البنتاغون: تنظيم القاعدة يُواصل الاعتماد على طالبان لحماية مصالحه

time reading iconدقائق القراءة - 7
قائد الجيش الوطني الأفغاني دوست نزار أندارابي يراقب عناصر من طالبان في مقاطعة هلمند - 23 مارس 2021 - AFP
قائد الجيش الوطني الأفغاني دوست نزار أندارابي يراقب عناصر من طالبان في مقاطعة هلمند - 23 مارس 2021 - AFP
دبي -الشرق

كشف تحليل لوكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية أن تنظيم القاعدة يواصل الاعتماد على حركة طالبان لحماية مصالحه في أفغانستان وحماية عناصره.

وأضاف التحليل الذي ورد ضمن تقرير جديد لوزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أن العلاقات بين حركة طالبان وتنظيم  القاعدة تعززت خلال الآونة الأخيرة. 

وأفاد تقرير "البنتاغون" بأن حركة طالبان الأفغانية صعّدت من هجماتها، وحافظت على علاقات وثيقة مع تنظيم القاعدة، وخططت بنشاط لهجمات واسعة النطاق، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري.

ووفقاً لشبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، وجد التقرير الذي قدمه مكتب المفتش العام في البنتاغون، أن الهجمات التي شنتها طالبان خلال الربعين الأول والثاني من العام الجاري، ظلت عند أعلى المستويات تاريخياً، إذ تم الإبلاغ عن 11 ألفاً و551 في الربع الحالي، و10 آلاف و431 في الربع الأخير.

ولفت التقرير الأميركي إلى تصاعد وتيرة الهجمات ما يشير إلى أن طالبان كثفت هجماتها ضد قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية، حتى بعد توقيع اتفاق السلام المبرم بين الولايات المتحدة والحركة في فبراير 2020.

كما استشهد التقرير بتحليل من وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية، يقول إنه منذ الأول من يناير إلى 31 مارس الماضي، كانت الاستراتيجية العسكرية لطالبان هي الاستعداد لهجمات واسعة النطاق ضد مراكز المقاطعات، وهجمات معقدة ضد قواعد القوات الأفغانية لتقويض قدراتها.

وذكر التقرير أنه في الشهرين الأولين من عام 2021، حاصرت طالبان عواصم مقاطعات بغلان، وهلمند، وقندهار، وقندوز، وأوروزغان، للإعداد للهجمات، واستمرت في اغتيال موظفي الحكومة ومسؤولي الأمن والصحافيين.

وفي الوقت ذاته، نفذت قوات الأمن الأفغانية عمليات ضد طالبان، لكن وكالة الاستخبارات الدفاعية ذكرت أن الهجمات "لم تحقق أي شيء ذا قيمة استراتيجية".

تشكيك ومخاوف

وشكك المشرعون الديمقراطيون والجمهوريون خلال جلسة الاستماع، في أن الحكومة الأفغانية وقوات الأمن التابعة لها ستكون قادرة على الاحتفاظ بالسلطة بمجرد مغادرة القوات الأميركية.

وأعربوا عن مخاوفهم من أن يواجه الأفغان الذين عملوا مع الحكومة الأميركية "عقاباً" من قبل طالبان.

وذكر خليل زاد أنه لا يوجد حل عسكري للصراع، وإذا اعتقدت طالبان أنها يمكن أن تنتصر في ساحة المعركة، فإن المتمردين سيواجهون "حرباً طويلة.. الخيار الحقيقي الذي سيواجهه الأفغان هو بين حرب طويلة وتسوية تفاوضية".

لكن زاد جادل بأن الولايات المتحدة يجب أن تواجه حقيقة أن الوجود العسكري المستمر لن يؤدي إلى نتيجة مختلفة، فيما أشار إلى أنه يشارك النواب مخاوفهم بشأن سلامة الأفغان الذين عملوا كمترجمين أو في وظائف أخرى للقوات والدبلوماسيين الأميركيين.

وقال إن إدارة بايدن تعمل على تسريع طلبات الحصول على التأشيرات الأميركية بموجب برنامج مصمم للأفغان الذين توظفهم الحكومة الأميركية.

وبموجب الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان المبرم العام الماضي، تعهد المتمردون بضمان عدم السماح لتنظيم القاعدة أو الجماعات الأخرى، باستخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات ضد الولايات المتحدة أو حلفائها.

ورداً على سؤال عما إذا كانت طالبان تفي بوعودها بـ"مكافحة الإرهاب"، قال خليل زاد: "أحرزوا تقدماً كبيراً في الوفاء بهذه الالتزامات. لكننا نود أن نرى المزيد".

ولفت إلى أن الولايات المتحدة تحرز تقدماً من جهتها، في تأمين اتفاقيات محتملة مع الدول المجاورة، للوصول إلى القواعد العسكرية لمواجهة التهديدات الإرهابية من أفغانستان.

وأردف: "ما يمكنني قوله هو إن العديد من الدول في المنطقة منفتحة على تعزيز التعاون".

وفيما يتعلق بمستقبل حقوق المرأة وحقوق الإنسان، قال خليل زاد، إن "أي مساعدة أميركية مستقبلية ستعتمد على تمسك أفغانستان باحترام الحريات الأساسية، لافتاً إلى أن ممثلي طالبان أخبروه أن وجهات نظرهم بشأن حقوق المرأة قد تطورت منذ أن وصلوا إلى السلطة في أواخر التسعينيات، قائلاً: "لا نأخذ كلمتهم على محمل الجد. علينا أن نرى".

الانسحاب الأميركي

وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أعلنت في وقت سابق، أن جميع القوات الأميركية ستغادر أفغانستان بحلول 11 سبتمبر المقبل، بعد 4 أشهر من الموعد النهائي في الأول من مايو الذي حددته اتفاقية السلام بين إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وحركة طالبان العام الماضي.

واستشهد تقرير المفتش العام، بتقييم وكالة الاستخبارات الدفاعية، بأن تهديدات طالبان باستئناف هجماتها ضد القوات الأميركية وقوات التحالف (التابعة لحلف شمال الأطلسي) في حال لم تنسحب بحلول الأول من مايو، كانت ذات مصداقية. 

وكانت الولايات المتحدة بدأت سحب قواتها في الأول من مايو الماضي، ووفقاً للقيادة المركزية الأميركية، وصلت نسبة اكتمال العملية من 13 إلى 20%.

وغادرت أفغانستان ما يقرب من 115 طائرة شحن من طراز (سي -17) محملة بمعدات وعناصر. كما سلمت واشنطن 5 قواعد كانت تستخدمها إلى وزارة الدفاع الأفغانية.

وفي المقابل، ذكرت "إن بي سي نيوز"، أن المبعوث الأميركي لعملية السلام الأفغانية زلماي خليل زاد، قدم تقييماً أكثر تفاؤلاً، الثلاثاء، في جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إذ قال إنه "لا يتفق مع بعض التوقعات بأن القوات الحكومية الأفغانية ستنهار بمجرد مغادرة القوات الأميركية في سبتمبر المقبل".

وقال خليل زاد، الذي تفاوض على اتفاقية السلام مع طالبان التي حددت شروط الانسحاب العسكري الأميركي: "شخصياً أعتقد أن التنبؤات بأن القوات الأفغانية ستنهار على الفور، ليست صحيحة"، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستواصل تقديم الدعم المالي لقوات الأمن الأفغانية، قائلاً: "نحن نساعدهم الآن. وسنساعدهم. هذا هو التزامنا".

اقرأ أيضاً: