أفغانسان.. آلاف الأسر تفر من المعارك في قندهار

time reading iconدقائق القراءة - 4
أشخاص على متن مركبات يحملون أعلام طالبان يتجمعون بالقرب من نقطة عبور بوابة الصداقة في بلدة شامان الحدودية الباكستانية الأفغانية - 14 يوليو 2021 - REUTERS
أشخاص على متن مركبات يحملون أعلام طالبان يتجمعون بالقرب من نقطة عبور بوابة الصداقة في بلدة شامان الحدودية الباكستانية الأفغانية - 14 يوليو 2021 - REUTERS
كابول-أ ف ب

فرّت أكثر من 22 ألف أسرة أفغانية هرباً من المعارك في قندهار، المعقل السابق لطالبان، وفق ما أعلن مسؤولون، الأحد، في حين أوقفت السلطات 4 أشخاص يشتبه بأنهم متمردون ضالعون في هجوم صاروخي، استهدف كابول هذا الأسبوع.

ومنذ مطلع مايو، تزايدت أعمال العنف في ولايات أفغانية عدة بينها قندهار، بعدما أطلق المتمردون هجوماً واسع النطاق بعد أيام قليلة على بدء القوات الدولية، التي تقودها الولايات المتحدة انسحابها النهائي من البلاد.

وسيطرت الحركة على عشرات الأقاليم والمعابر الحدودية، وحاصر مقاتلوها عواصم محافظات عدة.

وصرّح رئيس إدارة شؤون اللاجئين في قندهار دوست محمد درياب لوكالة الصحافة الفرنسية: "دفعت المعارك 22 ألف أسرة إلى النزوح من قندهار خلال الشهر الماضي". وتابع: "لقد نزحوا جميعاً من مناطق مضطربة في المدينة إلى مناطق أكثر أماناً". والأحد تواصلت المعارك عند تخوم مدينة قندهار. 

وقال لالاي داستاغيري، نائب حاكم ولاية قندهار، إن "الإهمال الذي تعاني منه بعض القوى الأمنية، وخصوصاً الشرطة، أفسح في المجال أمام اقتراب طالبان إلى هذا الحد". وتابع: "حالياً، نحن نحاول تنظيم صفوف قواتنا الأمنية".

وكانت السلطات المحلية أقامت 4 مخيمات لاستقبال النازحين، الذين يقدّر عددهم بنحو 154 ألف شخص.

وقال حافظ محمد أكبر المقيم في قندهار، إن "حركة طالبان استولت على منزله بعد فراره".

وتابع: "أجبرونا على المغادرة، أنا أقيم حالياً مع عائلتي المؤلفة من 20 فرداً، في مجمّع لا مراحيض فيه".

خوف من المستقبل

ويتخوّف السكان من اشتداد المعارك في الأيام المقبلة. وقال خان محمد، الذي انتقل مع عائلته للإقامة في مخيم للاجئين: "إذا أرادوا حقاً القتال، فعليهم أن يذهبوا إلى الصحراء والقتال هناك، لا أن يدمروا المدينة". وتابع "إن انتصروا، لا يمكنهم أن يحكموا مدينة أشباح".

وقندهار البالغ عدد سكانها 650 ألف نسمة، هي ثاني أكبر مدينة في أفغانستان بعد كابول.

وكانت الولاية الجنوبية معقلاً لطالبان، عندما حكمت الحركة البلاد بين عامي 1996 و2001.

قادت طالبان تمرداً لا يزال مستمراً، بعدما أطاحتها الولايات المتحدة من الحكم في العام 2001، رداً على هجمات 11 سبتمبر، .

وفي هجومها الأخير الذي أطلقته في مطلع مايو، سيطرت طالبان على نحو نصف أقاليم البلاد، البالغ عددها الإجمالي نحو 400.

وهذا الأسبوع، قال رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي، إن الحركة اكتسبت "زخماً استراتيجياً" في هجماتها في أنحاء أفغانستان.

ولكن منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اتّهمت حركة طالبان بتهجير السكان وبنهب ممتلكاتهم، وإحراق البيوت بما في ذلك في منطقة سبين بولداك، المحاذية للحدود مع باكستان، والتي سيطروا عليها هذا الشهر.

وقالت باتريشا غروسمان، مديرة قسم آسيا في المنظمة، إن "قادة طالبان ينفون مسؤوليتهم عن أي انتهاكات، لكن الأدلة المتزايدة على الطرد والتوقيفات العشوائية والقتل في مناطق خاضعة لسيطرتهم، تثير مخاوف السكان".

وفي الأثناء أعلنت السلطات أنها أوقفت 4 رجال، قالت إنهم ينتمون لطالبان، واتّهمتهم بالضلوع في هجوم صاروخي استهدف كابول هذا الأسبوع.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية ميرويس ستانكزاي في بيان صحافي، إن "القيادي في طالبان المدعو مؤمن، هو من المخططين الرئيسيين للهجوم الصاروخي"، مضيفاً "أوقف مع 3 من رجاله، وجميعهم عناصر في طالبان".

وسقطت 3 صواريخ على الأقل في نطاق كيلومتر واحد من القصر الرئاسي، فيما كان عدد من المسؤولين يؤدون الصلاة في حديقته مع الرئيس أشرف غني قبل دقائق من إلقائه خطاباً بمناسبة عيد الأضحى، إلا أن الهجوم تبنّاه "داعش".