ما سبب القطيعة بين الرواية والسينما؟.. كتاب سيناريو يجيبون

time reading iconدقائق القراءة - 4
جانب من ندوة "من الكتب إلى الشاشة: التقريب بين الأدب والسينما" على هامش مهرجان الجونة السينمائي، مصر، 28 أكتوبر 2024. - المكتب الإعلامي للمهرجان
جانب من ندوة "من الكتب إلى الشاشة: التقريب بين الأدب والسينما" على هامش مهرجان الجونة السينمائي، مصر، 28 أكتوبر 2024. - المكتب الإعلامي للمهرجان
الجونة (مصر)-خيري الكمار

أقام مهرجان الجونة السينمائي، ضمن فعاليات الدورة السابعة، جلسة بعنوان "من الكتب إلى الشاشة: التقريب بين الأدب والسينما"، بمشاركة  3 كتّاب سبق لهم تحويل الروايات إلى أعمال سينمائية، وهم: مريم نعوم، وتامر حبيب وأحمد مراد، وأدار الندوة الناقد السينمائي رامي عبد الرازق.

اتهام بالإفلاس

ورأى السيناريست تامر حبيب، أن "هناك تقصيراً كبيراً في تقديم الأعمال الأدبية على شاشة السينما خلال الفترة الماضية، رغم الدور الكبير لهذه النوعية من الأفلام وتشجيع المُشاهدين على القراءة"، موضحاً أنه قرأ الثلاثية لنجيب محفوظ، و"لا أنام" لإحسان عبد القدوس، بعد مشاهدته الأعمال السينمائية التي قُدمت عنها.

وأبدى دهشته من الانتقادات التي توجه إلى المؤلفين، الذين يتجهون لتحويل الأعمال الأدبية لمشاريع فنية، وكأن تلك الحالة تشير إلى "إفلاس فني"، قائلاً إنّ: "هناك متعة كبيرة في تحويل الروايات إلى أعمال فنية، لاسيما مؤلفات إحسان عبد القدوس، والتي يصلح تقديمها في أي وقت".

وكشف كواليس تجربته في تحويل "لا تطفئ الشمس" لمسلسل تلفزيوني، قائلاً: "أحداث الرواية تدور في فترة العدوان الثلاثي، وكان أمامي خيارين وقت كتابة المشروع، إما الإبقاء على الفترة الزمنية نفسها، أو الابتعاد لزمن آخر".

وتابع "قررت الابتعاد عن السياسة، والتركيز على الجوانب الإنسانية الموجودة في الرواية"، لافتاً إلى خوضه تجربة تحويل إحدى الروايات لعمل فني خلال الفترة المقبلة، "هناك العديد من الروايات المتميزة التي تصلح لتقديم دراما قوية في أعمال فنية".

صعوبات وعقبات

أما الروائي والسيناريست أحمد مراد، قال إن: "الأجيال الجديدة من كتّاب السيناريو، ليس لديهم حماساً لتقديم أفلام مأخوذة عن مؤلفة أدبية، وبعضهم يسعى لتقديم أفلام تخصه وتُنسب له بعيداً عن الأعمال الروائية"، موضحاً أن ذلك أسهم في تراجع الأعمال الفنية المستوحاة من الروايات خلال الفترة الأخيرة، فضلاً عن وجود صعوبات وعقبات أخرى في سوق الإنتاج.

وأوضح أن كتابة الرواية تختلف بشكلٍ كبير عن السيناريو، خاصة في الأسلوب الأدبي، لافتاً إلى أن "الفكرة السائدة هي اختصار الرواية حال تقديمها في عمل فني، وهذا غير صحيح بالمرة، وهناك من يتعامل مع الأمر (بالفهلوة)".

وقال إنه لا يعترف بـ"قدسية النص"، وعند تحويل أي عمل روائي إلى نص أدبي، يحدث تغييرات لوجود عنصرين جديدان، وهما الصورة والصوت.

واستعرض كواليس تجاربه السينمائية المأخوذة عن أعماله الروائية، أبرزها فيلم "كيرة والجن" عن روايته 1919، قائلاً إنه كان يضع أمام عينيه، فيلم "الكيت كات" المأخوذ عن رواية "مالك الحزين" كنموذج له، كما أنه أضاف 7 شخصيات جديدة، لم تكن موجودة في الرواية.

نجيب محفوظ

ومن جانبها، قالت الكتابة مريم نعوم، إنها عندما تتعامل مع نص أدبي لتحويله إلى عمل درامي، تقوم بتفكيك هذا النص إلى شخصيات، ومضمون ورسالة، مع الحفاظ على وجهة نظر صاحب الرواية.

وأكدت أن "هناك خصوصية في عملية اقتباس أي عمل فني عن مؤلفات أدبية، وهناك كتّاب يتمسكون بالحفاظ على كل تفاصيل عملهم الروائي، وآخرين لا يتمسكون بذلك"، لافتة إلى أن نجيب محفوظ كان من النوعية الأخيرة.

وتابعت "قد نجد روايات قوية يمكن تقديمها على الشاشة، لكن أصحابها لا يسمحون لها بحالة التفكيك التي تتيح لها تقديمها"،  مشيرة إلى أن تحويل رواية لعمل فني، قد يستغرق منها نحو 3 سنوات في الكتابة، إذ أنها لا تتعجل في هذا الأمر، لكن ربما يفشل المشروع، لأن كاتب الرواية لا يتحمل كل هذه الفترة الزمنية الطويلة.

تصنيفات

قصص قد تهمك