ترمب يسمح بإطلاع بايدن على تقرير الاستخبارات اليومي

time reading iconدقائق القراءة - 8
الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن - REUTERS
الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن - REUTERS
واشنطن- رويترز

كشفت قناة "سي إن إن" الأميركية عن موافقة البيت الأبيض على تسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن التقرير الاستخباراتي اليومي، المخصص للرئيس وعدد من كبار المسؤولين، وفقاً لمسؤول في البيت الأبيض.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أعطى، الاثنين، الضوء الأخضر لعملية نقل السلطة إلى الرئيس المنتخب جو بايدن، لكنه تعهد أيضاً بالمضي في معركة قانونية لإثبات مزاعمه بحدوث تزوير في الانتخابات لصالح بايدن.

على الجانب الآخر، ركز الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن على تشكيل إدارته المقبلة وطرح رسالة مداواة للانقسامات، الثلاثاء، مع بدء فريقه الانتقالي التواصل مع الوكالات الاتحادية، استعداداً لاستلام السلطة من إدارة دونالد ترمب في يناير المقبل.

ويتحرك الديمقراطي على عجل لتشكيل فريقه واختيار مرشحين لحكومته بعد أن فاز على الرئيس الحالي الجمهوري في الانتخابات التي أجريت في الثالث من نوفمبر. في الوقت الذي أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب معركة قانونية في مسعى لتغيير نتائج الانتخابات زاعماً دون أدلة أن الانتخابات سُرقت منه.

وكتب الرئيس المنتخب بايدن على حسابه في تويتر "انتهت الانتخابات، حان الوقت لنبذ الحزبية والخطاب الذي يشوه بعضنا فيه صورة البعض. يتعين أن نوحد صفوفنا".

وفي المقابل، قال دونالد ترمب عبر حسابه في تويتر إنه "لن يقر أبداً بخسارة الانتخابات"، غير أنه بعد أسابيع من عدم اليقين، أعطت إدارته أخيراً، أمس الاثنين، الضوء الأخضر لبدء نقل السلطة رسمياً إلى بايدن.

وكانت إدارة ترمب قد عرقلت العملية على الرغم من ظهور بايدن كفائز واضح واعتراف قادة العالم به باعتباره الرئيس القادم.

ويعني إعلان الاثنين أن بايدن سيتسنى له الآن الحصول على مخصصات مالية حكومية وتلقي إفادات من أجهزة الاستخبارات، مع استعداده لتسلم الرئاسة في 20 يناير.

ومن بين أول الوزارات التي تواصل معها فريقه كانت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" ما يبرز أهمية التأكيد على الأمن القومي خلال الفترة الانتقالية، وكان ترمب قد أقال وزير الدفاع مارك إسبر في الـ9 من نوفمبر الجاري.

وقال منتقدون إن "رفض ترمب قبول نتائج الانتخابات والموافقة على نقل السلطة إلى بايدن يقوض الديمقراطية الأميركية ويقلص قدرة الإدارة القادمة على مكافحة جائحة كورونا الآخذة في التصاعد، والتي أودت بحياة نحو 258 ألف أميركي وتسببت في فقد ملايين آخرين لوظائفهم".

وأشار فريق بايدن، أمس الاثنين، إلى أن "أنتوني بلينكن اختير لتولي وزارة الخارجية، كما اختير جيك سوليفان مستشاراً للأمن القومي، وليندا توماس-جرينفيلد سفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، وأليخاندرو مايوركاس وزيراً للأمن الداخلي".

 ومن المرجح أن تركز السياسة الخارجية لبايدن على إصلاح علاقات واشنطن مع حلفاء أساسيين للولايات المتحدة في أوروبا وأنحاء العالم، واتخاذ مسارات جديدة بشأن قضايا مثل تغير المناخ.

وتعهد بايدن بالعودة للاتفاق النووي مع إيران إذا التزمت طهران ببنود الاتفاق، وبالعودة لاتفاق باريس المناخي وكذلك التراجع عن خطط الانسحاب من منظمة الصحة العالمية.

كما تزايد الاهتمام بشأن اختيار بايدن المحتمل لمن سيتولى منصب وزير الخزانة الذي ستكون أول مهمة له إدارة تعامل الحكومة مع التداعيات الاقتصادية للجائحة.

وقال حليفان لبايدن، اشترطا عدم كشف هويتهما، الاثنين، إنه من "المرجح أن يعين رئيسة مجلس الاحتياطي الاتحادي السابقة جانيت يلين وزيرة للخزانة".

وحال تعيينها ستكون يلين أول امرأة تتولى هذا المنصب، وهي خبيرة اقتصادية وفي سوق العمل وتحظى باحترام الكونغرس ووول ستريت، وسيؤدي تعيينها إلى تحويل اهتمام الوزارة بعيداً عن التخفيضات الضريبية وتخفيف القواعد التنظيمية المالية التي كانت محور التركيز الأساسي في ظل إدارة ترمب.

عودة للقيادة

وفي خطاب لتقديم أعضاء إدارته في مجالي السياسة الخارجية والأمن، قال الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة "ستعود لمركزها التاريخي في القيادة".

وأضاف: أن الفريق "لديه إنجازات غير مسبوقة"، معتبراً أن فريقه يعكس أن "أميركا عادت، وهي جاهزة لقيادة العالم وعدم الانسحاب منه".

لا حروب بلا داعٍ

وأكد الرئيس الأميركي المنتخب أن الولايات المتحدة "لن تضطلع بدور في حروب لا داعي لها"، كما ذكّر  بـ"عزمه" على مكافحة التغير المناخي، وذلك خلال تقديمه موفده الخاص المقبل لشؤون المناخ جون كيري الذي سيتصدى لهذا "الخطر الوجودي".

وقال بايدن في ويلمينغتون بديلاوير "أود أن أكون واضحاً، لا أقلل للحظة واحدة من حجم الصعوبات أمام الوفاء بالتزاماتي الشجاعة بهدف مكافحة التغير المناخي، ولكن في الوقت نفسه، ينبغي ألا يقلل أحد للحظة واحدة من عزمي على القيام بذلك".

وقدم بايدن الدبلوماسي أنتوني بلينكن، مرشحه لوزارة الخارجية، مؤكداً أنه "سيعيد بناء الروح المعنوية والثقة في الوزارة المسؤولة عن علاقات الولايات المتحدة الدبلوماسية".

بلينكن وكيري

ويعتبر أنطوني بلينكن (58 عاماً) موضع ثقة بايدن لأكثر من 20 عاماً، إذ عمل في منصب كبير المساعدين للجنة مجلس الشيوخ الأميركي للعلاقات الخارجية خلال رئاسة بايدن لها، ثم عمل مستشاراً للأمن القومي لبايدن عندما كان الأخير نائباً للرئيس، ثم نائباً لمستشار الأمن القومي للرئيس أوباما، وأخيراً نائباً لوزير الخارجية خلال الفترة ما بين عامي 2015 و2017.

وقال بلينكن في كلمة خلال المؤتمر: "لا يمكننا حل جميع المشاكل بمفردنا، ونحتاج لتعاون الجميع"، مضيفاً: "سأفعل كل ما في وسعي لتمثيل هذا المنصب".

وقرر بايدن إسناد إدارة الاستخبارات الوطنية لامرأة وذلك للمرة الأولى في تاريخ البلاد، وتعيين وزير الخارجية الأسبق جون كيري موفداً رئاسياً خاصاً لشؤون المناخ، متعهّداً باعتماد نهج يقوم على الخبرات بعد سنوات الاضطراب التي طغت على عهد الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب.