يبدأ وزير الخارجية الصيني، وانج يي، زيارة إلى الهند الجمعة، في أرفع زيارة لمسؤول صيني لنيودلهي منذ الاشتباك الحدودي بين الدولتين في 2020، حسبما أفاد مصدر مطلع لوكالة "بلومبرغ".
ومن المقرر أن يلتقي الدبلوماسي الصيني مع مستشار الأمن القومي الهندي، أجيت دوفال، ووزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار، حسبما أفاد المسؤول لـ"بلومبرغ"، مضيفاً أن الوزير الصيني سيناقش الغزو الروسي لأوكرانيا، والنزاع الحدودي مع الهند بشأن الهيمالايا.
وتأتي تلك الزيارة فيما تواصل بكين ونيودلهي محاولاتهما لإيجاد حل للنزاع الحدودي في الأشهر الأخيرة حسبما أفاد المسؤول.
وقالت الوكالة إنها سعت للحصول على تأكيد من وزارتي الخارجية بالبلدين بشأن الزيارة، إلا أنها لم تتلقَّ رداً على طلبها.
وبينما تتنازع الصين والهند على النفوذ والحدود بينهما، إلا أنهما تتخذان موقفاً مشتركاً من الحرب على أوكرانيا إذ امتنعتا عن إدانة روسيا.
نزاع على الحدود
واندلع نزاع حدودي بين الهند والصين بجبال الهيمالايا عام 2020 أسفر عن سقوط ضحايا. وتُعد الحدود بين الهند والصين (3500 كيلومتر)، الأطول المتنازع عليها في العالم.
وتزعم الصين أن ولاية أروناشال براديش، شمال شرقي الهند، هي جزء من التيبت، وتطالب بأراضٍ هندية مساحتها نحو 90 ألف كيلومتر مربع، فيما تتهمها نيودلهي باحتلال 38 ألف كيلومتر مربع من أراضيها، في هضبة أكساي تشين، غرب جبال الهيمالايا، بما في ذلك جزء من منطقة لاداخ.
وأفادت وكالة "بلومبرغ" في يونيو الماضي، بأن لدى نيودلهي نحو 200 ألف جندي يتمركزون على الحدود، ما يشكل زيادة بأكثر من 40% عن عام 2020. في المقابل، أفادت معلومات بأن الصين نفذت أكثر من 100 مناورة في 2021، على طول "خط السيطرة الفعلية"، الذي يشكّل حدود الأمر الواقع مع الهند.
وحقق القادة العسكريون من البلدين تقدماً تدريجياً عبر 15 اجتماعاً خلال العامين الماضيين، واتفقوا على سحب القوات من ثلاث نقاط احتكاك على طول الحد المتنازع عليه في الهيمالايا.
لكن الجنود من الجانبين ينتشرون جنباً إلى جنب في مواقع أخرى، مع تحريك كل جانب لآلاف الجنود والمدفعية الثقيلة والدبابات والمقاتلات منذ بدء النزاع قبل عامين.
"موقف مشترك"
وإلى الآن، اتخذت كل من بكين ونيودلهي موقفاً مشتركاً بشأن الحرب الروسية في أوكرانيا، فبينما دعتا إلى السلام امتنعتا عن التصويت في الأمم المتحدة على مشروع قرار يدعو الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين إلى سحب قواته من أوكرانيا.
ووضع تردد الهند في انتقاد روسيا، المورد الأساسي للأسلحة لها، في موقف مناقض للديمقراطيات الغربية، وحلفائها في مجموعة "كواد" التي تضم الولايات المتحدة وأستراليا واليابان.
وعبر الأيام القليلة الماضية، وصف الرئيس الأميركي جو بايدن موقف الهند من الغزو الروسي بأنه "مهتز" مقارنة بدول مجموعة "كواد".
وضغط رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، ونظيره الياباني فوميو كيشيدا على رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بشأن الموقف الهندي من الحرب الروسية في اجتماعات مؤخراً.
واعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في تقرير مطلع الشهر الجاري، أن الهند لا ترغب في إثارة غضب روسيا، بسبب الروابط التجارية والدفاعية الوثيقة بين البلدين، إضافة إلى حاجة نيودلهي إلى دعم موسكو في مواجهة الصين.
علاقات وثيقة مع روسيا
وزار بوتين الهند في ديسمبر الماضي، على رأس وفد كبير من الحكومة الروسية، ضم وزير الدفاع سيرجي شويجو ووزير الخارجية سيرجي لافروف، وشهدت الزيارة توقيع عدد من اتفاقيات التعاون العسكري.
وخلال الزيارة وصف الرئيس الروسي، الهند، بأنها "قوة كبرى وصديق موثوق به".
وأوضحت الصحيفة أن نحو 65% من الأسلحة المنقولة إلى الهند في الفترة بين عامي 1950 و2020 أتت من الاتحاد السوفييتي أو روسيا، أي ما يُقدر بنحو 83.4 مليار دولار من أصل 126.7 مليار دولار أنفقتها، وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
وبدأت الهند في استلام أنظمة الدفاع الصاروخي "إس-400" الروسية بعد زيارة بوتين، في إطار صفقة بقيمة 5.5 مليار دولار وُقعت في عام 2018، في تحد لواشنطن.