أصيب أكثر من 100 شخص بجروح، وتوقفت حركة القطارات في مناطق واسعة بشمال شرقي اليابان، الأحد، بعد أن هز زلزال قوي المنطقة نفسها التي ضربها زلزال فوكوشيما في مارس 2011.
وأدى الزلزال الذي بلغت قوته 7.3 درجة على مقياس ريختر، ووقع قبل منتصف ليل السبت بقليل، إلى تصدع الجدران وتحطم النوافذ، كما تسبب في حدوث انهيار أرضي في فوكوشيما التي تعد أقرب المناطق لمركز الزلزال.
واهتزت المباني في العاصمة طوكيو الواقعة على بعد مئات الكيلومترات، وانقطعت الكهرباء عن مليون منزل، قبل أن تعود إلى وضعها الطبيعي، صباح الأحد، بعدما بدأت السلطات بإصلاح الأضرار العينية.
وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن.إتش.كيه)، أن ما لا يقل عن 104 أشخاص أصيبوا، بعضهم يعاني من كسور، لكن لم ترد تقارير عن وفيات، في ما تعطلت خدمات القطارات السريعة في معظم شمال اليابان بسبب الأضرار التي شهدتها المسارات.
ولم يسبب الزلزال موجات مد عاتية (تسونامي)، لكنه أعاد للأذهان ذكريات الزلزال الكبير الذي وقع في 2011، وأعقبه موجات تسونامي دمرت رقعة واسعة من الساحل المطل على المحيط الهادئ، وأودى بحياة قرابة 20 ألف شخص.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن اليابانيين عاشوا لحظات رعب ليلاً، لكن في الصباح تبين اقتصار آثار الزلزال على الإصابات، وتسجيل هزات ارتدادية عدة أثناء الليل أحصت وسائل إعلام محلية المئات منها.
وأشارت الوكالة إلى أنه في وقت كان نحو مليون منزل من دون كهرباء بعد الهزة الأولى التي حدثت السبت بعيد الساعة 23:00 بالتوقيت المحلي (14:00 بتوقيت غرينتش)، عاد التيار الكهربائي بنسبة 100% تقريباً صباح الأحد.
والضرر المادي الرئيسي الذي تم رصده حتى الآن، هو انهيار أرضي ألحق أضراراً بطريق سريع في محافظة فوكوشيما. وتم تعليق خطوط القطار السريع في شمال اليابان الأحد، لإتاحة الوقت لتفحص حالة بنيته التحتية.
توخي الحذر الشديد
وحضت السلطات اليابانية السكان على "توخي الحذر الشديد"، محذرة من احتمال حدوث مزيد من الهزات الارتدادية الكبرى في الأيام المقبلة، ومن أن مخاطر الانهيارات الأرضية ستزداد مع هطول الأمطار المتوقع، الاثنين، في المنطقة.
وواصلت الحكومة، الأحد، تقييم الخسائر في الأرواح، وقال المتحدث باسم الحكومة، كاتسونوبو كاتو، إن أفراداً من قوات الدفاع الذاتي اليابانية تم إرسالهم إلى المناطق المتضررة لتوزيع المياه وأمور أخرى، حيث لم يعد بإمكان نحو 4800 أسرة الحصول على المياه، مشيراً إلى أن أكثر من 250 شخصاً لجأوا إلى مراكز الإجلاء ليلاً، لكن معظمهم عادوا إلى منازلهم.
وقال رئيس الوزراء الياباني، يوشيهيدي سوغا، إن حكومته ستعقد اجتماعاً، الأحد، بحسب وكالة أنباء كيودو.
وتوجه سوغا إلى مكتبه في ما شكلت الحكومة خلية خاصة لمتابعة تطور الوضع في المناطق المتضررة، بحسب قناة "إن إتش كاي" العامة.
وأعلنت شركة "تيبكو"، المشغلة لمحطة فوكوشيما دايشي النووية، التي سبق أن تضررت بشدة في مارس 2011، أنها ترصد تأثير الزلزال على منشآتها.
وتقع اليابان عند "حزام النار" في المحيط الهادئ، وهو منطقة تشهد نشاطاً زلزالياً كثيفاً يمتد من جنوب شرق آسيا ويشمل حوض المحيط الهادئ.
وفي سبتمبر 2018 هزّ زلزال بلغت قوته 6,6 درجة جزيرة هوكايدو، ما تسبب في انهيارات أرضية وانهيار منازل ومقتل أكثر من 40 شخصاً.