"دفاتر مايا" يستعيد الحرب اللبنانية بـ"البحر الأحمر" السينمائي

time reading iconدقائق القراءة - 5
مشهد من الفيلم اللبناني "دفاتر مايا" -  المكتب الإعلامي للشركة المنتجة
مشهد من الفيلم اللبناني "دفاتر مايا" - المكتب الإعلامي للشركة المنتجة
جدة-سلطان معافا

يُشارك فيلم "دفاتر مايا" في الدورة الافتتاحية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، المُقام في مدينة جدة حتى يوم 15 ديسمبر الجاري، وذلك من خلال قسم "روائع عربية"، وهو إنتاج لبناني كندي فرنسي.

وعُرض فيلم "دفاتر ياما" لأول مرة في إفريقيا خلال فعاليات الدورة الـ43 لمهرجان القاهرة السينمائي، حيث شارك ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، وحصل على "جائزة سعد الدين وهبة لأحسن فيلم".

ويستند الفيلم وهو للمخرجة جوانا حاجي توما وزوجها خليل جريج، إلى قصة حقيقية عن اكتشاف مجموعة رسائل وأشرطة كاسيت كانت "حاجي" أرسلتها إلى صديقتها خلال سنوات المراهقة في ثمانينيات القرن الماضي إبان الحرب اللبنانية.

وتبدأ أحداث "دفاتر مايا" مع دخول أليكس عالم والدتها مايا، وهي أم عزباء تعيش في مونتريال، ففي ليلة عيد الميلاد تتلقى الأم وابنتها شحنة غير متوقعة عبارة عن دفاتر وأشرطة وصور أرسلتها مايا إلى صديقتها المقربة من بيروت في الثمانينيات. ترفض مايا فتح الصندوق، لكن أليكس تبدأ سراً في الغوص فيه.

كواليس صناعة الفيلم 

وروت المخرجة جوانا حاجي توما، تفاصيل رحلتها مع فيلم "دفاتر مايا"، مؤكدة لـ"الشرق"، أن "العمل مبني على دفاتر حقيقة كتبتها بين سنة 1982 إلى 1988 لصديقتي التي ذهبت إلى فرنسا أيام الحرب الأهلية اللبنانية، ووعدنا أنفسنا أن نكتب لبعضنا بشكلٍ يومي، وكنا نكتب نحو 50 صفحة يومياً". 

وتابعت جوانا: "كنا نُرسل لبعض هذه الرسائل والدفاتر وأشرطة الكاسيت، وبعد فترة افترقنا، إلى أنّ التقينا بعد 25 سنة، وكنا نحتفظ بكل الأرشيف، وفجأة حلت علي فكرة تحويل هذه القصة لفيلم سينمائي، يحكي عن اليوم وكيف نربط الماضي بالحاضر، وتطلع عليه الأجيال الجديدة".

وترى أن "هذه الرسائل لا تعني أن الماضي أفضل، لكن أحببت أن تقدم شخصية الفيلم عندما تبدأ بقراءة دفاتر أمها على تصورها بطريقتها، باستخدام الأشياء الجديدة، مثل الهاتف، حتى تعيش حياة أمها بين الخيال والواقع". 

وأعربت المخرجة، عن سعادتها البالغة بردود فعل جمهور مهرجان البحر السينمائي على فيلم "دفاتر مايا"، لاسيما وأنها كانت لديها حالة تخوف شديدة من مدى تفاعل الحضور وعدم تقبلهم له.

تشابه الأحداث

ويشهد فيلم "دفاتر مايا"، تعاوناً فنياً ما بين الزوجين خليل جريج والمخرجة جوانا حاجي توما، إذ جمع كل منهما أرشيفه المكون من أشرطة وصور وغيرها، على مدار سنوات شبابهما، بشأن تقديمها في مشروعهما السينمائي الجديد.

وأكد خليل أنه جمع أرشيفه المصور الذي يضم نحو 50 ألف صورة، فقد كان يلتقط صوراً عدة للبنان خلال مرحلة التغيير.

وقال خليل جريج، لـ"الشرق"، إنه جرى تصوير الفيلم عام 2019، قبل انهيار لبنان الاقتصادي وكذلك انفجار مرفأ بيروت، بينما انتهت مرحلة المونتاج بعدها بعامٍ تقريباً، قائلاً: "لم نُغير الفيلم، لكن المحزن والمؤلم هو كيف أن بعض الجمل مأخوذة من دفاتري وكتبتها في الثمانينيات، تنطبق اليوم على واقعنا".

وكشف عن شعوره لحظة انفجار مرفأ لبنان، قائلاً: "نسكن في منطقة قريبة من المرفأ، على بعد نحو 500 متر، لكن شركة الإنتاج والإستديو في نفس المبنى، وكنا سعداء بالحالة التي كنا عليا قبل الانفجار، لكن الأهم أن زوجتي كانت موجودة هناك، حيث تعمل في محل قهوة أسفل المكتب، واستطعت أن أخذ أولادي وقتها للابتعاد عن البيت".

وشدد على أهمية التشبث بالأمل رغم أي صعوبات، وهو ما تشير له نهاية الفيلم وكذلك أغنية "دفاتر مايا"، التي تقول كلماتها: "سيعود الضوء ونحن نريد هذا الضوء في هذه الفترة".

عمل مشترك

وكشف المخرج خليل جريج، حقيقة وجود خلافات أو مشاكل مع زوجته المخرجة جوانا حاجي توما، خلال تعاونها في تنفيذ الفيلم، مؤكداً أن هذا الكلام عارٍ تماماً عن الصحة.

وقال: "نحن نعمل مع بعضنا ولا نُفرق بين اهتماماتنا، وكلنا كبار ولا توجد مشكلة"، موضحاً أن "السينما تحديداً عمل مشترك، الجميع يعمل لأجل هدف واحد، فليس بالضرورة أن يكون المخرج يعرف ماذا يعمل، بل إنه يكتشف من خلال عمله، والواقع يغيره".

وأضاف مخرج فيلم "دفاتر ياما"، أنه "عندما نعمل مع الممثلين، لا نعطيهم السيناريو، ليس لأنه لا توجد ثقة أو لن يعرفوا أداءه، بالعكس وإنما لأننا ننتظر الواقع يمنحنا هدايا، ويفاجئنا ويعطينا أشياء نصدقها أكثر".

مساحة كافية 

وأعرب المخرج خليل جريج، عن سعادته البالغة لمشاركة فيلمه "دفاتر ياما" في الدورة الافتتاحية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، معرباً عن آماله بأن يستمر هذا المحفل الفني لسنوات طويلة.

وقال إن "هذا المهرجان لا يجب أن يكون لمرة واحدة، إذ يلزمه وقت حتى تظهر نتائجه، ولا بد أن نعطي المهرجان مساحة كافية حتى يخلق صدفاً كثيرة".

اقرأ أيضاً: