دراسة: كل 3 أميركيين مسؤولون عن وفاة شخص لهذا السبب

time reading iconدقائق القراءة - 5
دراجان أميركيان قرب "جسر البوابة الذهبية" في كاليفورنيا يقودان وسط الدخان المتصاعد من حرائق الغابات في سان فرانسيسكو، 10 سبتمبر 2020 - REUTERS
دراجان أميركيان قرب "جسر البوابة الذهبية" في كاليفورنيا يقودان وسط الدخان المتصاعد من حرائق الغابات في سان فرانسيسكو، 10 سبتمبر 2020 - REUTERS
دبي-الشرق

أظهرت دراسة أميركية حديثة أُجريت حول التكلفة الاجتماعية لانبعاثات الكربون، أن نمط حياة قرابة 3 أميركيين عاديين يؤدي إلى إطلاق انبعاثات كربون كافية لرفع درجة حرارة كوكب الأرض بشكل يؤدي إلى وفاة شخص واحد في العالم. كما وجدت أن الانبعاثات التي يتم إطلاقها من محطة طاقة واحدة أميركية تعمل بالفحم، تؤدي إلى أكثر من 900 حالة وفاة، وفقاً لصحيفة "ذي غارديان" البريطانية.

وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته الخميس، إن هذه الدراسة الجديدة التي أجريت في معهد الأرض بجامعة كولومبيا الأميركية، هي الأولى التي تحدد تكلفة الكربون من حيث حجم الوفيات المتوقع حدوثها، وذلك اعتماداً على الضرر الناجم عن كل طن من انبعاثات الكربون التي تسبب أزمة المناخ.

وأشارت الصحيفة إلى أن الدراسة اعتمدت في نتائجها على تحليل العديد من دراسات الصحة العامة، حيث وجدت أنه مقابل كل 4434 طناً مترياً من ثاني أكسيد الكربون يتم ضخه في الغلاف الجوي، وفقاً لمعدل الانبعاثات لعام 2020، فإن هناك شخصاً واحداً على مستوى العالم سيموت مبكراً بسبب ارتفاع درجات الحرارة، قائلة إن حجم هذه الانبعاثات يساوي كمية الانبعاثات الناتجة عن نمط الحياة الحالي لـ3.5 أميركي عادي.

وتوصلت الدراسة إلى أن إضافة 4 ملايين طن متري أخرى على مستويات العام الماضي، وهو متوسط الانبعاثات التي ينتجها ​​أي مصنع أميركي للفحم، سيؤدي إلى وفاة 904 أشخاص في جميع أنحاء العالم بحلول نهاية القرن، قائلة إن القضاء على انبعاثات الاحتباس الحراري بحلول عام 2050 قد ينقذ 74 مليون شخص متوقعة وفاتهم في جميع أنحاء العالم هذا القرن بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

سياسات "أكثر عدوانية"

ووفقاً للباحث دانيل بريسلر الذي أعدّ الدراسة، فإن هذه الأرقام المتوقعة للوفيات الناتجة عن انبعاثات الكربون ليست نهائية، قائلاً إنها "قد تكون أقل من الأرقام الفعلية، لأنها تمثل فقط الوفيات المرتبطة بالحرارة وليس الوفيات الناتجة عن الفيضانات والعواصف وتلف المحاصيل والتأثيرات الأخرى الناتجة عن أزمة المناخ".

وأشار بريسلر إلى أنه بينما نظرت ورقته البحثية في الانبعاثات الناجمة عن النشاط الفردي، فإنه يجب أن يكون التركيز بدلاً من ذلك على السياسات التي تؤثر على الشركات والحكومات المؤثرة على معدلات تلوث الكربون على نطاق مجتمعي. وتابع: "إذ يرجع حجم انبعاثاتنا إلى حد كبير لمعدل استخدامنا للتكنولوجيا وثقافة المكان الذي نعيش فيه".

وأضاف بريسلر: "يمكن إنقاذ عدد كبير من الأرواح في حال اتبعنا سياسات مناخية أكثر عدوانية من السيناريوهات المعتادة.. لقد فوجئت بحجم الوفيات المتوقع، كما أن هناك عدم يقين بشأن هذه الأرقام، إذ إنها قد تكون أقل ولكنها قد تكون أعلى من ذلك بكثير أيضاً".

أرقام متفاوتة "جغرافياً"

وقالت الصحيفة إن هذه الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز" العلمية، تكشف عن التباين الواسع في حجم الانبعاثات الناتجة عن استهلاك الأشخاص في مختلف البلدان حول العالم، حيث وجدت أنه في حين أن نمط حياة 3.5 أميركيين فقط يمكنه إطلاق انبعاثات كافية لقتل شخص واحد، فإن الأمر يتطلب 25 برازيلياً أو 146 نيجيرياً لفعل الشيء نفسه.

وتابعت: "أصبحت التكلفة الاجتماعية للكربون مقياساً يُستخدم على نطاق واسع بعدما أنشأه الاقتصادي ويليام نوردهاوس، الذي فاز لاحقاً بجائزة نوبل في التسعينيات، حيث يقوم النموذج بحساب الضرر الناجم عن طن من الانبعاثات، مع مراعاة القدرة على التكيف مع تغير المناخ".

ووفقاً لنموذج نوردهاوس، فإن التكلفة الاجتماعية لانبعاثات الكربون لعام 2020 كانت تبلغ 37 دولاراً للطن المتري، ولكن بعد إضافة تكلفة الوفيات التي توصل إليها بريسلي، فإن هذا الرقم قد يصل إلى 258 دولاراً للطن المتري من الانبعاثات.

واعتبرت الصحيفة أن هذه النتائج تشير إلى أن أفضل سياسة للتعامل مع أزمة المناخ، من الناحية الاقتصادية، تتمثل في تقليل الانبعاثات بشكل جذري للوصول إلى التخلص منها بالكامل بحلول عام 2050، وهو السيناريو الذي قالت إن علماء المناخ يدعمونه أيضاً باعتباره يستطيع مساعدة العالم على تجنب أسوأ نتائج الاحتباس الحراري.

اقرأ أيضاً: