وقف "إنترنت إكسبلورر" يصيب شركات ومؤسسات حكومية يابانية بالذعر

time reading iconدقائق القراءة - 5
متصفح إنترنت إكسبلورر - ShutterStock
متصفح إنترنت إكسبلورر - ShutterStock
القاهرة-محمد عادل

مع إعلان شركة مايكروسوفت نهاية متصفحها على الويب الأسطوري "إنترنت إكسبلورر" تعيش العديد من الشركات والمؤسسات الحكومية في اليابان حالة من الذعر، إذ تعتمد نسبة كبيرة من الأدوات البرمجية وتطبيقات الويب على أساليب برمجة قديمة لا تتلاءم للعمل مع المتصفحات الحديثة مثل "جوجل كروم" و"فايرفوكس" و"سفاري" فكان ملاذها الوحيد للعمل هو متصفح مايكروسوفت الراحل.

ووفقاً لما نشره موقع نيكاي آسيا، بدأت شركه CEC برمجية منذ أبريل الماضي في الحصول على طلبات للمساعدة من جانب العديد من الشركات الخاصة والمؤسسات في القطاع الحكومية، إلى جانب العديد من الهيئات اللوجستية والعاملة بقطاع التصنيع لمحاولة تشغيل وتهيئة مواقع وأدوات الويب الخاصة بهم للاستمرار في العمل بعد وقف "إنترنت إكسبلورر".

إهمال القطاع الحكومي

المثير في الأمر أن أحد المسؤولين بالشركة أكد على أن الشركات والمؤسسات اليابانية كانت على علم بقرب إيقاف مايكروسوفت لمتصفحها المعروف إلا أنهم انتظروا لآخر دقيقة لاتخاذ القرار المناسب لتطوير أدواتهم ومواقعهم للويب.

ويوضح استطلاع رأي أجرته شركه كيمانKeyman's Net في مارس الماضي، أن عدداً كبيراً من المنظمات والشركات في اليابان تعتمد بشكل أساسي على "إنترنت إكسبلورر" فقد أشارت نتائج الاستطلاع إلى أن 49% من المشاركين يستخدمون متصفح مايكروسوفت للعمل.

وأوضح المشاركون في استطلاع الرأي أن متصفح "إنترنت إكسبلورر" تعتمد عليه العديد من الأدوات الأساسية في الشركات مثل أنظمة حضور الموظفين وتسويات النفقات وغيرها من الأدوات الإدارية، وفي بعض الأحيان يكون الموظفون مجبرون على استخدام متصفح مايكروسوفت العتيق نتيجة استخدام العملاء لأدوات قديمة من حيث طريقة برمجتها.

وتعتبر الجهات الحكومية اليابانية هي الأكثر تجاهلاً لأهمية ترقية الأدوات والأنظمة البرمجية، ما يجعلهم الأكثر تضرراً من قرار مايكروسوفت بوقف متصفحها القديم.

وفي الوقت الذي تحولت فيه خدمة المعاشات التقاعدية اليابانية إلى عرض الإشعارات المتعلقة بالتطبيقات داخل متصفح مايكروسوفت إيدج من خلال ميزة IE Mode، لا يزال موقع الويب الخاص بشركة المساعدة المتبادلة المدعومة من الحكومة اليابانية للمدارس الخاصة يُدرج Internet Explorer باعتباره المتصفح الوحيد الموصى به.

التاريخ يعيد نفسه

ويعد موقف الحكومة اليابانية مع "إنترنت إكسبلورر" أشبه بما مرت به مايكروسوفت مع الحكومة الصينية، عندما قررت في 2014 وقف دعم "ويندوز إكس بي"، إذ تضررت في ذلك الوقات المؤسسات الحكومية الصينية، لأن قرار رفع الدعم كان يعني توقف استقبال آلاف الحواسيب لديها للتحديثات الأمنية.

وفي ذلك الوقت كان الإصدار الأحدث من ويندوز هو "ويندوز 8"، فقررت الصين حظر استخدامه على أجهزة مؤسساتها الحكومية، وكان القرار صادماً لمايكروسوفت، لدرجة أنها اضطرت لاستمرار تقديمها للدعم بشكل حصري للأجهزة في الحكومة الصينية، لحين التوصل لقرار بشأن "ويندوز 8".

الجدير بالذكر أنه بعد عام من تلك الوقائع، أي في 2015، بدأت الحكومة الصينية في استخدام إصدار برمجي قائم على نظام لينكس، يحمل اسم NeoKylin، وهو يقدم نفس تجربة "ويندوز إكس بي" بكل تفاصيلها ومزاياها، حتى أن واجهة الاستخدام متطابقة إلى حد كبير مع ما يقدمه نظام مايكروسوفت.

ماذا يعني إيقاف إنترنت إكسبلورر؟

بداية من الأربعاء 15 يونيو الحالي، إذا حاول المستخدمون فتح متصفح إنترنت إكسبلورر على حواسيب ويندوز 10، لن يتمكنوا من استخدام المتصفح، وعند تشغيله سيتم نقلهم تلقائياً إلى متصفح مايكروسوفت إيدج.

يذكر أن مستخدمي "ويندوز 8.1" و"ويندوز 7" لن يتغير الوضع لديهم وستظل تجربتهم للإنترنت مستمرة مع إنترنت إكسبلورر، فالتحديث الجديد يقتصر تأثيره فقط على "ويندوز 10".

لكن سيظل مستخدمو "ويندوز 10" قادرين على زيارة مواقع الويب والصفحات المحفوظة لديهم، والتي هي مصممة بطريقة تجعلها غير قادرة على العمل على المتصفحات الحديثة، وذلك من خلال وضع IE Mode المتوفر مباشرة داخل متصفح "إيدج".

واعتمد تشغيل وضع "إنترنت إكسبلورر" على استمرار دعم مايكروسوفت المحرك البرمجي للمتصفح الأسطورة MSHTML داخل متصفحها العصري الجديد، وذلك على مختلف أنظمة تشغيل ويندوز التي تدعم تشغيل "إيدج".

وتعد مايكروسوفت باستمرار دعمها البرمجي لوضع "إنترنت إكسبلورر" داخل إيدج حتى 2029 على الأقل.

تصنيفات