حلقات "لم الشمل" تجمع الأصدقاء وهاري بوتر.. ومطلب بإنتاجها عربياً

time reading iconدقائق القراءة - 7
لوحة إعلانية تروج لنهاية مسلسل "الأصدقاء" في مكتب شبكة تلفزيون إن بي سي في بوربانك، كاليفورنيا، الولايات المتحدة - 3 مايو 2004 - X02146
لوحة إعلانية تروج لنهاية مسلسل "الأصدقاء" في مكتب شبكة تلفزيون إن بي سي في بوربانك، كاليفورنيا، الولايات المتحدة - 3 مايو 2004 - X02146
القاهرة-آلاء عثمان

في مايو الماضي، عاد طاقم عمل المسلسل الأميركي الكوميدي الشهير Friends للشاشة مرة أخرى، خلال حلقة برامجية خاصة عرضتها منصة HBO Max، للاحتفاء بالسلسلة الشعبية التي ودع أبطالها جمهورهم قبل حوالي 17 عاماً. 

وحققت جلسة الذكريات نجاحاً جماهيراً ملحوظاً، حتى أنها دشنت طقساً جديداً من حلقات "لم الشمل"، يجتمع خلالها نجوم الأعمال لاستعادة اللحظات المميزة أثناء الكواليس، كسلسلة أفلام هاري بوتر التي عاد أبطالها للشاشة عبر حلقة بعنوان "العودة لهوجورتس"، بمناسبة مرور 20 عاماً على انطلاق السلسلة.

الأصدقاء

وخلال الحلقة البرامجية الخاصة بمسلسل Friends التي طُرحت للعرض في 27 مايو الماضي، عاد الممثلون وضيوف الحلقات إلى الاستوديو الأثير، وزاروا مواقع التصوير التي أمضوا داخلها ساعات مطولة لتصوير مواسم مسلسل "السيت كوم" الأميركي الـ10، كما عقدوا جلسة قراءة لبعض من المشاهد المُفضّلة لدى فريق العمل والجمهور على حد سواء، واستعادوا كواليس التصوير وأثرها على علاقاتهم الشخصية وحياتهم المهنية اللاحقة.

وبالرغم من أن حيوية الشباب قد ودعت وجوه أغلب هؤلاء الأبطال، أقبل الجمهور بشغف على الحلقة التي بلغ زمنها ساعة و44 دقيقة، ففي الولايات المُتحدة قدرت إحدى جهات التحليل المستقلة نسبة المشتركين في منصات المشاهدة الذين تابعوا الحلقة يوم بثها، بحوالي 29%، وذلك وفقاً لتقرير نشرته مجلة فارايتي.

أما في المملكة المُتحدة، حيث استضافت شبكة Sky one العرض، فاق عدد المشاهدين 5 ملايين مشاهد.

هاري بوتر

وبعد النجاح الجماهيري الكبير، أُعلن في نوفمبر الماضي، عن صفقة أخرى تستهدف عودة نجوم سلسلة أفلام هاري بوتر في حلقة برامجية خاصة، بمُناسبة مرور 20 عام على انطلاق الأفلام من بين صفحات سلسلة الكتب الشهيرة إلى الشاشة الكبيرة، عبر إنتاج أول أفلام المجموعة "هاري بوتر وحجر الفيلسوف" عام 2001.

مرة أخرى، يعود أبطال السلسلة الشهيرة لمدرسة السحر، وعلى طريقة "لم الشمل" في Friends يظهر النجوم داخل مدرسة هوجورتس، أو بالتحديد استوديوهات شركة Warner Brothers في مدينة هارتفوردشير البريطانية، والجزء المخصص للجولات الترفيهية في عالم هاري بوتر السحري، حيث تظهر ديكورات مدرسة السحر ورصيف القطار الشهير، كما يوضح موقع Mail online.

وفيما بُثت الحلقة في أول أيام العام الجديد، لم تأت كل ردود الفعل إيجابية تماماً، في ضوء غياب وجه مميز عن الحلقة المعروضة على منصة HBO max، وهو وجه مؤلفة السلسلة الكاتبة جي كي رولينج التي ظهرت في مقطع أرشيفي قصير، ما أثار التساؤلات بشأن الأسباب الكامنة وراء عدم ظهورها، الأمر الذي لم تفسره الكاتبة بنفسها أو جهة الإنتاج، وفقاً لتقرير هيئة الإذاعة البريطانية.

