بحصدها جائزة أفضل مخرج عن فيلمها "قوّة الكلب" (The power of the dog)، في الدورة الـ94 من جوائز الأوسكار، أصبحت المخرجة جاين كامبيون ثالث امرأة في تاريخ الأوسكار تحصد هذه الجائزة، بعدما سبقتها العام الماضي، كلوي زهاو مخرجة "أرض الرحّل" (Nomad land)، وكاثرين بيجلوو، مخرجة "خزانة الألم" (The Hurt Locker) عام 2009.
في سجلّ كامبيون كمخرجة العديد من الترشيحات، فهي أول امرأة تترشح عن فئة الإخراج للأوسكار مرتين، وهي رابع امرأة تحصل على 3 ترشيحات في عام واحد بعد صوفيا كوبولا وفران والش وإيميرالد فينيل.
المرأة وتطور السينما
ويعتبر نقاد أن فوز كامبيون بالجائزة "بمثابة علامة تقدّم لصالح أكاديمية الفنون وعلوم الصور المتحركة، المنظمة للأوسكار، واعترافها بالمرأة كصانعة حقيقية وشريكة في تطوّر السينما وإمتاع المشاهد"، وذلك بحسب الصحافي جاستين شانج في "لوس أنجلوس تايمز".
ووصف الخطوة بأنها "تعويض عن الوقت الضائع لسنوات طوال، غاب خلالها تكافؤ الفرص والتنوّع عن جوائز الأكاديمية، وحلّت السياسة بإعطاء مساحة لذوي البشرة الملوّنة وللنساء خصوصاً".
وصنعت كامبيون (67 عاماً) نجاحات تاريخية وإن استعصى عليها الفوز بالأوسكار حتى الآن، وقد حازت على جائزة أفضل إخراج عن فيلمها الدرامي الرومانسي "البيانو" (The Piano)، للمرة الأولى في تاريخها عام 1993، لتكون أول امرأة تفوز بجائزة السعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائي الدولي.
ويعتبر "البيانو" الذي فاز بعدد كبير من جوائز النقاد وصناع السينما والمهرجانات العالمية، أهمها جائزة أوسكار أفضل سيناريو أصلي، أكثر أفلام كامبيون شعبية ويصفه البعض بـ"التحفة الفنية" في السينما.
ومنح هذا الفيلم لكامبيون فرصة الترشّح لجائزة أفضل إخراج، والتي خسرتها أمام ستيفن سبيلبيرج وفيلمه "قائمة تشندليرز" (Schindler’s list).
صدفة أم انتقام
وتعود المخرجة جاين كامبيون مجدداً للمنافسة هذا العام، أمام المخرج ستيفن سبيلبيرج، لتحظى بالجائزة بفضل فيلمها "قوة الكلب".
كما تغلبت كامبيون على بول توماس أندرسون، مخرج "بيتزا عرق السوس" (Licorice Pizza)، وكينيت باراج مخرج "بلفاست" (Belfast)، وريوسوكي هماجوتشي مخرج "قودي سيارتي" (Drive my car).
ولاقت المنافسة بين كامبيون وسبيلبيرج، اهتماماً كبيراً من قِبل النقاد والصحافيين، إذ يعتبر البعض أن تجدد المنافسة بينهما بمثابة صدفة، فيما يعتبرها البعض الآخر "انتقاماً" أو "ردّ اعتبار" لتغيّر صورة ونمط وهوية السينما اليوم لصالح الحس النسوي الحسّاس المفعم بالتحدي في التصوير والطرح، ولصالح الأفلام غير التقليدية.
أعمال تليفزيونية
وخاضت كامبيون العمل التليفزيوني والدرامي إلى جانب الأفلام القصيرة، لعل أبرزها مسلسل "صديقين" (Two friends) عام 1986، لكن شهرتها وإبداعها ظهرا في السينما.
وعادت كامبيون من السينما إلى التليفزيون عام 2013، لتخوض تجربة المشاركة في إخراج وكتابة مسلسل الجريمة "أعلى البحيرة" (Top of the lake) مع جارث دايفيس، الذي صدر منه جزءاً ثانياً في 2017 مع المخرجة آرييل كليمان.
وقدمت كامبيون لجمهورها هذا العام فيلم "قوة الكلب"، المأخوذ عن رواية تحمل الإسم نفسه للكاتب الكندي توماس سافاج، والصادرة عام 1967، إذ جذبها الخط الدرامي السيكولوجي وتأثير الفكر الذكوري وقمع الآخر والمختلف جنسياً في نطاق مونتانا.