المملكة المتحدة لإعادة المدرعات إلى ألمانيا جزءاً من إصلاح شامل للجيش البريطاني يوصف بأنه التحول الأكثر "جذرية" منذ أكثر من 20 عاماً.
وكان وزير الدفاع البريطاني بن والاس، أعلن عن إعادة تنظيم جذرية للجيش البريطاني. وستشهد إعادة التنظيم خفض أعداد القوات بمقدار 9 آلاف جندي إلى 73 ألف جندي فقط خلال السنوات الأربع المقبلة، وهو أصغر جيش بريطاني منذ قرون، وفقاً للصحيفة.
كما ستشهد التخفيضات إغلاق 33 قاعدة عسكرية حول بريطانيا، بما في ذلك ثكنات ألانبروك في شمال يوركشاير.
وتأتي التخفيضات رغم أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وعد خلال الحملة الانتخابية لعام 2019، بأن حكومة المحافظين "لن تخفض قواتنا المسلحة بأي شكل من الأشكال".
عالم أكثر خطورة
النائب عن حزب المحافظين وضابط الجيش السابق الذي يرأس لجنة الدفاع في مجلس العموم توبياس إلوود، انتقد هذه التخفيضات، وقال: "أصبح عالمنا أكثر خطورة وأكثر تعقيداً. هذا ليس الوقت المناسب لخفض ميزانية الدفاع أو تقليص دباباتنا وعرباتنا القتالية المدرعة وعدد قواتنا كما نفعل الآن".
لكن والاس أكد أن إعادة الهيكلة تهدف إلى "تحويل الجيش إلى قوة استكشافية أكثر رشاقة وتكاملاً وفتكاً". وأضاف أن الجيش سيكون "أقل حجماً ولكنه أكثر إنتاجية"، مؤكداً وجود خطط لتشكيل "فوج رينجر" الجديد البالغ قوامه 1200 جندي على غرار نخبة "القبعات الخضراء" في الجيش الأميركي.
وسيتكون الفوج من 4 كتائب، ستنضم إلى القوات الأجنبية وتركز على عمليات مكافحة التمرد في مناطق مثل شرق إفريقيا. وقال والاس إن هذا يعني نشر المزيد من الأفراد حول العالم لفترة أطول.
وأضاف أنه ستكون هناك أيضاً نسبة أكبر من القوات متمركزة في كل دولة من الدول الخاضعة لمظلة المملكة المتحدة.