سمير صبري: "فلانتينو" جمعني بـ"الزعيم" بعد 35 سنة

time reading iconدقائق القراءة - 9
الفنان المصري سمير صبري - AFP
الفنان المصري سمير صبري - AFP
القاهرة-خيري الكمار

يُعيد مسلسل "فلانتينو" للفنان عادل إمام، إلى ذاكرة المشاهد العربي، أجواء فيلم "البحث عن فضيحة"، مع اجتماع "الزعيم" من جديد بالفنان الكبير سمير صبري، الذي قاسمه نجاح عمل غير مسيرة كلا منهما، وهي الأجواء التي استرجعها سمير صبري في حواره لـ"الشرق"، إضافة إلى حديثه عن البطولات المشتركة والمنافسة في شباك التذاكر، وعودته للعمل مع عادل إمام بعد ما يقرب من 4 عقود، من خلال تجربة مسلسل "فلانتينو".

كيف كان لقاءك بالفنان عادل إمام في كواليس اليوم الأول من تصوير دورك في "فلانتينو"؟

بالطبع تقابلنا بعد غياب بالأحضان، وجلسنا ننظر لبعضنا في صمت لفترة دون أي حديث، وفجأة ضحكنا بقوة، فكان يدور بداخلي حديث حول مرور كل هذه السنوات، واسترجعنا شريط الذكريات سوياً، حول أول مشهد تصوير في عمل حقيقي، لم نقدمه وقتها بشكل جيد، لأننا لم نكن متماسكين، وتجاربنا المشتركة في مرحلة البدايات، وغيرها.

وكيف تعاملت مع الشخصية التي تقدمها من خلال مسلسل "فلانتينو"؟

أحببت الشخصية التي قدمتها، فهو مذيع شهير، يعمل في مجال برامج "التوك شو"، وتربطه علاقة صداقة بـ"فلانتينو" مالك المدارس الخاصة، الذي يلجأ إليه في كثير من الأوقات، وأنا أرى أن الشخصية خفيفة الظل، وما ساعد في ذلك، قيام هذا المذيع بالزواج بشكل متكرر وسريع، على العكس من الشخصية التي يقدمها عادل إمام، الذي حرص على الاستمرار مع زوجته، التي تزوجها لمدة 40  عاماً، وتقوم بدورها الفنانة دلال عبد العزيز، وطوال الوقت وفي كثير من المواقف، أقوم بتوجيه اللوم له دائماً على الاستمرار معها، وعدم الزواج مرة أخرى.

هل التعاون مجدداً مع الفنان عادل إمام من خلال مسلسل "فلانتينو" أعاد إليك ذكريات بداياتكما الفنية؟

قدمت مع عادل إمام أفلاماً كثيرة في بداياتنا، ورغم أن مساحات الشخصيات كانت صغيرة، ولكنها ساهمت بعد ذلك في تصدرنا الأفيشات لما حققته من تأثير، وأشهر هذه الأعمال، فيلم "نص ساعة جواز"، مع الثلاثي رشدي أباظة، وماجدة الخطيب، وشادية. أتذكر أن هذا الفيلم كان بمثابة تحدي لنا، وكنا نسعي جاهدين لنثبت أنفسنا من خلاله، خاصة وأننا تعلمنا من هؤلاء النجوم كيف تكون النجومية الحقيقية، من خلال التعامل بحرفية، وإنسانية، مع الوجوه الجديدة، والفنيين، وأتذكر أنهم في كل يوم، كانوا يتناوبون على إقامة مأدبة طعام  في البلاتوه، وكان أحد النجوم الثلاثة يتحمل علي نفقته الخاصة تكلفتها بالكامل، فهم يدعون الجميع بلا استثناء لنجلس علي مائدة واحدة في مواجهة بعضنا، وخلال التصوير سمعتني شادية، وأنا أغني باللغة الإنجليزية، فقالت للملحن بليغ حمدي، ممكن "سمير" يغني باللغة الإنجليزية، وأنا أرد عليه باللغة العربية، هذه تصرفات الكبار، التي لا نجدها الآن.

وما النقلة الفنية التي ساهمت في تصدركما للأفيشات بعد ذلك؟

أرجع الفضل فيما وصلنا إليه، للمنتج الكبير جمال الليثي، فقد طلب مني الحضور إلى مكتبه، وكنت مازلت وجهاً جديداً، وعندما ذهبت إليه وجدت عادل إمام موجوداً، والوجه الجديد (آنذاك) ميرفت أمين، وفجأة تحدث جمال الليثي، وقال كل واحد منكم سيوقع معي عقداً بألف جنيه، لأنكم أبطال فيلم "البحث عن فضيحة"، وأكد أنه سيقوم بالتعاقد مع ضيوف شرف من النجوم الكبار لدعمنا، ومن هنا بدأ التطور النوعي لمشوارنا مع تصدرنا الأفيش، وحصولنا علي أجر كبير جداً في هذا التوقيت، فضلاً عن نجاح الفيلم الكبير، لدرج أن بعض الإفيهات الكوميدية التي وردت فيه مازالت مستخدمة حتى اليوم.

وكيف تجدد التعاون بينكما بعد "البحث عن فضيحة" وما حققه من نجاح في هذه الفترة؟

قدمنا أكثر من عمل في هذه المرحلة، فتعاونت مع عادل إمام في فيلم "المحفظة معايا"، و"احترس من الخط"، والمسلسل الإذاعي "أرجوك لا تفهمني بسرعة"، وكنت أتحدث وقتها مع "عادل"، عن ضرورة تقديم جزء ثان من فيلم "البحث عن فضيحة"، ولكن الموضوع لم يكتمل. وبعد مرور نحو40  عاماً، دعلت الصدفة رامي إمام يجدد التعاون بيننا، ويصر علي تواجدي في مسلسل "فلانتينو"، رغم أن صداقتي بعادل إمام لم تنقطع نهائياً طيلة هذه الفترة، لكن مبادرة مخرج العمل هي ما جمعنا.

