
تجربة جديدة خاضها الفنان المصري أشرف عبد الباقي، من خلال تجربة سينمائية مختلفة من بطولة مجموعة من الأطفال، إذ اختار قصة "لغز الكوخ المحترق"، التي تعد من أشهر قصص سلسلة "المغامرون الخمسة" للكاتب محمود سالم، والتي صدرت في سبعينات القرن الماضي، لتقديمها من خلال هذا الفيلم الذي قرر أيضاً عرضه عبر قناته على موقع "يوتيوب"، لإغلاق دور العرض السينمائي أبوابها بسبب فيروس "كورونا". علماً أنه قبل عرض الفيلم بيوم واحد تواصلت معه منصة "شاهد" وحصلت على حقوق عرض الفيلم.
ويعود عبد الباقي بهذا الفيلم إلى زمن الشاشة الفضية بعد غياب تجاوز 10 سنوات، منذ آخر أفلامه "بوبوس" في عام 2009 أمام عادل إمام. ولم يقطع هذا الغياب سوى ظهوره كضيف شرف في فيلم "اطلعولي بره" عام 2018.
7 أيام تصوير
في حديث لـ"الشرق"، أكد الفنان أشرف عبد الباقي أنه قام بالعمل على هذه التجربة قبل تطبيق الإجراءات الاحترازية في مصر وفرض الحظر بسبب فيروس "كورونا"، مؤكداً أن ما دفعه لتقديمها هو حبه للكاتب محمود سالم، ورؤيته أن مجموعة "المغامرون الخمسة" تستحق أن تقدم في أفلام عدة، وهو الأمر الذي حمّسه لإنتاجها.
وقال عبد الباقي: "بدأ هذا المشروع باختيار الأطفال المشاركين، ثم عملت بروفات لهم استمرت قرابة شهر، وبعدها قمنا تصوير المشروع خلال 7 أيام فقط، ليصبح جاهزاً بالفعل. عندما وجدت أن دور العرض السينمائي لن تفتح أبوابها للجمهور قريباً، أعلنت عن طرح المشروع عبر قناتي على يوتيوب، ولكن المفاجأة التي شهدتها الساعات الأخيرة كانت حصول منصة (شاهد) على حقوق عرض الفيلم، ولم تحدد توقيت عرضه، علماً أن المسؤولين في (شاهد) أصبحوا أصحاب الحق في تحديد موعد طرحه للجمهور، وبالتالي لم أقم بعرضه على قناتي الخاصة في موسم العيد كما كان مقرراً له لأن المفاوضات مع إدارة (شاهد) تمت بنجاح".
وعن دوره في "لغز الكوخ المحترق"، قال أشرف عبد الباقي: "أجسد شخصية المفتش سامي، والجمهور سوف يشاهد مجموعة من الأطفال المتميزين في هذا العمل الذي أتمنى أن يحقق نجاحاً كبيراً علي غرار مشروع (مسرح مصر)". وأضاف: "أعتبر أن هذا المشروع مهم للغاية، فلا أحد يعرف توقيت عودة الحياة الفنية إلى طبيعتها بالضبط، وهذا العمل شكل جديد قد ينتشر بسبب الأوضاع التي نعيشها في زمن كورونا".
"المغامرون الخمسة"
"المغامرون الخمسة" عنوان مجموعة قصص بوليسية للأطفال، للكاتب محمود سالم، بدأ إصدارها في عام 1973 واستمرت فترة طويلة بعدما حققت نجاحاً كبيراً ووصل توزيع بعض أجزائها إلى 100 ألف نسخة. كل قصة من المجموعة كانت تحمل عنوان اللغز الذي يسعى المغامرون الخمسة للوصول إلى حله، وغالباً ما ما كان هذا اللغز مرتبطاً بجريمة ما، يحاول أبطال القصة كشف مرتكبها.
ومن أشهر القصص التي صدرت ضمن هذه المجموعة "لغز الكوخ المحترق"، المأخوذ عنه الفيلم، و"لغز الرجل الأزرق"، و"لغز غابة الشيطان"، و"لغز الموسيقار الصغير"، و"لغز وادي الذئاب"، و"لغز المدينة العائمة".
وكانت طبيعة هذه القصص وتفاصيلها وأحداثها تتشابه بشكل ما مع مجموعة قصص إنجليزية صدرت في الفترة ذاتها بعنوان: "كاشفو الأسرار الخمسة". و"المغامرون الخمسة" في سلسلة القصص المصرية، هم خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين 9 أعوام و14عاماً، وهم "تختخ" و"لوزة" و"عاطف" و"نوسة" و"محب"، ومعهم كلب يصاحبهم في كل المغامرات اسمه "زنجر"، وهناك شخصيات أخرى كانت تتواجد في أغلب المغامرات مع المغامرين الخمسة، أهمهم مفتش البوليس "سامي" والشاويش "علي".
"الكوخ المحترق"
تدور أحداث قصة لغز "الكوخ المحترق"، المأخوذ عنها الفيلم، حول اندلاع حريق في كشك أو كوخ صغير داخل حديقة أحد المنازل قرب منزل المغامرين الخمسة، ولا يصل هذا الحريق إلى المنزل الذي يوجد الكوخ داخل حديقته، ولم يكن صاحب هذا المنزل موجوداً أثناء الحريق. وفور عودته يصاب بصدمة حين يشاهد احتراق الكوخ، ويكشف أمام المغامرين الخمسة أنه كان يضع في هذا الكوخ مخطوطات أثرية وكتباً هامة لا تقدر بثمن؛ لتبدأ مغامرة الأطفال الخمسة لمعرفة من حرق الكوخ،وهل تم حرق ما كان بداخله أم سرقت هذه المخطوطات والكتب قبل الحريق؟.
كتب سيناريو وحوار الفيلم جوزيف فوزي وأخرجه سيف يوسف، وتعد هذه المرة الأولى التي تقدم فيها إحدى قصص ألغاز "المغامرون الخمسة" في فيلم سينمائي.