لم الشمل

وترى الناقدة المصرية ماجدة خير الله، أن الهدف من إنتاج مثل تلك البرامج لا يقتصر على الاستثمار المادي فقط، بل يرتبط كذلك بالأثر الوجداني الذي تتركه في نفوس المشاهدين، الذين عايشوا بث الأعمال الأصلية وكونوا ذكريات في معيتها.

وتطرح الناقدة مثالاً على ذلك بالقول: "بالنظر إلى سلسلة هاري بوتر، هناك عدداً من الأجيال الذين ارتبطوا بها منذ البداية، عبر قراءة الروايات أو مشاهدة الأفلام، ومن ثم يحتفظون بذكريات تربطهم بالعمل".

وتلفت خير الله إلى أن وجود الأبطال معاً لأول مرة منذ سنوات يحمل رسالة مهمة للجمهور، وتُضيف: "بعض هؤلاء النجوم استمر وحقق نجاحات كبيرة، بينما انسحب البعض الآخر عن الساحة، لذا تحمل الحلقة رسالة أن وجود الفنانين في نفس العمل لا يعني أن يجمعهم المصير ذاته، إذ تختلف كل حالة حسب جهد الفنان وموهبته".

وعلى الرغم من ذلك، تؤكد الناقدة الفنية أن عمر الحلقات الاحتفالية تلك لن يطول، إذ سرعان ما سوف يهملها الجمهور بعد أشهر من الاحتفاء، بينما يظل العمل الأصلي محل اهتمام دائم، وقالت: "أسباب نجاح تلك الأعمال لا تزال قائمة، ففي حالة فريندز، ما يزال الجمهور يعود لمشاهدة المسلسل بين الحين والآخر، كما أن الأجيال الجديدة تشاهده كذلك للمرة الأولى، بيد أن تلك الحلقات الاحتفالية ستذهب لاحقاً إلى طي النسيان".

وجبة عربية

ويعتقد الناقد الفني المصري طارق الشناوي، أن ذلك النمط من الحلقات البرامجية قد يلقى نجاحاً كبيراً لدى الجمهور العربي الذي يميل بطبعه للحنين إلى الماضي.

ويوضح: "الجمهور العربي والشرقي شغوف بالماضي، ويشعر بالحنين تجاهه، لذا ستحظى مثل تلك الحلقات بنجاح كبير، ما إذا ظهرت في السياق العربي".

ويطرح الشناوي مجموعة أعمال كان ليود أن تُطرح حلقات خاصة للاحتفاء بها من المكتبة العربية، مثل "ليالي الحلمية والرايا البيضاء وهو وهي" وغيرها، ولكن تنفيذ تلك المقترحات قد يكون مستحيلاً، لأن "أغلب صناع تلك الأعمال توفاهم الله، إلّا أن التفاصيل الكامنة في الكواليس كانت لتُصبح مثيرة للاهتمام، فقد سمعنا أن الاقتراحات الأولى لفريق عمل ليالي الحلمية تضمنت أسماء أخرى كسعيد صالح ومحمود ياسين".

وفي المقابل، تعتقد الناقدة ماجدة خير الله أن المشهد الفني لا يلائم مثل تلك المشروعات، قائلة: "بعض الأبطال تقدّم بهم العمر حتى أن ظهورهم في مثل تلك اللقاءات صعب، كما أن شركات الإنتاج التي قدمت تلك الأعمال تبددت كشركة قطاع الإنتاج، وبالتالي لن يخاطر أي منتج لتقديم مثل ذلك العمل ودفع مبلغ مالي طائل".

كواليس

إلّا أن هناك حالة لن تعتبر "مخاطرة مادية" تماماً من وجهة نظر طارق الشناوي، وهو أن تركز الحلقات على لقطات من الكواليس الحقيقية لإنتاج الاعمال الكلاسيكية، موضحاً "عرض الكواليس لن يُعتبر مُخاطرة، بل مادة مضمونة المكسب، إلّا أنني متيقن من عدم تصوير بروفات مثل تلك الأعمال وجلسات العمل والقراءة".

ويعتبر الشناوي إطلاق الحلقات الاحتفالية تذكرة ملائمة لصناع الأعمال العرب كي يحتفظوا بكواليس أعمالهم، ويوثقونها كما يجب حتى ما إذا لم تكن هناك نية لعرضها مُباشرة، إذ أن تلك المواد تُصبح وثائق في المستقبل.

تصنيفات