تعاون المُمثل المصري أحمد داود، مع زميله آسر ياسين، لأول مرة على مدار مشواره الفني، وذلك من خلال النسخة العربية من المسلسل الأميركي "SUITS"، والتي عُرضت في موسم رمضان 2022، إذ حظى هذا التعاون بردود فعل واسعة من قبل الجمهور.
ويرى داود، أنّ هناك "كيمياء" فنية كبيرة تجمعه بآسر ياسين، إذ بذلا جهوداً ضخمة لخروج العمل بشكلٍ مختلف ومميز، قائلاً: "أنا وآسر أصدقاء منذ عدة سنوات، لكن لم تأتِ فرصة مناسبة لنتشارك سوياً في عمل واحد، قبل (SUITS)، فأتمنى تجديد التعاون معه".
النسخة العربية لمسلسل "SUITS" من بطولة آسر ياسين، وصبا مبارك، وتارا عماد، ومحمد شاهين، وأسماء جلال، وريم مصطفى، والعمل سيناريو وحوار محمد حفظي وياسر عبد المجيد، وإخراج عصام عبد الحميد.
"هوية مصرية"
وأرجع المُمثل أحمد داود، خلال حواره مع "الشرق"، أسباب حماسه للمُشاركة في مسلسل "SUITS"، قائلاً إنه تحمس للتجربة منذ قراءة الحلقات الأولى للسيناريو، لاستشعاره بأنه عمل فني مكتمل العناصر. وقال: "لم أكن أتوقع هذا القدر الضخم من النجاح، والذي فاق توقعاتي".
وأشار إلى انبهاره في الأيام الأولى من التصوير، بمستوى التنفيذ، والتقنية المُستخدمة، فضلاً عن الديكور، قائلاً: "كل عناصر العمل الموجودة أمام وخلف الكاميرات بذلت جهوداً ضخمة لخروج المسسل في أفضل صورة".
وكشف كواليس التحضير للشخصية، مؤكداً أنه لم يُشاهد النسخة الأصلية للمسلسل باستثناء الحلقات الأولى فقط، بناءً على طلب أسرة العمل، بهدف تكوين ملامح بسيطة عن المشروع والشخصية المُقابلة لدوره في العمل الأصلي.
وقال إنه لم يتأثر إطلاقاً بالنسخة الأصلية، إذ سعى لتقديم شخصية "آدم" بهوية مصرية خالصة، لافتاً إلى أنه لم يواجه صعوبات خلال فترة التحضير، فقد عمل على مذاكرة السيناريو فقط، الذي صاغ ورسم له أبعاد الشخصية كافة.
وشدد على وجود اختلافات بين النسخة الأصلية والعربية، لا سيما فيما يتعلق بمواد القانون، ونوعية القضايا المُقدمة، بجانب اختلافات أخرى خاصة بطبيعة الشخصيات وسلوكها، موضحاً أنّ "الهدف من تلك التغيرات هو الرغبة في تقديم عمل درامي صادق وحقيقي يتناسب مع طبيعة المجتمع المصري".
"هدية من الله"
وكشف أحمد داود كواليس مشهد وفاة جدته داخل المسلسل، والذي حظى بردود فعل واسعة عقب عرض الحلقة، قائلاً: "استحضرت كل الأحباب الذي فقدتهم حتى أدخل في أجواء المشهد الذي يُعد هو الأصعب بالنسبة لي داخل العمل، إذ تأثرت بالحالة وبكيت بشكلٍ حقيقي".
وأضاف أنّ "هذا المشهد كانت له ظروفاً استثنائية، حيث سيطر الحزن على المكان قبل التصوير، وكأن هناك حالة وفاة حقيقية"، متابعاً: "عقب انتهائي من تصويره، شعرت أنه هدية من الله".
وحول تداول "إفيهات" من أفلام مصرية داخل المسلسل، أشار إلى أنّ "هذا الأمر موجود في النسخة الأصلية من العمل، حيث استخدم أبطالها إفيهات من أفلام أجنبية".
وأوضح أنّ "موضوع الإفيهات بذلت فيه وآسر ياسر جهوداً ضخمة، وهناك إفيهات عديدة كانت ارتجالية، كنا نتفق عليها قبل التصوير مباشرة".
"فورمات أجنبية"
وكشف أحمد داود، حقيقة حماسه للمُشاركة في "أعمالٍ مأخوذة عن فورمات أجنبية"، بداية من تجربته الأولى "جراند أوتيل"، قائلاً: "لا أنجذب سوى للأعمال التي تحمل موضوعات جيدة، وثرية في الشخصيات، وتُكتب بشكل جذاب، وهذا ما توافر في تجربتي الأخيرة".
ويرى أنّ "تعريب الأعمال الأجنبية ليس أزمة، بينما الأهم تقديمها على الشاشة بما يتلائم مع طبيعة المجتمع الشرقي، وتخضع أولاً للتعديلات في الأحداث والشخصيات حتي يشعر الجمهور أنها جزء حقيقي منّا، وليست شخصيات غريبة".
البطولة الجماعية
وأشار أحمد داود، إلى تفضيله المُشاركة في الأعمال التي تعتمد على البطولة الجماعية، مبرراً قوله بأنها "تتضمن دوماً خيوطاً درامية قوية لكل شخصيات العمل، وتجعلها ثرية في كل التفاصيل، لتُحقق صدى جماهيري واسع".
وأكد أنه تلقى عروضاً كثيراً لخوض البطولة المطلقة في الدراما التليفزيونية، إلا أنه اعتذر عنها كونها دون المستوى. وقال: "عروض لم تجذبني مثل البطولات الجماعية، فأنا أحرص على تقديم أعمال متميزة واحترافية تترك بصمة عند الجمهور".