أوكرانيا تطلب دعماً أميركياً في مواجهة روسيا بعد حرب أفغانستان

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد محادثاتهما في قصر ماريينسكي في كييف، أوكرانيا، 22 أغسطس 2021 - REUTERS
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد محادثاتهما في قصر ماريينسكي في كييف، أوكرانيا، 22 أغسطس 2021 - REUTERS
نيويورك-أ ف ب

سيطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من نظيره الأميركي جو بايدن، الأربعاء، دعم الولايات المتحدة الثابت لعملية تحديث الجيش في بلده، وسط قلق إزاء تزايد الضغط الروسي بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان.

ودُعي زيلينسكي إلى واشنطن بعد قرار بايدن رفع معظم العقوبات المتعلقة بخط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" الذي يربط روسيا بألمانيا، ويلتف على أوكرانيا، ما أثار خيبة أمل لدى كييف.

وزار الرئيس الأوكراني البنتاجون، مقر وزارة الدفاع الأميركية، الثلاثاء بعد ساعات على مغادرة آخر جندي أميركي من أفغانستان وإخلاء الساحة لحركة طالبان بعد حرب دامت 20 عاماً وكانت الأطول في التاريخ الأميركي.

واعتبر مسؤولون روس هذه الخطوة درساً لأوكرانيا التي راهنت على الغرب خلال الحرب المستمرة منذ 7 سنوات ضد الانفصاليين الموالين لموسكو. لكن بايدن شدد على أن الانسحاب جاء لتركيز الاهتمام على تحدٍّ أكبر للولايات المتحدة متمثل في الصين وروسيا.

وأكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لزيلينسكي، التزام الولايات المتحدة بدعوة روسيا إلى "التوقف عن إطالة أمد الصراع" في شرق أوكرانيا ومغادرة شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014.

وقال أوستن "سنواصل الوقوف إلى جانبكم في مواجهة هذا العدوان الروسي". وأكد أن الولايات المتحدة ضخت نحو 2.5 مليار دولار في منظومة الدفاع الأوكرانية منذ عام 2014 معلناً تخصيص 60 مليون دولار أخرى لأوكرانيا تشمل مدها بصواريخ جافلين المحمولة المضادة للدروع.

وسُلط الضوء على مسألة المساعدات في المشهد السياسي الأميركي عام 2019، عندما جمّد الرئيس السابق آنذاك دونالد ترمب، المساعدات العسكرية بينما كان يمارس الضغط على زيلينسكي، وهو ممثل كوميدي تحول إلى السياسة، لفتح تحقيق يطال بايدن.

"سبتمبر خطير"

وقادت دول غرب أوروبا المساعي المعارضة لانضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي، خشية أن تثير مثل هذه الخطوة استفزاز روسيا.

وقال زيلينسكي في ساعة متأخرة الثلاثاء، إنه ينظر أكثر إلى الحاجات العاجلة لأوكرانيا، ومن ضمنها قواتها على البحر الأسود في وقت قضى أكثر من 13 ألف شخص بسبب النزاع.

وقال زيلينسكي "ليس لدينا الوقت للتفكير بشأن الاستراتيجية. علينا توفير أكبر حماية ممكنة لمنع تعزيزات" من جانب روسيا.

وأضاف "أوكرانيا بحاجة لأسطول حديث ولهذا نحن بحاجة لشركاء" مؤكداً "أرغب في مناقشة هذا مع الرئيس بايدن".

وحشدت روسيا في وقت سابق هذا العام قرابة 100 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا وفي القرم، ما أثار مخاوف من غزو مع بدء ولاية بايدن.

وانسحبت القوات الروسية في أبريل. لكن العديد من المعدات لا تزال هناك، وعبر زيلينسكي عن القلق من سبتمبر "خطير" في وقت تجري روسيا مناورات عسكرية مع بيلاروسيا، التي تدور حكومتها في فلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال زيلينسكي إن أوكرانيا، التي لا تزال تعتمد على المعدات السوفيتية المتقادمة، تريد أن تكون شريكاً أكبر للولايات المتحدة في الإنتاج، وأن تتعاون عن كثب حول الأمن المعلوماتي ومنع نشر المعلومات المضللة عن قصد. وأكد "لا نطلب هدايا، نحتاج إلى فرص لأخصائيينا".

وتعهد بتعزيز جهود مكافحة الفساد، وهي المسألة التي تثير قلق بايدن الذي كثيراً ما أشار إلى أن الفساد سبب لوقف الدعم للحكومة الأفغانية السابقة.

وكتبت مديرة "مركز أوروبا الجديدة" في العاصمة الأوكرانية كييف أليونا جيتمانتشوك، في مدونة لمركز "المجلس الأطلسي" ومقره واشنطن أن أوكرانيا أقل اعتماداً بكثير على الدعم الغربي مقارنة بالحكومة السابقة في أفغانستان.

وأضافت "مع ذلك، فإن طبيعة الانسحاب الأميركي من أفغانستان دقت ناقوس الخطر في أنحاء أوكرانيا، وكانت بمثابة جرس إنذار لأي شخص ما زال يعتقد أنه يمكن الاعتماد على استمرار الدعم الغربي إلى ما لا نهاية".