أطفأ الفنان عادل إمام، الأحد، شمعة جديدة من شموع رحلته في الحياة التي شاء القدر أن تكون بمثابة هبة تمنح العالم العربي البهجة والمتعة التي ساهم في نشرها بين جمهوره العريض من مختلف الأجيال لنحو 60 عاماً من العمل المتواصل، تربّع خلالها نصف قرن على قمة هرم التمثيل في مصر والعالم العربي.
عادل إمام ابن مدينة المنصورة الموهوب، المولود في السابع عشر من مايو عام 1940، أحد الممثلين القلائل الذين عرفوا طعم النجاح في كل عمل قدموه من خلال روافد الفن المختلفة، فهو صاحب الإيرادات العالية في السينما المصرية، ومتصدر قمتها على مدار عقود، وهو أحد القلائل الذين حققوا أعلى الإيرادات في المسرح رغم العدد المحدود من العروض المسرحية التي قدمها، ولكن كلاً منها اقترب من إتمام عقد من الزمان على خشبة المسرح، وهو صاحب الأرقام القياسية من حيث الأجر ونسب المشاهدة في الدراما التلفزيونية.
رغم أنه لم يدرس التمثيل، ولكن فطرته وذكاءه وعشقه للفن أكسبه خبرات جعلته أكاديمية مستقلة بذاتها في عالم التمثيل، ليستحق لقب "الزعيم" عن جدارة، فنجوم الفن المصري يتهافتون على العمل معه أكثر من تهافت الجمهور على أعماله، ليصبح الوقوف أمام عادل إمام بمثابة شهادة خبرة تؤهل صاحبها للاستمرار في المهنة.
يسرا ..ورقم قياسي
تعد "يسرا" أكثر فنانة شاركت "الزعيم" البطولة في السينما، حيث قدمت معه 17 فيلماً من أهم وأنجح أفلامها، كما جمعتهما علاقة صداقة قوية بدأت منذ عام 1980 الذي شهد أول تعاون فني بينهما من خلال فيلم "أذكياء لكن أغبياء" واستمرت هذه الصداقة حتى الآن.
وسجلت "يسرا" شهادتها عن "الزعيم"، وقالت: "السر في عادل إمام هو حبه وعشقه وإخلاصه للفن، وذكاؤه الشديد وموهبته الكبيرة وإنسانيته وثقافته، مع إيمانه الشديد بدور الفن في المجتمع، وتصديه للعديد من القضايا الهامة التي طرحها في أعماله. عادل إمام قيمة فنية عظيمة ونجاحه ونجوميته تخطيا حدود مصر والوطن العربي، ووصلا إلى العالم كله، فهو النجم الأول في كل الوطن العربي، وحصل على التكريم من العديد من رؤساء الدول في العالم العربي، لأنه يحظى بجماهيرية لا أستطيع وصفها. أثناء وجودي معه في أمريكا عند عرض فيلم "عمارة يعقوبيان"، شاهدت مدى جماهيريته هناك وشعرت بسعادة شديدة وفخر".
وأضافت "يسرا" لـ"الشرق": "من حسن حظي أني شاركت مع هذا النجم في هذا العدد الكبير من الأفلام التي أعتبرها من أهم أعمالي. وفي ذكرى ميلاده أحب أن أقول له كل سنة وأنت طيب وربنا يخليك ويحفظك، لتظل تسعدنا بكل ما تقدمه، وتظل أنت الفنان الذي نفتخر به جميعاً لقيمته الكبيرة".
لبلبة.. وحب متبادل
الفنانة "لبلبة" تعتبر أيضاً من أكثر النجمات مشاركة للفنان عادل إمام في أعماله الفنية، فقدمت معه في بداية مرحلة نجوميته أفلاماً مهمة، منها "البعض يذهب للمأذون مرتين"، و"خلي بالك من جيرانك"، و"عصابة حمادة وتوتو"، و"احترس من الخُط"، ثم عادت للتعاون معه في أفلامه في الألفية الجديدة "عريس من جهة أمنية"، و"حسن ومرقص"، وبعد أن عاد الزعيم للدراما التلفزيونية، قدمت معه مسلسلي "صاحب السعادة"، و"مأمون وشركاه".
وقالت "لبلبة" عن "الزعيم": "هو يستحق هذا النجاح لأنه ذكي ومتطور في عمله، ويشعر جيداً بنبض الشارع، كما أنه يفكر طوال الوقت فيما سيقدمه مستقبلاً، لهذا يبذل كل ما يستطيع حتى يخرج العمل في أفضل صورة. أضف إلى ذلك أن ملامح وجهه التي تشبه أغلب المصريين، كانت عاملاً مساعداً حفّز الناس على حبه منذ الظهور الأول له".
وأضافت "لبلبة": "أعتبر نفسي تربية عادل إمام لأني تعلمت منه الكثير خلال عملي معه، فأنا أحب عملي ومخلصة للفن مثله تماماً. قدمت معه أنجح أعمالي بعدما شكّلنا ثنائياً ناجحاً جداً. حب الجمهور له لا يقتصر على مصر، لأني عندما أكون في زيارة لأي دولة، يسألني الجمهور عن عادل إمام لأنهم يعتقدون أننا دائماً معاً. في المسرح أيضاً كان يتميز عن أي فنان غيره باستمرار عرض مسرحياته لسنوات طويلة، وبنجاح هائل. هو من دفعني للعمل في الدراما التلفزيونية، بعد أن كنت أرفض هذا الأمر تماماً، وعندما تحدث معي لأشاركه بطولة مسلسل (صاحب السعادة) وافقت لأني أثق به، ووقتها نصحني بألا أرى مشاهدي فور تصويرها، بل أنتظر وأشاهد العمل عند عرضه للجمهور، وقدمت معه بعد ذلك مسلسل"مأمون وشركاه".
