
قال الفنان أحمد أمين أنه يواصل تصوير مشاهده في مسلسل "النص"، الذي يشارك به في موسم دراما رمضان، مؤكداً لـ"الشرق" أنه لم يتعرف على ردود فعل الجمهور حول الحلقات الأولى للمسلسل إلا من خلال بعض المقربين منه، الذين أكدوا له إيجابية التفاعل مع الحلقات.
وكشف أمين أن ما جذبه للعمل هو وجهة نظر البطل في الأحداث، مضيفاً: "إضافة إلى فكرة تأريخ الشارع المصري في هذه الفترة، فالقاهرة والعالم في تلك الحقبة مليئان بالأحداث والقصص والتفاصيل، وهو ما شجعني على عرض بعض المعلومات الخاصة بزمن المسلسل في نهاية كل حلقة".
وذكر "أمين" لـ"الشرق" أن شخصية عبد العزيز النص لم تُبنَ فقط على ما ورد في السيناريو أو الكتاب الأصلي، بل تم تطويرها من خلال معالجة درامية مستوحاة من المذكرات، مع إضافة أبعاد جديدة للشخصيات الأخرى لتكون متماسكة فنياً، مما يساهم في تقديم عمل متكامل بشخصيات مترابطة.
وأضاف: "أحداث المسلسل وقصته مستوحاة من كتاب مذكرات نشال تائب، وقد جاءت طريقة السرد في الكتاب أشبه بحكي يوميات صعلوك في ثلاثينيات القرن الماضي".
وقال: "لست الممثل الوحيد الذي يستلهم أعماله من كتب وروايات أدبية، فالكثير من الفنانين يقدمون أعمالاً مأخوذة عن أعمال أدبية، وهو شيء جميل أن تقدم عملاً تم اختباره من جمهور القراء، خاصةً إن كان الكتاب ناجح بالفعل".
زمن الأحداث
وأوضح أمين أن مشاهد النشل في المسلسل كانت حقيقية، بعد تدريبه مع متخصص تابع تنفيذ اللقطات بشكل مستمر، كاشفاً أنه شاهد عدة أفلام وثائقية حول النشل لفهم طبيعة هذا الرجل، وكيف أثرت مهاراته على شخصيته، حتى إنه شاهد مقطعاً لساحر يقدم فقرة نشل على المسرح.
وأضاف أمين: "زمن الأحداث كان بمثابة إضافة صنعت عالماً خاصاً للعمل، فالتاريخ المصري غني جداً، وعرضه أمر مفيد وجميل، أما عن توقيت العرض الرمضاني، فلا أعتقد أنه ميزة أو عيب، بل هو فرصة لتقديم أعمال ذات نسب مشاهدة عالية وميزانيات جيدة، رغم أن الأعمال خارج رمضان تحظى أيضاً باهتمام مميز".
وأشار إلى أن الصعوبة التي واجهها صُنّاع المسلسل تمثلت في التعرف على ملامح الإكسسوارات والملابس خلال تلك الفترة، مضيفاً: "حاولنا أن تكون الجمل الحوارية متماشية مع تلك الحقبة الزمنية قدر الإمكان، حتى لا يحدث انفصال للمشاهد عن أجواء المسلسل".
وكشف أن "النص" يندرج تحت نوعية الأعمال التي تعتمد على البطولة الجماعية، مضيفًا: "لا توجد بطولة منفردة، فجميع الأعمال جماعية، حتى مسلسل النص ليس بطولة فردية، بل يشاركني فيه مجموعة كبيرة ومميزة من الممثلين بأدوار متساوية تقريباً".
وذكر أمين أن العمل استغرق ما يقرب من 3 سنوات من التحضير والتجهيز، سواء في الكتابة، أو في الاستعداد لتصويره، وقال: "ترشيحات الممثلين كانت من قبل المخرج حسام علي والمنتج تامر مرتضى، وكانا يتشاوران معي، ودائمًا ما كنت أقتنع باختياراتهما. بالنسبة لي، كان الأهم أن أعمل مع مخرج ومنتج من أهل الثقة، وأعتقد أن هذا تحقق في هذا العمل".
وشدد على أن طبيعة العمل وقصته هما اللتان تحددان ما إذا كان يُقدم في 15 حلقة أو 30 حلقة، وأضاف: "عدد الحلقات يحدده سياق القصة، والحلقات القصيرة تمنح صُنّاع العمل فرصة للإجادة، وتسريع الإيقاع، وتجنب المط والتطويل لملء المساحة الزمنية فقط".
جزء ثان
وقال أمين لـ"الشرق": "الحلقات القادمة ستشهد العديد من المفاجآت لشخصية عبد العزيز النص، النشال التائب في ثلاثينيات القرن الماضي، الذي يسعى للبحث عن مصدر رزق مشروع، إلا أن الأقدار تضعه في قلب صراعات سياسية وأحداث غامضة، ليجد نفسه قد تحول من مجرد نشال إلى بطل شعبي".
وشدد على أن المسلسل من أهم الأعمال التي قدمها في مشواره الفني، لأنه يختلف شكلاً ومضموناً عن كل ما قدمه سابقاً على الشاشة، وتابع: "لا زلنا ندرس إمكانية تقديم جزء ثانٍ من العمل، لكن القرار الآن في يد الجهة المنتجة، وذلك بناءً على رد فعل الجمهور تجاه المسلسل".
وذكر أنه لا يستعجل خطوة العمل بالسينما، لأن موعدها لم يحن بعد، مشيراً إلى أنه تعاقد على بطولة أكثر من فيلم سينمائي، لكن التنفيذ تأخر، وهو مؤمن بأن لكل شيء وقته.
وأضاف: "ظهوري كممثل تأخر، وعندما حان وقته جاء في التوقيت المناسب، وما يهمني كممثل هو تقديم عمل جيد دون الالتفات إلى أي اعتبارات أخرى".