مخاوف من فصل إرث "الأخوين رحباني" بعد أرشفة أعمال "منصور"

time reading iconدقائق القراءة - 5
طابع بريدي يحمل صورة الأخوين عاصي ومنصور الرحباني - twitter/OussamaRahbani
طابع بريدي يحمل صورة الأخوين عاصي ومنصور الرحباني - twitter/OussamaRahbani
بيروت-رنا نجار

أثار أبناء الفنان اللبناني الراحل منصور الرحباني، جدلاً واسعاً خلال الأيام القليلة الماضية، بعد إطلاق أول أرشيف مصور ومرمم لتاريخ والدهم الفني، إذ يعتقد بعض النقاد أنّ تلك الخطوة بمنزلة فصل الإرث الفني والثقافي للأخوين "منصور" و"عاصي".

كانت أسرة الفنان منصور الرحباني، أحيت ذكرى وفاته الـ13، من خلال أرشفة أعماله وإطلاقها عبر قناة رسمية على موقع "يوتيوب" لتضم أبرز المسرحيات والأعمال الغنائية، مرفقة بمجموعة من اللقاءات التلفزيونية المهمة في مسيرته.

ويأتي إطلاق القناة وسط خلافات حادة داخل الأسرة منذ أكثر من 10 سنوات على إرث "الرحابنة"، ووصل ذروته في نهايات 2020، حين تمنّت ريما عاصي (ابنة فيروز)، الموت لابن عمّها أسامة منصور، ووصفته وإخوته بألفاظ نابية، واتهمتهم بأنهم يخطّطون "بدعم ممن أسميهم دواعش الفن والثقافة.. كي يحقّقوا الخطة الصهيونية لهدم مملكة فيروز والأخوين رحباني".

سحاب: خطأ

قال الناقد والباحث الموسيقي إلياس سحاب، لـ"الشرق"، إنه "على الرغم من أهمية تجربة منصور الرحباني المنفردة كشاعر وموسيقي ومسرحي لامع بعد وفاة عاصي، إلا أنّ الأعمال ذات القيمة التاريخية الفريدة هي التي أبدعها الأخوان عاصي ومنصور معاً، خصوصاً أن فيروز كانت عنصراً أساسياً في هذه الأعمال قبل عام 1979".

وأضاف أنه "لا يجوز فصل تراث الأخوين عن بعضهما، الأمر الذي يضرب التوأمة الثقافية"، مُعرباً عن مخاوفه من "الوقوع في الخطأ عندما يتم هذا الفصل، وإنّ كانت هناك نيّة طيبة".

زيباوي: لم يرتكبوا خطأ 

الناقد محمود زيباوي، أبدى إعجابه الشديد بأرشفة أعمال منصور الرحباني، ويرى أنّ "ورثة منصور لم يرتكبوا أي خطأ أو عمل غير أخلاقي في أرشفة مرحلة ما بعد انفصال والدهم عن عاصي"، موضحاً أن التجربة الرحبانية مرّت بمراحل عدة، بداية من الأسطوانات، مروراً بالإذاعات وحتى مرحلة انفصال الأخوين، ثم مرحلة الأعمال التي كتبها منصور وحده أو مع أسامة".

وأوضح لـ"الشرق"، أن "قناة منصور الرحباني على (يوتيوب) تضم أعمالاً أنتجها الأب وأولاده في أغلبية الأحيان، لذلك مساحة التعامل معها سواء لترميمها أو إعادة الميكساج لها أو نشرها تكون أسهل من أرشيف الأخوين الضخم والمتنوع".

وأشار زيباوي إلى أن مسرحيات الأخوين، قبل الثمانينيات لم تُصور تلفزيونياً، باستثناء مسرحية "بترا" عام 1977، لافتاً إلى أن "ورثة الأخوين لا يملكون حق بث الأعمال والأغاني وحدهم، فهناك إذاعات وأشخاص ومؤسسات، إذ إن الأمر صعب جداً ومعقد".

الرحباني: القناة للإنتاج المنفرد

من جانبه، رفض المؤلف الموسيقي أسامة الرحباني، نجل منصور، الاتهامات التي وُجهت للأسرة، وسعيها لفصل إرث والده عن عمه، قائلاً لـ"الشرق"، إنّ "الأسرة عملت بشكل مضنٍ لجمع أرشيف الوالد وترميمه ورقمنته".

وأضاف: "لا أحد يمكنه الفصل بين تراث الأخوين، كما يزعم البعض، لكن هذه القناة تُركز على الأعمال التي صُدرت في الفترة من 1986 وحتى 2009، وهي المرحلة التي عمل فيها منصور وحده بطريقة مختلفة تعكس المرحلة الزمنية التي صدرت فيها الأعمال". 

وأوضح أسامة أن "هذه الأعمال التي نعرضها، نملك حقوق نشرها والتصرف بها ونحن مسؤولون عن إنتاجاتنا، ونحن كورثة ومنتجين وأنا كشريك في بعض الأعمال مع أبي، يمكننا التحكم في إرث منصور لذلك بدأنا من هنا".

حماية التراث الفني 

وكشف أسامة الرحباني، عن رغبة الأسرة في الحفاظ على إرث والدهم وحمايته من الاندثار، وإتاحته للجمهور مجاناً عبر الإنترنت، بطريقة منظّمة ونوعية جيّدة وحديثة.

وتابع: "عملنا بجهد وحرفية لتكون جميع مسرحيات منصور الغنائية موجودة بكامل التفاصيل، إضافة إلى أغاني المسرحيات بشكل منفرد والتي سنتوسّع فيها في ما بعد، والمقطوعات الموسيقية والأغاني خارج إطار المسرح، عدا المسرحيات الصوتية والقداس الماروني". 

وأوضح أسامة أن قناة والده على "يوتيوب"، تضم قسماً بعنوان "منصور يقرأ" مختارات من القصائد لـ31 شاعراً نفّذها بين 1987 و1988.

وأشار إلى أن العمل ما زال جارياً على إضافة كثير من المواد المصورة والإذاعية لمقابلات أجراها منصور الرحباني، وصور وفيديوهات في كواليس المسرح وجلسات التسجيل والتلحين، إضافة إلى مقتطفات من أحاديثه حول قضايا سياسية وإنسانية واجتماعية وفنية.

أرشيف مشتت وضائع

أسامة الرحباني، لفت إلى أن "أرشفة إبداعات وإرث الأخوين هو حلمنا جميعاً، ونطمح في أرشفتها لكن هذا مشروع ضخم جداً وتدخل بيننا كورثة نحن وأولاد عمي، مؤسسات وإذاعات مُنتجة تملك وحدها حقوق البث، لذلك علينا التفاوض معها".

وأكد أن "أغلبية أرشيف الرحبانية من الفترة 1957 حتى 1986 مشتّت بين دول مختلفة، من الأردن، ومصر، ولبنان، وفلسطين، وبريطانيا، وفرنسا وغيرها، وهناك إنتاجات قديمة جداً ضائعة، وإنتاجات تملكها إذاعات لم تعد موجودة، وأخرى تملكها شركات إنتاج ومسارح حول العالم".

وأضاف أسامة أن هذا مشروع يحتاج إلى استراتيجية وتفكير وتمويل، فليس كل ما ألّفه الأخوان يمكننا نشره واستخدامه، وليس كل ما هو منشور على الإنترنت قانوني.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات