سيطرت حركة "طالبان"، الثلاثاء، على أبرز معبر حدودي مع طاجيكستان، شمال أفغانستان، وعلى المناطق المؤدية إلى قندوز، كبرى مدن شمال شرقي البلاد.
جاء ذلك عشية زيارة لمسؤولين من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى تركيا، لمناقشة أمن مطار كابول، بعدما اقترحت أنقرة تولّيه بشروط، إثر انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤولَين محليَّين قولهما إن الحركة "سيطرت على معبر شير خان"، الذي يربط أفغانستان ببقية آسيا الوسطى، على بعد 50 كيلومتراً شمال قندوز.
سقوط عشرات المناطق
هذا التطوّر جاء بعد ساعات على إعلان الشرطة الأفغانية أن "طالبان" سيطرت على منطقة الإمام صاحب، المهمة في قندوز، ومقر الشرطة.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن الناطق باسم الشرطة الأفغانية، إنعام الدين رحماني، قوله إن مسلّحي الحركة كانوا على بعد كيلومتر من مقرّ عاصمة الإقليم، لافتاً إلى تقارير بشأن دخول مجموعات صغيرة منهم ضواحي المدينة، فيما أن سكانها يحاولون المغادرة إلى كابول. وأكد الناطق باسم "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، أن منطقة الإمام صاحب سقطت في أيدي الحركة.
ومنذ بداية مايو الماضي، سقطت عشرات المناطق في يد "طالبان"، بعدما بدأت القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي (ناتو) مغادرة أفغانستان، التي أُنجز أكثر من 50% منها، وستُستكمل بحلول 11 سبتمبر المقبل.
إبطاء الانسحاب الأميركي
وأعلن جون كيربي، الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية، أن قوات بلاده قد تبطئ وتيرة انسحابها من أفغانستان، إذا واصلت الحركة تحقيق مكاسب ميدانية. واستدرك: "هناك أمران لم يتغيّرا: أولاً، سننجز الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من أفغانستان، باستثناء تلك التي ستبقى لحماية الوجود الدبلوماسي؛ وثانياً، سيتم ذلك بحلول مطلع سبتمبر، وفقاً لما أمر به القائد الأعلى"، في إشارة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن.
ولفت كيربي إلى أن الجيش الأميركي سيواصل تقديم إسناد جوّي للقوات الأفغانية، مستدركاً أن هذا الدعم لن يستمرّ على حاله، حتى اليوم الأخير للوجود العسكري الأميركي في أفغانستان.
وسيلتقي بايدن في البيت الأبيض، الجمعة، الرئيس الأفغاني أشرف غني، ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية، عبد الله عبد الله.
انتقادات كرزاي
واستبق الرئيس الأفغاني السابق، حميد كرزاي، اللقاء مشيراً إلى أن الولايات المتحدة جاءت إلى بلاده لـ"دحر التطرف وتحقيق الاستقرار"، ومعتبراً أنها ستغادرها بعد 20 سنة، لـ"فشلها في المهمتين".
وقال لـ"أسوشيتد برس" إن التطرف يبلغ الآن "ذروته"، منبّهاً إلى أن القوات المغادرة تخلّف وراءها "كارثة". وتابع: "ندرك كأفغان كل إخفاقاتنا، ولكن ماذا عن القوى الكبرى التي جاءت إلى هنا لهذا الهدف تحديداً؟ أين يتركوننا الآن؟ في خزي وكارثة محققين".
أمن مطار كابول
إلى ذلك، أفادت وكالة "فرانس برس" بأن أعضاء في وزارة الدفاع التركية، سيستقبلون الخميس وفداً أميركياً، لبحث "كل التفاصيل المتعلّقة بمواصلة عمل" مطار حميد كرزاي الدولي في كابول.
تأتي الزيارة بعد لقاء جمع بايدن بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أشادت بعده واشنطن بـ"التزام واضح" من أنقرة بأداء "دور أساسي" في ضمان أمن المطار.
وأقرّ الرئيس التركي بأنه ناقش المسألة، خلال محادثاته مع بايدن، مستدركاً أن تركيا ترغب في نيل دعم مالي ودبلوماسي ولوجستي، لتولّي أمن المطار.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان، إن بايدن أكد لأردوغان "هذا الدعم سيُقدّم".
وأشارت "فرانس برس" إلى أن مطار كابول هو المنفذ الرئيس لخروج الدبلوماسيين الغربيين وموظفي الوكالات الإنسانية. وأضافت أن مخاوف من سقوطه في أيدي "طالبان"، بعد انسحاب القوات الأجنبية، دفعت "الأطلسي" إلى البحث عن حلّ سريع.
لكن الحركة حذرت، السبت الماضي، من أن القوات الأجنبية يجب ألا "تأمل" بأن تبقي على تواجد عسكري في أفغانستان، مشددة على أن أمن السفارات والمطارات سيكون من مسؤولية الأفغان.
وتركيا عضو في "الأطلسي"، ونشرت عسكريين في أفغانستان، منذ الغزو الأميركي في عام 2001.