
قال السيناريست والمنتج مدحت العدل إن مسرحية "أم كلثوم.. دايبين في صوت الست"، التي بدأ عرضها يوم الثالث من أكتوبر على أحد مسارح القاهرة، ليست مجرد عمل يستعرض السيرة الذاتية لكوكب الشرق أم كلثوم، بل هي "عمل فني شامل يقدم من خلاله رؤيته الخاصة لشخصية استثنائية على المستويين الإنساني والفني في العالم كله".
وأوضح العدل في حواره مع "الشرق" أن المسرحية تتناول رحلة أم كلثوم منذ طفولتها في قرية طماي الزهايرة، مروراً ببداياتها الأولى في الغناء، وصولاً إلى مرحلة نضجها الفني وقدرتها على أن تبهر العالم عندما غنّت في باريس، وقال: "المسرحية لا تسرد فقط حياة أم كلثوم، بل تتضمن رؤيتي لعالمها الإنساني والفني، وتضيء أهم المحطات التي صنعت شخصيتها، وعلاقاتها مع كبار الشعراء والملحنين الذين شكّلوا وجدانها الفني".
المسرحية من تأليف وأشعار وإنتاج مدحت العدل، وإخراج أحمد فؤاد، ووضع خالد الكمار وإيهاب عبدالواحد الموسيقى والتأليف الموسيقي، ويشارك في بطولتها مجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة.
تدور الأحداث حول رحلة حياة أم كلثوم الممتدة نحو خمسة وسبعين عاماً، وتستعرض علاقاتها الفنية والإنسانية مع أبرز الشعراء والملحنين الذين تعاونت معهم عبر مسيرتها.
ويتضمن العرض خمسة عشر عملاً غنائياً من أشهر أغنياتها، إلى جانب مجموعة من الأغنيات الجديدة التي تؤديها الشخصية التي تجسّد أم كلثوم، ضمن معالجة مسرحية حديثة تعتمد على إبهار بصري وتقنيات متطورة في الإضاءة والديكور وجميع التفاصيل الفنية.
وأكد العدل أن المسرحية لا تهدف إلى إعادة تقديم أغانيها فحسب، بل إلى نقل روحها الفنية "في صيغة حديثة تليق بجمهور اليوم"، لافتاً إلى أن كل عناصر العرض صُممت لتجعل الجمهور يعيش تجربة مبهرة تُحاكي أجواء حفلات أم كلثوم التاريخية.
شغف شخصي
وأضاف العدل أن ارتباطه الشخصي بأم كلثوم كان وراء حماسه الكبير لخوض التجربة:"أم كلثوم هي حياتي كلها. تعلمت الشعر على أغنياتها، وحبّيت واتحبيت على صوتها، كنت وما زلت مفتونًا بعالمها".
وأوضح أن هذا الارتباط العاطفي والفني هو ما دفعه لتأسيس شركته الإنتاجية الجديدة التي بدأت أولى تجاربها بهذه المسرحية، قائلًا: "أهم ما حمسني هو حبي الشديد لها وإيماني بأنها لا تزال الرقم واحد على الساحة الغنائية، رغم مرور خمسين عاماً على وفاتها".
وأشار إلى أن هذا ليس رأياً عاطفياً فقط، بل تدعمه الأرقام والإحصاءات الخاصة بتوزيع أغنياتها وحقوق الملكية الفكرية للشعراء والملحنين الذين عملوا معها، قائلًا: "من خلال رئاستي للجمعية المعنية بحقوق الملكية الفكرية، أرى بوضوح أن أغنيات أم كلثوم ما زالت تحقق أعلى نسب توزيع، متفوقة على أعمال كثير من المطربين والمطربات المعاصرين".
وأكد العدل أن خوض تجربة إنتاج مسرحية عن فنانة رحلت منذ نصف قرن كان "تحدياً كبيراً" بالنسبة له، موضحًا: "كنت أسعى لتقديم عرض يجذب الجيل الجديد والشباب الصغير لمشاهدة قصة عن فنانة كلاسيكية، وهذا تطلّب مجهوداً مضاعفًا لتقديم شو مبهر بصرياً وفنياً يواكب لغة العصر".
وأضاف أن العمل مرّ بمرحلة تحضير طويلة بدأت من اختيار فريق العمل وحتى الانتهاء من البروفات، قائلاً: "بروفات المسرحية استمرت أكثر من أربعة شهور يومياً دون انقطاع، من أجل الوصول إلى الصورة النهائية التي نطمح إليها".
وجوه جديدة
وكشف العدل عن أسباب اختياره لوجوه جديدة لتجسيد شخصية أم كلثوم وبطولة المسرحية قائلاً: "كنت لا أريد أن ترتبط صورة أم كلثوم في ذهن الجمهور بنجمة معروفة، لأن المقارنة ستكون ظالمة، أي ممثلة مشهورة ستحمل معها تاريخاً فنياً يجعل الجمهور يقارن بين أعمالها السابقة ودورها في المسرحية".
وأوضح أن ما كان يبحث عنه هو الصوت قبل الشكل: "لم أبحث عن التباين الشكلي بقدر ما كنت أبحث عن أصوات عظيمة قادرة على تجسيد روح أم كلثوم، وقد وُفقت في اختيار وجوه جديدة تملك أصواتاً مبهرة، تؤكد أن مصر ما زالت ولادة بالمواهب".
جولة محلية وعالمية
وكشف العدل أن خطة عرض المسرحية تتضمن جولة واسعة في محافظات مصر كافة بعد انتهاء عروض القاهرة، تليها جولة عربية تشمل عدداً من العواصم، ثم عرضان في باريس ولندن، مضيفاً: "أتمنى أن تقوم المسرحية بجولة مماثلة لجولة أم كلثوم الغنائية التاريخية عام 1967، حين جابت أهم عواصم العالم".
واختتم العدل حديثه بالتأكيد على أن فريق العمل حرص على تسديد كل الحقوق الخاصة باستخدام أغنيات أم كلثوم وصوتها في العرض، التزاماً بالقوانين المنظمة لحقوق الملكية الفكرية. وقال: "تم سداد كل الحقوق الخاصة بالأغنيات والصوت، لأننا نريد أن نقدم العمل باحترام كامل لتراثها ولحقوق كل من شارك في صنعه".