التاريخ والهوية في صلب الصراع الانتخابي الفرنسي

time reading iconدقائق القراءة - 5
العلم الأوروبي تحت قوس النصر في باريس بمناسبة تسلّم فرنسا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي - 1 يناير 2022 - AFP
العلم الأوروبي تحت قوس النصر في باريس بمناسبة تسلّم فرنسا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي - 1 يناير 2022 - AFP
باريس-أ ف ب

رفرف العلم الأوروبي تحت قوس النصر في باريس احتفالاً بتسلّم فرنسا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، لكن لأقلّ من يومين، لأنه أُزيل جرّاء الجدل الذي أطلقه اليمين وأقصى اليمين المعارضان للرئيس إيمانويل ماكرون، وهو ما يعكس هيمنة التاريخ والهوية على الحملة الانتخابية.

وانتُقد رفع العلم الأوروبي في هذا المكان على نطاق واسع، بعد اختفائه، فيما قالت الحكومة الفرنسية إنه كان مُقرّراً أصلاً رفعه ليومين فقط، الأمر الذي تشكك فيه المعارضة.

تحت قوس النصر، هناك رفات "الجندي المجهول"، رمز الجنود الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى. وكل مساء، تُضاء شعلة في المكان لتكريم هؤلاء.

وقالت رئيسة "الجبهة الوطنية" مارين لوبان، إن رفع العلم الأوروبي هناك "اعتداء على هوية وطننا"، في حين انتقد المرشّح الآخر من أقصى اليمين إريك زمّور رفع علم الاتحاد الأوروبي قبل أقل من 100 يوم على الانتخابات الرئاسية.

ويكشف الجدل، الحساسيات حول مسائل الهوية الوطنية والتاريخ داخل قسم من الرأي العام، قلقٍ بشأن الاندماج في أوروبا والهجرة وإعادة مساءلة التاريخ الفرنسي.

ويؤيّد 66% من الفرنسيين فكرة أن "هوية فرنسا تختفي"، بحسب استطلاع للرأي أجراه المعهد الفرنسي للرأي العام في مطلع يناير، فيما يرى 82% من المستطلعين أن "هناك استغلالاً لمسائل مرتبطة بالهوية من جانب بعض الشخصيات السياسية". ويعتبرون أن التهديدات الرئيسية لهويتهم تكمن في "الضعف الاقتصادي" و"تراجع الصناعة" و"البطالة".

وتشهد فرنسا منذ أشهر جدلاً حول تاريخها وماضيها، تتسبب به أحياناً تصريحات لإيمانويل ماكرون الذي دعا في أبريل الماضي إلى "تفكيك، بطريقة ما، تاريخنا".

ورأى المحلل السياسي جان جاريج، أن "الاستشهاد بالتاريخ في السياسة الفرنسية أمر يحصل باستمرار، منذ قرون. وهو يُغذّي النقاش السياسي باستمرار".

وأشار إلى "خصوصية في هذه الفترة السابقة للحملة الانتخابية" تتمثل في شخص إريك زمور الذي وضع "الاستشهاد بالتاريخ في صلب خطابه".

واعتبر المحلل السياسي باسكال بيرينو أن "اليسار يلتزم الصمت" منذ عقود في مواجهة اليمين وأقصى اليمين اللذيّن يُركزان النقاش حول الهوية الوطنية.

وتمحورت حملة نيكولا ساركوزي في العام 2007 حول هذا الموضوع، وأنشأ وزارة الهجرة والاندماج والهوية الوطنية ووحدة التضامن التي انتقدها اليسار بشدّة، إلى أن أُلغيت في العام 2010 على أساس مصطلح "الهوية الوطنية".

وأضاف بيرينو "من الصعب جداً تحديد موقف ماكرون من هذا الموضوع"، متابعاً: "في العام 2017، كان معظم المقترعين له من اليسار، أمّا اليوم فهو في خط اليمين بالأحرى. نعلم أنّه تحرّك لكن نجهل نقطة وصوله".

في اليسار، جان-لوك ميلانشون هو الوحيد الذي يشارك في النقاش التاريخي. وقد انتقد "الروح الاستعمارية" للسلطات الفرنسية خلال زيارة له في ديسمبر إلى جزيرة غوادلوب الفرنسية في منطقة البحر الكاريبي، حيث حصلت أعمال عنف ضد القيود الصحية المضادة لتفشي كورونا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات