إيران توقف شبكة "متصلة بالاحتجاجات".. وواشنطن تتجه لمجلس الأمن

time reading iconدقائق القراءة - 7
احتجاجات في أحد شوارع العاصمة الإيرانية طهران -  8 أكتوبر 2022 - AFP
احتجاجات في أحد شوارع العاصمة الإيرانية طهران - 8 أكتوبر 2022 - AFP
دبي/نيويورك-وكالاتالشرق

أعلن "الحرس الثوري" الإيراني السبت، القبض على ما قال إنها "شبكة على صلة بالاحتجاجات"، وسط تعهدات من الشرطة بـ"التصدي لکل من يعمل علی زعزعة الأمن"، في وقت تسعى الولايات المتحدة إلى أخذ احتجاجات إيران إلى مجلس الأمن.

وقال جهاز استخبارات" الحرس الثوري" الإيراني، إن الشبكة التي تم توقيفها، "على صلة بالاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها محافظتي جهار محال، وبختياري في جنوب البلاد".

ونقلت وسائل إعلام محلية عن "الحرس الثوري" قوله في بيان إنه تم ضبط أشخاص "كانوا يقومون بإعداد مواد حارقة وقنابل المولوتوف للتخريب وتدمير الممتلكات العامة"، مشيراً إلى اعتقال 3 أفراد وتسليمهم للقضاء.
          
وتشهد إيران منذ أسابيع، احتجاجات في مناطق متفرقة فجرتها وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً)، بعد اعتقالها الشهر الماضي، وسط اتهامات للشرطة بقتلها إثر احتجازها بدعوى ارتدائها حجاباً بشكل غير لائق، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا والجرحى.
          
وتنفي السلطات الإيرانية تعرض أميني للضرب على يد الشرطة.



"سنتصدى لزعزعة الأمن"

وفي السياق، نقلت وكالة "مهر" الإيرانية عن قائد شرطة طهران حسين رحيمي، قوله إنه سيتصدى لکل من يعمل علی زعزعة أمن البلاد، مشدداً على أن الشرطة "لن تسمح لمثيري الفوضى والشغب بزعزعة الأمن".

وأكد رحيمي أن العقوبات الأميركية المفروضة عليه وعلى شخصيات عسكرية أخرى في إيران "لن تؤثر على نشاط الشرطة".

وتواصلت الاحتجاجات في مدن إيرانية عدة الجمعة، وسط هتافات مناوئة للنظام الإيراني.

وأظهرت لقطات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي متظاهرين في مدينة زاهدان القريبة من حدود إيران الجنوبية الشرقية مع باكستان وأفغانستان، وهم يدعون لـ"موت" المرشد الأعلى "الديكتاتور" علي خامنئي، والقضاء على عناصر قوات "الباسيج" التي لعبت دوراً رئيساً في قمع المظاهرات، بحسب "رويترز".

بدورها، أفادت "إيران إنترناشيونال" بتواصل الاحتجاجات الجمعة في مدن إيرانية مختلفة، ردد المشاركون فيه هتافات مناوئة للنظام الإيراني.

وقالت إن مدناً إيرانية مختلفة، شهدت مراسم أربعينية (نهاية فترة الحداد) لعدد من الضحايا وتشييع جثامين آخرين، ممن سقطوا في الاحتجاجات.

كما خرج أهالي مدينة زاهدان، جنوب شرقي البلاد، في مسيرة حاشدة بعد صلاة الجمعة، قوبلت برصاص الأمن الإيراني، بحسب "إيران انترناشيونال".

ولقي العشرات حتفهم في اشتباكات وقعت بزاهدان قبل 4 أسابيع خلال احتجاجات مناهضة للحكومة. وقال مجلس أمن المدينة إن معارضين مسلحين هم من بدأوا الاشتباكات التي أدت إلى مصرع أبرياء، لكنه أقر بوجود "أوجه قصور" من جانب الشرطة.

وتخشى منظمات غير حكومية تسارُع حملة القمع، في ظلّ نهاية فترة الحداد التقليدية التي تستمر 40 يوماً، على الضحايا الأوائل في الحركة الاحتجاجية، بحسب "فرانس برس".

الاحتجاجات إلى مجلس الأمن

وفي المقابل، تعقد الولايات المتحدة وألبانيا اجتماعاً غير رسمي لمجلس الأمن الدولي، بشأن الوضع في إيران، الأربعاء المقبل، وفقاً لمذكرة اطلعت عليها وكالة "رويترز".

وقالت الوكالة إن الولايات المتحدة تبحث سبل تعزيز تحقيقات موثوق بها ومستقلة في "الانتهاكات" الإيرانية لحقوق الإنسان، في وقت تسعى لتسليط الضوء داخل الأمم المتحدة، على احتجاجات إيران.

بدورها، اعتبرت الممثلية الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة، المساعي الأميركية بأنها "محاولة لتحقيق أغراضها السياسية حتى على حساب انتهاك القوانين الدولية"، حسبما نقلت وكالة "إرنا" الإيرانية.

ووصفت الممثلية الولايات المتحدة بأنها "المتهم الأول في أعمال الشغب بالبلاد". واعتبرت أن "المزاعم الأميركية بدعم المرأة الإيرانية خادعة وتفتقر إلى حسن النية".

وقالت إن الولايات المتحدة هي "متهم الصف الأول في أعمال الشغب في البلاد".

"تسليط الضوء على القمع"

وجاء في المذكرة التي اطلعت عليها "رويترز" أن "الاجتماع سيُسلط الضوء على القمع المستمر للنساء وأفراد الأقليات الدينية والعرقية داخل إيران.. ويتلمس الفرص لتعزيز تحقيقات مستقلة وموثوق بها في انتهاكات وتجاوزات الحكومة الإيرانية لحقوق الإنسان".

ومن المقرر أن تُقدم الإيرانية شيرين عبادي الحائزة "جائزة نوبل للسلام"، والممثلة والناشطة الإيرانية المولد نازانين بونيادي، إفادات خلال الجلسة غير الرسمية لمجلس الأمن الدولي الأربعاء.

وسيلقي جاويد رحمن، مُحقق الأمم المتحدة المستقل المعني بحقوق الإنسان في إيران، كلمة في الاجتماع الذي تستطيع حضوره دول أعضاء أخرى في الأمم المتحدة وجماعات حقوقية.

وجاء في المذكرة بشأن الاجتماع المزمع أنه "سيُؤكد استمرار الاستخدام غير القانوني للقوة ضد المحتجين وملاحقة النظام الإيراني للمدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين في الخارج لاختطافهم أو اغتيالهم في تعارض مع القانون الدولي".

وفي سبتمبر الماضي، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قوات الأمن الإيرانية إلى الكف عن استخدام القوة غير اللازمة أو غير المتناسبة ضد المحتجين، وناشد الجميع أن يتحلوا بضبط النفس

قلق أممي

وفي إفادة صحافية بجنيف الجمعة، قالت الناطقة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شامداساني: "لقد رأينا الكثير من سوء المعاملة.. ولكننا نشهد أيضاً مضايقة لعائلات المحتجين".

وأضافت شامداساني: "ما يثير القلق بشكل خاص هو المعلومات التي تفيد بأن السلطات تنقل المتظاهرين المصابين من المستشفيات إلى مراكز احتجاز وترفض تسليم جثث الضحايا إلى ذويهم".

وأشارت إلى أن السلطات تفرض شروطاً في بعض الحالات للإفراج عن الجثث وتطلب من العائلات عدم إقامة جنازات أو التحدث إلى وسائل الإعلام. وقالت إن المحتجين المحتجزين يُحرمون في بعض الأحيان من الحصول على علاج طبي.

من جهة أخرى، يُشير محلّلون إلى أن السلطات الإيرانية حاولت خنق الحركة الاحتجاجية بوسائل أخرى غير القمع العنيف، وذلك من أجل تجنّب الغضب الشعبي، وفقاً لـ"فرانس برس".

وفي واشنطن، حضت مجموعة من مشرعي الحزبين الجمهوري والديمقرطي شركات التكنولوجيا، الخميس، على توسيع الوصول إلى الأدوات والخدمات عبر الإنترنت للمتظاهرين الإيرانيين بعد أن خففت وزارة الخزانة الأميركية القيود الشهر الماضي.

ودعت رسالة كتبها النواب بقيادة النائب الديمقراطي من نيو جيرسي توم مالينوفسكي الشركات إلى "توفير الأدوات التي يحتاجها الإيرانيون على وجه السرعة، وبشكل قانوني لتجاوز المعوقات الحكومية"، وفق ما أورده موقع "أكسيوس".

إقرأ أيضاً:

تصنيفات