حرية التعبير في ميزان انتخابات نقابة الممثلين بلبنان

time reading iconدقائق القراءة - 7
نقابة الممثلين في لبنان
نقابة الممثلين في لبنان
بيروت- رنا نجار

تنطلق الأحد، انتخابات نقابة الممثلين في لبنان حيث سيُجرى اختيار مجلس جديد لمدة 4 سنوات، وتتنافس هذا العام لائحتين، تتألف كل منها من 11 عضواً، وهما "لائحة العمل النقابي" و"لنقابة عصرية" مع وعود بضمان حرية التعبير وتوفير مزيد من الموارد للنقابة.

وتأتي لائحة "العمل النقابي" بقيادة النقيب الحالي الممثل نعمة بدوي، وتضم كل من غسان صليبا، وهيام أبو شديد، وجيسكار لحود، وسعد حمدان، وأسامة شعبان، وآن ماري سلامة، وكميل متّى، ومحمود ماجد، وجمال حمدان وكلوفيس عطالله. 

أما الثانية "لنقابة عصرية" فتضم ممثلين شباب وناشطين سياسيين، وهم بديع أبو شقرا، وأنجو ريحان، وعبدو شاهين، وطلال الجردي، ومحمد عقيل، وكريستال خضر، وفيصل الأسطواني، وبولين حداد، ورانية مروّة، وسليم علاء الدين، وضياء منصور وكميل يوسف.

وخاض بعض أعضاء لائحة "لنقابة عصرية"، عدداً من المعارك والحملات السياسة، خلال الأعوام الماضية، منهم: بديع أبو شقرا، وعبدو شاهين، وأنجو ريحان، وكريستال خضر وغيرهم، وذلك ضد الرقابة بكل أشكالها، ونقابة الفنانين والممثلين عندما صدر ما أسموه بـ"بيان العار" في أبريل الماضي، لكون مجالس النقابات الفنية مجتمعة، طالبت في بيان رسمي "عدم التعرض والتجريح في الأحزاب والتيارات والحركات والمذاهب ورموزها".

"تنشيط موارد النقابة"

وكشف النقيب الحالي الممثل نعمة بدوي، عن برنامجه حال الفوز بدورة انتخابية جديدة، موضحاً لـ"الشرق"، أنه سيُنشئ مجلساً مصغّراً للتواصل مع الفنانين والممثلين والمنتجين اللبنانيين في الخارج؛ لخلق فرص عمل للممثلين المحليين والتنسيق على ورش تدريبية والمشاركة في مهرجانات دولية. 

وأوضح أنه سيُخطط لافتتاح مستوصف بالقرب من النقابة في بيروت، مخصص للممثلين، بالإضافة إلى بناء منزل لراحة الممثل، في منطقة جبل لبنان، ليكون ملتقى لهم ويوفر الرعاية النفسية والطبية والاجتماعية.

وأشار  إلى قانون تنظيم المهن الفنية، والذي لم يُوقع من مجلس الوزراء على مدار الـ5 أعوام الماضية، مؤكداً أنه سيحاول جاهداً للحصول على هذا التوقيع، بالتنسيق مع المستشار القانوني للنقابة ووزير الثقافة الحالي القاضي محمد مرتضى. 

وأرجع نعمة بدوي، أسباب عدم التوقيع على القانون طوال هذه السنوات، إلى "البيروقراطية الإدارية وعدم الاستقرار السياسي، والتعامل مع الفنانين بمزاجية، بجانب تقصير  مجالس نقابة الممثلين السابقين في متابعة الأمور إلى آخرها والنهوض بها".

وأكد أن هذا القانون، سيُلزم الجهات الإنتاجية، بأنّ يكون 90٪ من المُمثلين المُشاركين في أي عمل فني، مُنتسبين للنقابة، وكذلك إلزام الفنان غير اللبناني الجنسية، بالحصول على تصريح رسمي بموافقة ممارسة المهنة من النقابة، وغيرها من البنود التي تُنشط الموارد المالية. 

واستعرض النقيب الحالي الجهود التي بذلها على مدار الـ4 سنوات الماضية، أبرزها "تحديث ورقمنة لائحة المنتسبين حيث استبعدنا حولى 200 شخصاً لا يمارسون مهنة التمثيل، كما استبعدنا في يناير الماضي أيضاً 100 منتسب، ليصبح عدد المنتسبين من الممثلين المزاولين للمهنة حوالى 700 ممثل". 