رجاء الجداوي.. 20 عاماً على المسرح
الفنانة رجاء الجداوي، صاحبة الرقم القياسي في العمل مع الفنان عادل إمام على خشبة المسرح، والتي وقفت بجواره 20 عاماً، من خلال مسرحيتي "الواد سيد الشغال" و"الزعيم". تقول: "أعتبره الأب الروحي للأسرة الفنية كلها، وسر نجاحه ونجوميته ووصوله لهذه المكانة أنه صعد السلم بتسلسل طبيعي، ولم تأتِه النجومية على طبق من فضة، كما نقول في مصر، بل كان مشواره صعباً، واجتهد كثيرا حتى أصبح (الأستاذ) و(السوبر ستار) و(الزعيم عادل إمام)".
وأضافت: "قضيت معه 20 عاماً على المسرح في مسرحيتي (الواد سيد الشغال) و(الزعيم)، ما بين العرض والبروفات، وخلال هذه السنوات عرفته جيداً، وعلمني طريقة تقديم الكوميديا و(الإفيهات)، وصنع مني ممثلة كوميدية، وهو الذي ابتكر جملة (يا شماتة أبلة ظاظا فيّا) في مسرحية (الواد سيد الشغال) وصارت (إفيّه) لا يزال الجمهور يردده حتى الآن".
وتابعت "الجداوي": "منذ أيام تحدثت معه تليفونياً للاطمئنان عليه، وقال لي انتبهي وأنت في التصوير واحرصي على حياتك، كما طلب مني زيارته كي يراني، وأود أن أهنئه بعيد ميلاده، وأقول له كل سنة وأنت طيب يا أستاذ، وتظل دائماً الأب الروحي للأسرة الفنية كلها".
محمد فاضل: شخصية فنية خاصة
ربما لا يعرف الكثيرون أن المخرج محمد فاضل هو أول من منح "الزعيم" البطولة على شاشة التلفزيون، ويقول عن عادل إمام: "لا شك أن عادل صنع لنفسه شخصية فنية خاصةومكانة لم ينافسه فيها أحد طوال مسيرته الفنية، فهو من جيل الفنانين الحقيقيين الذين وهبوا حياتهم للفن، وقد بدأت العمل مع عادل من خلال مسرح التلفزيون ثم في المسلسلات التي كان يطلق عليها السباعيات، وقدمت معه سباعية (الفن والهندسة)، تأليف علي سالم، و(الرجل والدخان)، تأليف عاصم توفيق، ثم أول بطولة تلفزيونية له كانت مسلسل (أحلام الفتى الطائر)، تأليف وحيد حامد، وكان وقتها نجماً كبيراً ولكنه فنان ملتزم جداً في كل شيء كما كان في بدايته".
ويضيف: "عندما قدمت معه فيلم (حب في الزنزانة)، كان قد أصبح أهم نجم في مصر، ولكنه كان مثالاً للالتزام في مواعيد التصوير، وهذا الالتزام في رأيي عامل هام في نجاحه ونجوميته، ومن أهم صفاته بساطته في التعامل مع الجميع داخل مكان التصوير. في عيد ميلاده أهنئه وأتمنى له المزيد من النجاحات الفنية".
إلهام شاهين: صاحب فضل
وقالت الفنانة إلهام شاهين التي شاركت عادل إمام بطولة فيلمين: "سر نجاح عادل إمام جرأته في تقديم العديد من الأفلام التي تناقش قضايا خطيرة وهامة جداً، ولم يكن أحد يجرؤ على تقديمها بهذا الشكل. وما لا يعرفه الكثيرون أن أول مشهد سينمائي صورته في حياتي في بدايتي الفنية، كنت طالبة بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وكان معه في فيلم (أمهات في المنفى)، فهو صاحب الفضل عليّ في نجوميتي السينمائية، وأهم نقلة في مشواري الفني كانت حينما اختارني لأكون بطلة أمامه في فيلم (الهلفوت) الذي شهد انطلاقتي الفنية، وقدمت معه بعد ذلك فيلم (رمضان فوق البركان). شرف لأي فنان أن يكون في مشواره الفني عمل قدمه مع الزعيم عادل إمام، وكل سنة وهو طيب".
دلال عبدالعزيز.. زوجة مرتين
الفنانة دلال عبد العزيز رغم علاقتها الممتدة لسنوات طويلة بـ"الزعيم" نظراً لكونه صديق زوجها الفنان سمير غانم، إلا أنها عملت معه مرتين فقط. تقول لـ"الشرق": "تعاونت مع عادل إمام في عملين فقط خلال 25 عاماً، العمل الأول كان فيلم (النوم في العسل)، وأتذكر أنه اتصل بي وقال أنت أفضل ممثلة لتقدمي دور زوجتي في الفيلم، ووافقت فوراً، وخرج العمل بشكل متميز، وكان ابنه المخرج رامي إمام يمثل شخصية الابن الأكبر لنا. هذا العام أقدم معة شخصية زوجته في مسلسل (فلانتينو) ورامي هو مخرج المسلسل، وحينما نتحدث عن عادل إمام لابد أن نقول (الزعيم) ثم نصمت لأن الكلام انتهى".