انطلقت الدورة 45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، برئاسة الفنان حسين فهمي، على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، الأربعاء، وسط حضور عددً من نجوم وصُنّاع الفن في مصر والوطن العربي، أبدى بعضهم التضامن مع القضية الفلسطينية، من خلال ارتدائهم "بروش" العلم الفلسطيني.
بدأ الحفل، الذي قدّمته الإعلامية جاسمين طه زكي، بالسلام الجمهوري، تلاه فقرة غنائية استعراضية، لفرقة "وطن الفنون" من قطاع غزة، والتي قدّمت إحدى الأغاني الفلسطينية الشهيرة، وهي "أنا دمي فلسطيني"، بما يعكس موقف المهرجان الداعم للقضية.
وشدد الفنان حسين فهمي، خلال كلمته في حفل الافتتاح، على "مواصلة مهرجان القاهرة السينمائي، للتضامن مع أشقائنا في فلسطين المحتلة، ولن نقدر أنّ ننسى أشقاءنا في لبنان أيضاً، والذي يُعاني منذ سنواتٍ طوال"، مُشيرًا إلى أنّ "الفن حاضر في كل الأزمات المحيطة، إذ أنّ السينما قادرة على سرد وحكي قصص واقعية عن شخصيات قاومت وتجاوزت المحن وانتصرت بالنهاية".
وأشار حسين فهمي، إلى عرض 10 أفلام مصرية قديمة في نسخ مرممة، ضمن فاعليات الدورة الحالية، وذلك ضمن المبادرة التي أطلقها المهرجان قبل نحو عامين، قائلًا إنّ: "السينما المصرية عريقة، عمرها أكثر من 120 عامًا، وحرصت على ترميم الأعمال القديمة، لإيماني الشديد بأن السينما المصرية يجب أن تبقى وتظل، لأنها جزءاً من تاريخ هذا الوطن، لذلك يجب الحفاظ على هذا التراث السينمائي الذي لا مثيل له".
كما تضمن حفل الافتتاح، فقرة خاصة لرثاء الفنانين وصنّاع الفن الذين رحلوا عن عالمنا خلال العام الجاري، ولا زالت أعمالهم حاضرة بين الجمهور، وهم: أشرف عبد الغفور، وناهد فريد شوقي، وصلاح السعدني، وعصام الشماع، وعاطف بشاي، ومصطفى فهمي وحسن يوسف.
التكريمات
وشهد حفل الافتتاح، تكريم المخرج يسري نصر الله، بمنحه جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر، وذلك تقديراً لما قدمه طوال مسيرته الفنية الحافلة، قائلاً إنّ: "شيء ملهم رغم الصعوبات والتمويل، إلا أنّ حبنا للسينما هو الغالب، إذ أعتبر أنفسنا بمثابة حراس لها"، مُشيراً إلى بعض صُنّاع السينما في فلسطين، والذين استطاعوا صناعة أفلام رغم الظروف المحيطة بهم شديدة القسوة.
أما الفنان أحمد عز، حصل على جائزة فاتن حمامة للتميز، حيث استعاد بداية دخوله عالم الفن، مؤكدًا أنه دخل مجال التمثيل دون رغبة أسرته، قائلاً: "وقتها كنا على مقربة من انطلاق دورة جديدة من مهرجان القاهرة السينمائي، وكنت أطمح لتوجيه دعوة لي، لحضور الحفل، وبعد طول انتظار لم تُرسل لي دعوة، حتى توجهت للمقر، وحصلت على دعوة، واستعديت جيدًا لتلك المناسبة، ومررت على السجادة الحمراء، لكن لم يعرفني أحداً آنذاك، إلى أن دخلت القاعة وجلست في البلكون، وبعدها عُدت إلى المنزل وأنا في ضيق شديد، ودخلت عليّا والدتي، ودعت لي: (ربنا ينولك مرادك)، وتحققت دعوتها بعد كل هذه السنوات".
وأضاف "جاءت لحظة التكريم، لكن والديّ قد رحلوا عن عالمنا، فيما أشعر أنهما يشعران بتلك الحالة التي أنا فيها الآن"، موجهاً الشكر لكل شخص دعمه في مسيرته الفنية، "أعتبر تلك الجائزة حافرًا لي في السنوات المقبلة، خاصة وأنني أشعر بأنني لم أحقق الكثير"، إذ أهدى تلك الجائزة، لشخصية ملهمة بالنسبة له، وهو الفنان عادل إمام.
كما جرى تكريم المخرج دانيس تانوفيتش، رئيس لجنة تحكيم المسابقة الدولية، وهو كاتب سيناريو ومرج ومنتج، من البوسنة والهرسك، حيث قال عقب تكريمه: "كنت أتطلع منذ فترة للتواجد في القاهرة، وعقد صداقات جديدة مع صُنّاع السينما، والتي طالما تفتح آفاق جديدة"
فيلم الافتتاح
واختتم حفل الافتتاح، بعرض الفيلم الفلسطيني "أحلام عابرة " في عرضه العالمي الأول، وهو تأليف وإخراج رشيد مشهراوى، وبطولة عادل أبو عياش، واميليا ماسو وأشرف برهوم.
وتدور أحداث الفيلم التى صورت فى بيت لحم بفلسطين، حول "سامي" البالغ من العمر 12 عاماً، يأخذنا في رحلة ليوم واحد، برفقة عمه وابن عمه الأكبر، بحثاً عن طائره المفقود، وقد أخبره جيرانه أنه ربما عاد إلى موطنه الأصلي. وتمتد الرحلة من مخيم للاجئين في الضفة الغربية إلى مدن فلسطينية مختلفة بما في ذلك بيت لحم والقدس القديمة وحيفا، و نكتشف من خلالها ما يحدث لهم وبينهم، من عبث الواقع، والحياة اليومية الصعبة للفلسطينيين وتأثيرها على شخصياتهم وعلاقاتهم بأنفسهم والآخرين.
مهرجان عريق
ومن جانبه، شدد المخرج خالد يوسف، على أهمية وقيمة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، واصفاً إياه بقوله: "ملتقى السينما العربية، وهو مهرجان عريق ومهم بالنسبة لنا كصُنّاع أفلام".
وقال خالد يوسف، لـ"الشرق"، إن الدورة الجديدة تشهد مشاركة العديد من الأفلام المتنوعة من حول العالم، فيما أشاد بأجواء حفل الافتتاح، والتي غلب عليها التميز.
أما الفنان شريف منير، قال لـ"الشرق"، "سعيد جداً بالحالة الفنية، والتجمع الفني والعربي الذي يحدث في مصر، فهو من أهم المهرجانات التي تحتضن صنّاع السينما على مستوى الوطن العربي كله".
ورأى أن "الدورة الجديدة تشهد العديد من الفعاليات المهمة، بداية من فيلم الافتتاح (أحلام عابرة)، فضلاً عن وجود أفلام مميزة في مسابقة آفاق السينما العربية".
فيما اعتبرت الفنانة لقاء الخميسي، "مهرجان القاهرة السينمائي، بمثابة مساحة مميزة لالتقاء صنّاع السينما في العالم العربي"، لافتة إلى حرصها على حضور فعاليات المهرجان، لوجود أعمال متنوعة ومهمة، مشيدة باختيار المخرج يسري نصر الله والفنان أحمد عز، لتكريمهما في حفل الافتتاح.
كما قالت الفنانة صابرين، لـ"الشرق"، إن "المهرجان بمثابة حلم لكل فنان، أن يقف على السجادة الحمراء، وعلينا دعمه دوماً والوقوف بجانب القائمين عليه، خاصة رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي، فهو نجم كبير وأعطى للحدث رونقاً خاصاً"، مشيرة إلى أن "المهرجان هذا العام يضم مجموعة من الأفلام المتميزة، والتي أسعى لمتابعة غالبيتها".
ومن جهته، أشاد الفنان محمد رياض، بأجواء حفل افتتاح الدورة 45، قائلاً لـ"الشرق"، "نأمل أن تكون كل الفاعليات جيدة ومتميزة، وأن تصنع الأفلام حالة صدى كبيرة".
كما أثنى على الدور الكبير الذي يلعبه المهرجان في دعم القضية الفلسطينية، والاحتفاء بصنّاع السينما هناك، من خلال عرض مجموعة كبيرة من الأفلام، أبرزها "أحلام عابرة".
أما المنتج جابي خوري، قال لـ"الشرق"، إن "هناك مجموعة من الأفلام غير التقليدية وجيدة الصنع، تم اختيارها للمشاركة في المهرجان هذا العام، ومنها أفلام شاركت في مهرجانات دولية، فضلاً عن وجود عروض أولى لبعض الأفلام، وأفلام عربية في مسابقة آفاق سأكون حريصاً على متابعتها".