في ذكرى إطلاق سراحه.. نجوم عالميون لعبوا دور نيلسون مانديلا

time reading iconدقائق القراءة - 7
الملصق الدعائي لفيلم Mandela: Long Walk to Freedom بطولة إدريس ألبا - facebook/IdrisElba
الملصق الدعائي لفيلم Mandela: Long Walk to Freedom بطولة إدريس ألبا - facebook/IdrisElba
القاهرة -حنان أبو الضياء*

في 11 فبراير 1990، خرج نيلسون مانديلا من السجن بعد 27 عاماً قضاها خلف القضبان، لتُكتب بذلك واحدة من أعظم لحظات التاريخ الحديث، فقد عاش حياة حافلة بالنضال السياسي والدراما والتحديات، وانتهى به المطاف كرمز عالمي للحرية والعدالة، ليس من المستغرب إذن أن يكون مانديلا، الذي توفي في 2013 عن عمر 95 عاماً، واحداً من أكثر الشخصيات تجسيداً على الشاشة.

لكن تقديم شخصية بحجم مانديلا ليس مجرد محاولة لمحاكاة مظهره أو تقليد صوته وتصرفاته، بل هو سعي لكشف الإنسان الحقيقي خلف الأيقونة، فشخصيته تتجاوز الحدود التقليدية للأداء التمثيلي، إذ يعد أحد أعظم رموز القرن العشرين، وملامحه باتت محفورة في الذاكرة الجمعية إلى درجة تجعل تجسيده تحدياً لأي ممثل.

عبر السنوات، قدم العديد من الممثلين شخصية مانديلا في السينما والتلفزيون، بدءاً من داني جلوفر في فيلم Mandela عام 1987، وسيدني بواتييه في Mandela and de Klerk عام 1997، وكلارك بيترز في Endgame عام 2009. كما جسد دوره دينيس هايسبيرت في Goodbye Bafana، ومورجان فريمان في Invictus، وتيرينس هوارد في Winnie عام 2011، إضافة إلى ديفيد هاروود في الدراما البريطانية Mrs. Mandela من إنتاج "بي بي سي"، وأخيراً إدريس إلبا في Mandela: A Long Walk to Freedom، الذي استند إلى سيرته الذاتية.

Mandela

فيلم Mandela هو مشروع درامي تلفزيوني بريطاني عام 1987، إخراج فيليب سافيل، وكتابة رونالد هارود، وتدور أحداثه حول مانديلا، محامٍ  في جنوب إفريقيا، يصبح ناشطاً في المؤتمر الوطني الأفريقي عام 1948، ويُجند متطوعين لحملة تحدي تتضمن العصيان السلمي لقوانين الفصل العنصري التي تقيد أنشطة غير البيض، ويستمر عمله الاحتجاجي طوال الخمسينيات، ويتزوج من ويني (ألفري وودارد) وهي عاملة اجتماعية، وبعد محاكمته والحكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 1964.

داني جلوفر الممثل الوحيد الذي جسد شخصية مانديلا في فيلم قبل نشر سيرته الذاتية وإطلاق سراحه من السجن عام 1990، وكان قد تأثر بكتابات مانديلا السياسية عندما كان طالباً في الستينيات.

حاز داني جلوفر، على ترشيح لجائزة إيمي عن أدائه لشخصية مانديلا في فيلم Mandela "مانديلا" (1987)، فقد صور حياته من محامٍ إلى ناشط سياسي إلى سجين في جزيرة روبن، حيث كان لا يزال محتجزاً عندما تم تصوير الفيلم.

Mandela and de Klerk

جسد الممثل الأسطوري سيدني بواتييه شخصية مانديلا، في فيلم Mandela and de Klerk عام 1997، وهو كتابة  ريتشارد ويسلي، وإخراج جوزيف سارجنت، وشارك في البطولة مع مايكل كين، الذي لعب دور الرئيس الجنوب أفريقي السابق فريدريك دبليو دي كليرك، في قصة تصور إطلاق سراح مانديلا من جزيرة روبن وانتقال السلطة بين الرجلين، حيث صُور الفيلم في جنوب إفريقيا، وفي مواقع حقيقية في أغلب الأحيان.

الفيلم ليس سيرة ذاتية كاملة، بل يركز بشكلٍ وثيق على السنوات الأخيرة من سجن مانديلا، وعلى مفاوضاته السرية مع حكومة جنوب إفريقيا، حيث ساعدت تلك المحادثات في إلغاء نظام الفصل العنصري، وأسفرت عن إطلاق سراحه عام 1990. 