وهل حديثك عن إصرار رامي إمام على وجودك في "فلانتينو" فيه إشارة إلى عدم رغبتك في المشاركة بالعمل؟

ليس هذا المعنى على الإطلاق، فالمخرج رامي إمام تحدث إليّ وقال أن لديه دور مميز بالنسبة لي، فأخبرته أن ذلك يحتاج مني أن أتواجد في التصوير، وأنزل مرة أخري للبلاتوهات، وأقوم بوضع ماكياج، وأكدت له أني كبرت على كل هذا، لكنه أصر علي مشاركتي في العمل، وأنا أعتبر رامي بمثابة ابن لي، فقد نشأ علي يدي، هو وشقيقه "محمد"، وأرى جينات عادل إمام موجودة فيهما، والدليل نجاحهما فنياً بهذا الشكل.

في رأيك، ما سبب استمرار نجومية عادل إمام إلى ما يقرب من نصف قرن؟

الذكاء الفني هو الأساس، فهو موهوب، لكنه يعرف كيف ينمي موهبته، وكيف يستغلها، ولو نظرنا إلى سلسلة أفلامه مع الكاتب وحيد حامد، سوف تجد أنه ذكي، كما أنه لم يتمسك بأن يكون شاباً علي الشاشة، بل قدم كل الشخصيات المناسبة للمرحلة العمرية التي يعيشها، مع استخدام كافة العناصر التي تساعده علي نجاح أي عمل يشارك فيه.

تحدثنا عن الصداقة والآن عليك أن تحدثنا عن المنافسة وكيف كانت طبيعتها بينك وبين عادل إمام في شباك التذاكر؟

قدمنا رواية ماخوذة عن نص أجنبي لأحد الكتاب، وقدمتها أنا في فيلم يحمل اسم "جحيم تحت الماء"، وقدمها عادل إمام في فيلم "جزيرة الشيطان"، وحسمت هذه المنافسة في شباك التذاكر، لأني كنت أول من قرر أن يقدم عمل يصور تحت الماء، كما أن "جحيم تحت الماء"، كان من إنتاجي، وحقق نجاحاً كبيراً، ليستمر نحو 17  أسبوعاً في دور العرض السينمائي، وقررت أن استثمر هذا النجاح بتقديم جزء ثاني منه.

وذهبت لأحكي للفنانة ليلي علوي عن "جحيم 2"، لأنها كانت بطلة الجزء الأول، فوجدت قدمها مكسورة، ولكني عرضت عليها القصة، فقالت أن عادل إمام أرسل لها سيناريو فيلم بنفس الأحداث، فاتصلت بـ"عادل" وسألته عن الأمر، فقال أن المنتج واصف فايز هو من أحضر له القصة، وهنا قررت الإسراع في تنفيذ الجزء الثاني، لأن عادل إمام لن يصور قبل ثلاثة أشهر، وهو ما يجعلني أنتهي من التصوير، وأعرض الفيلم، وبالفعل صورت الفيلم وكانت بطلته الراحلة معالي زايد، ونجح أيضاً بعد أن حقق إيرادات كبيرة، وبالتالي سبقت عادل إمام، وربحت كممثل لأنني أول من قدم تصوير تحت الماء، وكمنتج لأنني ربحت من نجاح الفيلم في شباك التذاكر.

البعض يسأل لماذا تعاملت الفنان محمد سعد في آخر أفلامه "محمد حسين"؟

محمد سعد ممثل متميز جداً، ورأيته في بداياته على المسرح، وكان يقدم أدواراً صغيرة، لكنه حبس نفسه في شخصية "اللمبي"، وقلت له عندما تقابلنا في تصوير الفيلم، أن هذا غير صحيح، لأني لو تعاملت بنفس المنطق واستثمرت نجاح فيلم "السلخانة"، لكنت مستمراً في تقديم  أدوار للجزارين بذات الشخصية.

أما بالنسبة لفيلم "محمد حسين"، فشخصية الرسام التي قدمتها في الفيلم كانت متميزة جداً، لأنها تحمل أبعاداً مهمة، أبرزها أنه شخص يعيش عمره كله خارج مصر، ثم يعود إليها، فيكتشف أن عادات وتقاليد المصريين تغيرت، ليفكر في الرحيل مرة أخري، لكن في النهاية يقرر البقاء. وهذه الرؤية شجعتني علي المشاركة في الفيلم، وأرى أن مشكلة هذا الجيل، أنه لا يريد أن يستفيد من جيلي، مثلما استفدنا نحن من الأجيال التي سبقتنا، كما أن النجم حالياً يحب أن يكتب له الفيلم من البداية حتي النهاية، وهو الذي يختار كل صناع العمل، عكس الأعراف المهنية، فالكاتب يكتب عمله، والمنتج يختار المخرج، ثم تأتي باقي المراحل.

هل فكرت في كتابة مذكراتك لتوثق رحلتك في عالم الفن وعلاقتك بالنجوم؟

هذه فكرة قائمة، لأني أريد أن يستفيد غيري من تاريخي، وبالفعل أسعى جاهداً لكي أقدم برنامج، أحكي خلاله رحلتي مع العظماء، كما أني بدأت في تجهيز كتاب أروي فيه هذه التفاصيل.