قال المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، إنه أصيب بخيبة أمل كبيرة، نتيجة موقف الغرب من الحرب على غزة الممتدة منذ عام كامل، متابعاً "الأقنعة تساقطت، ولا بد من إيجاد نظام عالمي جديد مختلف عن النظام الحالي المهيمن على العالم".
وجاء ذلك، خلال جلسته الحوارية، التي عُقدت ضمن فعاليات الدورة السابعة من مهرجان الجونة السينمائي، والمقامة حالياً حتى يوم 1 نوفمبر المقبل، وأدارها الناقد أحمد شوقي.
وأكد المخرج الفلسطيني، أنه يشعر بحالة من التخبط مثل غالبية صُنّاع السينما، وذلك تسبب في غيابه عن الساحة الفترة الأخيرة، قائلاً: "هناك خيارين، الأول أن أتنازل عن بعض الأمور مقابل الاستمرار في صناعة الأفلام، أو إيجاد فرص في سوق بديل".
ورأى أن "النظام المهيمن يطالبنا بالتنازل عن مبادئنا، مقابل الاستمرار في صناعة الفن، وهذا الأمر أرفضه تماماً، لذلك أغيب عن الساحة منذ 4 أعوام".
"نتفليكس" و"سوني"
وكشف هاني أبو أسعد، عن تعاقده مؤخراً مع منصة "نتفليكس" لتنفيذ مسلسل من 6 حلقات، عن مملكة خيالية، قائلاً: "اتفقت معهم على كل تفاصيل العمل، وفجأة قبل شهر من التصوير، طلبوا منّي حذف كل ما له علاقه بالسياسة من القصة، رغم موافقتهم في البداية".
وأضاف "رفضت تنفيذ رغبتهم، وبالتالي توقف المشروع، بعدما أنفقوا نحو مليوني دولار، لكن هذا لم يهمهم بأي شكل"، لافتاً إلى أنه كان يعمل على مشروع آخر عن فتاة مسلمة تعيش في نيويورك، وتواجه الكراهية والإرهاب، وكان من المقرر أن تنفذه شركة "سوني" قبل أن تتراجع عنه في وقت لاحق.
وأشار إلى تمويل المؤسسات الغربية للمشاريع الفنية العربية، قائلاً إنّ: "هذا التمويل يكون مشروطاً دوماً، لاسيما وإن كانت القصة تتناول قضية ما، سيكون وقتها نوعاً من الرقابة الصارمة".
وأوضح أن "هناك سوقاً كبيراً للأفلام العربية في العالم، لكن المشكلة تكمن في الموزعين الذين يرتبطون بالمشروع الصهيوني"، لافتاً إلى أن منصات التواصل الاجتماعي ساعدته وغيره في الوصول بالأعمال الفنية العربية للجمهور حول العالم.
أفلام قيّمة
وشدد هاني أبو أسعد، على رغبته الدائمة في تقديم أفلام قيّمة تحمل رسائل معينة بعيداً عن هدف التسلية، قائلاً: "أميل إلى تقديم الأفلام الفلسطينية كونها أكثر واقعية بالنسبة لي، وكذلك تنفيذ مشاريع ذات مضامين، تضمن فرصة مشاركتها في المهرجانات السينمائية، وتحظى باهتمام الجمهور في الوقت ذاته، وتلك المعادلة صعبة للغاية".
وتابع "أنا صادق مع نفسي، وأشارك في تجارب مع مخرجين جدد من فلسطين العالم العربي، وأشعر بتفائل بالمستقبل، خاصة وأننا لدينا مواهب كثيرة وناجحة".
واستعرض آلية اختياره للمثلين في أعماله الفنية، موضحاً أن "ذلك يتم غالباً من خلال (كاستينج)، وأنا أفضل تلك الطريقة دوماً".
ورأى أن "التعامل مع الممثل شيء مرهق جداً، وهذا الأمر يختلف من شخص لآخر، وطريقة تعاملي مع أي ممثل تعتمد على دراستي له جيداً ولنفسيته، لأستطيع التعاون معه في ظروف جيدة".
يذكر أن هاني أبو أسعد، يُعد من أهم المخرجين الفلسطينيين، ونجح في الوصول بفيلمين من إخراجه إلى الترشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، المرة الأولى كانت عام 2005، بفيلم "الجنة الآن"، والثانية عام 2013، بفيلم "عمر".
كما نال العديد من الجوائز، من مختلف المهرجانات السينمائية العالمية، عن أفلامه التي تناول من خلالها القضية الفلسطينية.