وتابع أنه فعّل صندوق التعاضد الموجود منذ عام 2012، والذي يشمل التأمين الصحي والمعاش التقاعدي والمنح التعليمية، لافتاً إلى شكواه من عدم التزام الجهات التي تموّل الصندوق مثل المهرجانات وشركات الإنتاج وأي مؤسسة تستقدم فناناً أجنبياً حيث يتوجب عليها تسديد 10٪ من أجره للصندوق. 

منافسة شريفة 

 وفي المقابل، ترى الممثلة والكاتبة المسرحية كريستال خضر، أنّ "هذه هي المرة الأولى منذ سنوات طوال التي تشهد فيها النقابة معركة حقيقية وديمقراطية بين لائحتين كاملتين بدلاً من الترشح الفردي، دون أي برنامج انتخابي كما كان يحصل في السابق"، قائلة: "أشعر بجو صحّي وحماسي يتمتع بنظم وتقاليد ديمقراطية ومنافسة شريفة". 

 وقالت كريستال، لـ"الشرق"، إن "هذه الأجواء التنافسية، نتاج ما شهده لبنان مؤخراً من انتفاضات شعبية وثورة، كان الممثلين جزءاً منه، ورأوا أنفسهم بحاجة إلى خطة وآلية عمل وبرنامج عصري يحاكي التغيرات الحديثة والتكنولوجية والاقتصادية لمهنة التمثيل".

وفسرت اختيار عناصر شبابية في لائحة "لنقابة عصرية"، قائلة: "نحن ننظر إلى الجيل الجديد من الممثلين ومن سيأتي بعدهم، ونفكر في همومهم الفنية، والبحث عن آلية لتدريبهم وتحفيزهم وتأمين مساحات لهم للبروفات خصوصاً المسرحيين".

وأكدت أن لائحتها، ستسعى للحفاظ على مستوى المهنة والدفاع عنها، وكذلك المحافظة على حقوق ممارسيها ومنعهم من هجر التمثيل، موضحة أن "النقابة تمثل لغالبية الممثلين، الجمود ولم تواكب تطورات المهنة ولا تتابع معاناتها". 

 تساؤلات

وتساءلت كريستال خضر، "أين كانت النقابة خلال الأزمات التي مرّ بها لبنان وإقفال المسارح خلال الحجر وممارسة العنف المعنوي على الممثل التليفزيوني ليصوّر مشاهده وهو في خطر التعرض لكورونا؟ ولم لم تشارك في إغاثة المسارح ولم تفكر في صندوق تضامني مع الفنانين الذين كانوا الحلقة الأضعف خلال الانهيار والحجر؟".

وقالت إن هناك ممثلات تعرضن من قبل منتجين ومدربين ومخرجين وأساتذة جامعيين للتحرش الجنسي في لبنان، قائلة: "النقابة ظلت ساكنة ولم ترفع دعاوى قضائية ضد أي شخص يمس حقوق الممثلين سواء المعنوية أو المادية". 

وتابعت أن "النظام السياسي في لبنان، لا يأخذ الفن على محمل الجدّ ولا يعتبره أداة اقتصادية مربحة يمكنها الإسهام في رفع قيمة الدخل القومي، وهو ما نريد تغييره من خلال نقابة مستقلة تحافظ على حقوق الممثل".

دعوة للانتساب

وكشف المرشح للمجلس الجديد الممثل بديع أبو شقرا، إحدى خطط لائحة "لنقابة عصرية"، مؤكداً لـ"الشرق"، أنه سيعمل على دعوة جميع خريجي معهد الفنون الجميلة في قسم المسرح وكل الممثلين والممثلات المستوفين للشروط إلى الانتساب للنقابة، وانتقال الزملاء من النقابات الأخرى غير المتخصصة إلى نقابة الممثلين لتكون بيتهم.

وقال إن "النقابة لازال بها أشخاص منتسبين لها، رغم عدم عملهم بالمهنة تماماً، فقد دخل هؤلاء إلى جدول الانتساب لغايات سياسية ودواعي انتخابية".

وأضاف: "نحن ترشحنا للضغط من أجل إقرار قانون إنشاء نقابة خارج وصاية الجهات الرسمية، خصوصاً أنها تقع اليوم تحت وصاية وزارة الثقافة التي بدورها تخضع لكل الوزارات في لبنان"، متابعاً: "نرفض أي عرف طائفي وأي رقابة دينية أو حزبية على العمل الفني والتمثيلي".

وأكد أبوشقرا أن "لنقابة عصرية" لن تساوم على حرية التعبير التي يعتبرها مقدسة، كما يرفض أي رقابة مسبقة على الأعمال الفنية والنصوص المسرحية سواء دينية أو سياسية أو حزبية أو عسكرية. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات