
عودة جديدة إلى المسرح بعد تخفيف الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، يؤكد من خلالها الفنان أشرف عبدالباقي خصوصية العلاقة التي تجمعه بـ"أبو الفنون"، الذي يعتبر البعض أن زمانه انتهى في ظل التطور المذهل للوسائط التقنية في مجالات الترفيه الأخرى.
عن تجربته الجديدة "صباحية مباركة" تحدث أشرف عبدالباقي لـ"الشرق" مؤكداً رضاه التام عن نتائجها.
ويعترف عبد الباقي بأن لا شيء يسعده كممثل بقدر سعادته بلحظة رفع ستار المسرح عن عمل جديد، لافتاً إلى أن "التمثيل على الخشبة لا يقارن بأي وسيط فني آخر".
وفي سياق كلامه عن جديده المسرحي، يقول: "تنتمي مسرحية صباحية مباركة إلى نوعية كوميديا الموقف، وتجمعني بعدد من النجوم الشبان الذين بدؤوا معي في مسرح مصر مثل محمد أسامة (أوس أوس)، وعلي ربيع، وحسام داغر، ومعهم سليمان عيد، وعنوان المسرحية مأخوذ من لفظ التهنئة المعتاد في مصر للعرسان الجدد". ويشير إلى أن "المسرحية تدور حول عريس جديد سيئ الحظ، تواجهه مواقف صعبة".
ظروف صعبة
لا يخفي أشرف عبدالباقي صعوبة العمل المسرحي في ظل إجراءات كورونا التي تفرض عليه الاكتفاء بـ25% فقط من الطاقة الاستيعابية للحضور، وما يترتب على ذلك من تأثيرات سلبية على الإيرادت، إلا أنه يؤكد أن حماسته وحماسة فريق العمل جعلتا الخطوة ممكنة.
ويقول إن "الجمهور الذي حرص على الخروج في ظل هذه الظروف، وتشجع لحضور العمل، منحني وفريق العمل ردة فعل كافية. يكفي أن يوقفني رب أسرة صغيرة عقب العرض ليخبرني بأن العمل رسم البسمة على وجهه وأسرته، وأخرجها من أجواء العزل والكآبة".
ويكشف أشرف أن فريق العمل يطور النص من خلال التفاعل اليومي مع الجمهور، فيضيف ويحذف وينقح، لافتاً إلى أن طبيعة المسرح تجعل الممثل أمام ردة فعل فورية ومن دون مؤثرات، بعكس جمهور التلفزيون مثلاً، إذ قد يتأثر المتفرج بعوامل خارجية كعدد الموجودين معه أثناء المشاهدة وطبيعتهم.
ويؤكد عبدالباقي أن العمل سيعرض بالتأكيد على الشاشة الصغيرة، ولكن ليس الآن "بل بعد أن أستمتع به على المسرح أولاً".
متعة وتحدٍّ
"صباحية مباركة" كما سابقتها "جريما في المعادي" من إخراج أشرف عبدالباقي إلى جانب البطولة، وهو ما يفسره الفنان بالإشارة إلى أن "الإخراج والتمثيل وجهان لعملة واحدة" وكلاهما جزء من طريقته في إسعاد الجمهور.
ويضيف: "أعتبر المسألة نوعاً من التحدي، وأعتبر نفسي رابحاً حين أرى الجمهور في الصالة والابتسامة على وجوههم".
عباءة مسرح مصر
يؤكد أشرف عبدالباقي أن عمله الجديد لا يشبه مجموعة العروض التي قدمها خلال "مسرح مصر"، التي كانت عبارة عن عرض مسرحي طويل، يحتوي على التشويق والإثارة، إلى جانب الكوميديا، ومحور الأحداث جريمة قتل تقع ليلة الصباحية وتتصاعد خلال رحلة البحث عن القاتل.
ويضيف: "كان اتفاقي منذ البداية مع علي ربيع وأوس أوس على تقديم عمل مختلف ينتمي إلى مسرح الزمن الجميل، وذلك بعد 7 سنوات من طريقة مسرح مصر".
ويرى أن هناك "كيمياء خاصة" تجمع بينه وبين الشباب الذين عمل معهم لسنوات في مسرح مصر، مؤكداً أن هذه "الكيمياء" تأتي أولاً من الثقة بالنفس، وروح العائلة التي تجمع أفراد الفريق.
أنا.. والسوشيال ميديا
رداً على سؤال عن حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، يكشف عبد الباقي أن جميع تلك الحسابات يديرها متخصصون بينما يكتفي هو "بالمتابعة من بعيد". ولا ينكر أن هذه المنصات باتت جزءاً من الواقع وذات تأثير كبير، لكنه يؤكد أنه لو انشغل بمتابعتها وإدارتها فلن يجد وقتاً ليعمل ويقدم فنه.
"المغامرون الخمسة"
وعلى الرغم من أن انشغال أشرف بالمسرح وفترة عمله في المملكة العربية السعودية أبعداه عن السينما، إلا أنه أنتج فيلماً بعنوان "المغامرون الخمسة" عن سلسلة روايات شهيرة بالاسم ذاته كانت تصدر في ثمانينات القرن الماضي، وكان ينوي عرضه على "يوتيوب" إلا أن منصة "شاهد" تعاقدت معه على عرضه، ولم تحدد موعداً لذلك حتى اللحظة.
ولا ينفي أشرف سعادته بعرض عمله عبر منصة عرض إلكترونية، معتبراً أن هذه المنصات باتت جزءاً أساسياً من المعادلة الفنية.
مسرح السعودية
يفتخر عبدالباقي بتجربته المسرحية في السعودية. ولا ينسى كيف رفعت إدارة حجوزات المسرح لافتة "كامل العدد" طوال فترة تقديمه لأعماله هناك، وكيف اجتذب العائلات "التي جاءت لتشاهد عملاً راقياً يناسب كل أفراد الأسرة"، بحسب قوله.
ويقول: "جيلي بأكمله حقق أكثر مما يتخيل، كلهم صنعوا نجومية في السينما والتلفزيون وما زالوا يتصدرون المشهد مع الأساتذة الكبار مثل عادل إمام وسمير غانم، وأنا شخصياً حققت أكثر مما أتخيل فنياً، وراضٍ بنسبة 100%".