Goodbye Bafana

أدى دينيس هيزبرت دور نيلسون مانديلا في Goodbye Bafana عام 2007)، والعمل إخراج بيل أوجست، ويدور حول العلاقة بين مانديلا وجيمس جريجوري "جوزيف فاينز"، ضابط الرقابة وحارس السجن، استناداً إلى كتاب جريجوري "وداعاً بافانا: نيلسون مانديلا، سجيني، صديقي"، الأحداث بالكامل خلال فترة سجنه التي استمرت 27 عاماً في جزيرة روبن.  

الفيلم قدم نظرة فريدة إلى حياة مانديلا وكذلك الاضطهاد الذي عانى منه أنصاره، حيث اعترض زملاء مانديلا في السجن وحراس السجن على الأحداث الرئيسية الواردة فيها، كما اعترض أيضاً على الموضوع العام المتمثل في الصداقة الوثيقة بين الرجلين.

ووفقاً لصديق مانديلا وكاتب سيرته الذاتية المعتمد أنتوني سامبسون، فإن مانديلا نفسه قال في لقاء خاص إن جريجوري لا بد وأن يكون قد "هلوس" في بعض مذكراته.

Endgame

لعب كلارك بيترز دور مانديلا، في الفيلم البريطاني Endgame عام 2009، إخراج بيت ترافيس، وسيناريو باولا ميلن، استناداً إلى كتاب "سقوط الفصل العنصري" لروبرت هارفي، وشارك في بطولته تشيوتيل إيجيوفور، وجوني لي ميلر، ومارك سترونج.

يروي الفيلم الأيام الأخيرة من نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، حيث كان مانديلا نفسه لا يزال في السجن في ذلك الوقت، لكن هذه المحادثات، التي كانت إطلاق سراح مانديلا من بين التطلعات المهمة لها، ساعدت في خلق إطار حيوي من الثقة بين الجانبين، والذي كان زعيم المؤتمر الوطني الأفريقي قادراً على البناء عليه عندما يتم إطلاق سراحه. 

تم تصوير العمل في مواقع فيريدينج بإنجلترا، وكيب تاون بجنوب أفريقيا، وسبق وعُرض الفيلم في مهرجان صندانس السينمائي.

Winnie Mandela

قدم تيرينس هوارد، دور مانديلا في فيلم Winnie Mandela عام 2013، ورغم أن محور الفيلم هو زوجته ويني مانديلا، التي لعبت دورها جينيفر هدسون، إلا أن تيرينس لعب دور مانديلا في ذروة نشاطه السياسي قبل اعتقاله مباشرة. 

عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي عام 2011، وحظي بإصدار محدود في الولايات المتحدة في سبتمبر 2013.

العمل تكلف  15 مليون دولار، وهو يستند إلى كتاب "ويني مانديلا: حياة" للكاتبة آن ماري دو بريز بيزدروب. والسيناريو لـ رودت وأندريه بيترس، وإخراج داريل رودت، وصُور في كيب تاون، وجوهانسبرج، وجزيرة روبن، حيث قضى مانديلا 18 عاماً في السجن.

Invictus

جسد مورجان فريمان في فيلم Invictus عام 2009 دور مانديلا، رئيس المؤتمر الوطني الأفريقي، الذي أصبح أول رئيس من أصل إفريقي في جنوب إفريقيا. 

في الفيلم الذي أخرجه كلينت إيستوود، والذي يدور حول كيف نجح مانديلا في توحيد البلاد من خلال كأس العالم للرجبي عام 1995، رُشح فريمان لجائزة الأوسكار، وقدَّم ما يعتبره كثيرون الأداء الأفضل لمانديلا، حيث أعطى الأخير موافقته شخصياً على اختيار فريمان.

Mandela: Long Walk to Freedom

في فيلم إدريس إلبا، Mandela: Long Walk to Freedom عام 2013،  لعب إدريس إلبا دور مانديلا في فيلم مقتبس من سيرته الذاتية التي تحمل الاسم نفسه، وهو إخراج جاستن تشادويك، وبطولة ناعومي هاريس، التي لعبت دور ويني.

محور الفيلم كان العلاقة العاطفية المضطربة التي تربط مانديلا بزوجته الثانية، ويني مانديلا، في حين أن الجهود السياسية والتاريخية لهذا الفيلم مثيرة للإعجاب، إلا أنها تقلل من أهمية ذكائه كعنصر حاسم في شخصية مانديلا.  

الفيلم استعرض حياة مانديلا بالكامل، من طفولته الريفية حيث كان يرعى الماشية في كيب الشرقية، وصولاً إلى الجيش الأبيض الذي يؤدي التحية العسكرية لأول رئيس من أصل إفريقي لجنوب أفريقيا في مباني الاتحاد في بريتوريا عام 1994. 

تكلف فيلم مانديلا 35 مليون دولار، وهو أكبر فيلم تم إنتاجه في جنوب إفريقيا على الإطلاق، وعُرض في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي.

* ناقدة فنية

تصنيفات

قصص قد تهمك