
يشهد موسم دراما رمضان 2021 تقلصاً في عدد الأعمال الكوميدية التي ستعرض خلال الشهر الكريم، إذ أعلن عن 4 مسلسلات فقط حتى الآن، مقابل 6 مسلسلات بالموسم الماضي.
ويخوض الممثل علي ربيع السباق الرمضاني، من خلال مسلسل "الأب المثالي"، الذي تدور أحداثه في 15 حلقة فقط، والأمر ذاته مع الفنانة دنيا سمير غانم، التي ستُشارك بمسلسل "المدينة" للمنتج والمخرج الشاب هشام جمال.
ويُشارك هشام ماجد وشيكو، في رمضان، بالجزء الثاني من مسلسل "اللعبة"، والذي يُعرض حالياً عبر منصة "شاهد VIP"، فيما يسيطر الغموض على الثلاثي مصطفى خاطر، وأحمد فهمي وأكرم حسني، بشأن المشاركة في الموسم من عدمها.
ويتغيب كذلك الفنان عادل إمام عن المُشاركة في موسم دراما رمضان، للمرة الثانية منذ عام 2012، إذ كان آخر أعماله الدرامية مسلسل "فالنتينو" الذي عرض العام الماضي، فيما اعتاد الجمهور على وجوده خلال الشهر الكريم، منذ مسلسل "فرقة ناجي عطا لله".
شكل جديد
وقال هشام جمال، منتج مسلسل "المدينة"، لـ"الشرق"، إنه يُجرى التحضير لهذا العمل منذ أشهر عدة، مؤكداً أن الفنانة دنيا سمير غانم ستظهر من خلاله بشكلٍ جديد، لا سيما أنها تعود به بعد غياب عامين.
وأوضح أن الممثل والكاتب عمرو وهبة، يتولى مهمة تأليف المسلسل، وقد اقترب من الانتهاء من كتابة الحلقات، متابعاً: "قررنا تقديم العمل في 15 حلقة، لعدم وجود ضرورة لزيادة الحلقات، ورغم أنني أتولى إنتاج العمل بالشراكة مع سينرجي لكنني سوف أخرجه".
أعمال ساذجة
من جانبه، وصف المخرج محمد فاضل الأعمال الكوميدية التي تُقدم حالياً بـ"الساذجة"، كونها تعتمد على "إفيهات" مستهلكة ومتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما اعتبره استخفافاً بالمُشاهد.
وقال فاضل، في تصريحات لـ"الشرق"، إنّ "الجيل الحالي يعتمد على الاستسهال، بشكلٍ يؤثر سلباً على الكوميديا"، لافتاً إلى عدم وجود فنان حالياً يحظى بقاعدة جماهيرية كبيرة، مثلما كان الفنان عادل إمام في الماضي.
وأرجع نجاح عادل إمام في الكوميديا، طوال مشواره الفني، إلى كونها طبيعية بعيداً عن المبالغة، لذلك سوف يستشعر قطاع من الجمهور غياب "الزعيم" في رمضان هذا العام، ناصحاً الأجيال الجديدة بالتعلم واكتساب الخبرات من الفنانين القدامى وحتى جيل الفنان محمد هنيدي.
"أزمة كتابة"
ويرى الناقد طارق الشناوي أن الكوميديا في مصر تعاني منذ فترة طويلة، من وجود أزمات في كتابة سيناريوهات جذابة، مشدداً على ضرورة اكتشاف ودعم الموهوبين في الكتابة، بشأن تطوير مجال الكوميديا.
ونصح الأجيال الجديدة بعدم الاستسهال في تقديم أعمال فنية لمُجرد الوجود، ومن الضروري اختيار الموضوعات بعناية شديدة، حتى تعيش في ذاكرة الجمهور.
وقال: "لا أتذكر عملاً كوميدياً خلال الفترة الأخيرة، فجميعها تعتمد على إفيهات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي"، مشدداً على ضرورة الابتكار، لا سيما أن مصر خرج منها العديد من "الكوميديانات" الموهوبين الذين صعبوا المهمة على الجيل الحالي.
ووصف الشناوي، عادل إمام بـ"الحالة الخاصة"، لا سيما أن وجوده كل عام في موسم رمضان يشعل المنافسة مع الأعمال الكوميدية المطروحة، قائلاً إنّ "الزعيم يقف في ركن بعيد عن فناني الكوميديا، والجمهور سيفتقده هذا العام".
سيناريوهات جديدة
وقالت الناقدة علا الشافعي، لـ"الشرق"، إن الكوميديا تواجه أزمة كبيرة منذ عامين تقريباً، لا سيما المحتوى الذي يُقدمه أبطال "مسرح مصر"، واصفة علي ربيع بـ"الكوميديان الضعيف"، كون أعماله قائمة على الدهشة والتعجب، ناصحة إياه بضرورة تدارك الأخطاء وتجاوزها بشأن ضمان الاستمرارية.
وترى أن مسؤولية كبيرة تقع على الفنانة دنيا سميرة غانم، كونها تعود بعد غياب عامين تقريباً، قائلة إن "التركيز سيكون عليها بشكل كبير، لعدم وجود منافس معها"، مشيدة باختيارها عمل مكوّن من 15 حلقة فقط، ما يُساعدها على التميز.
وأشارت إلى أنّ تخوف عادل إمام من أزمة كورونا دفعه للغياب عن المشاركة في موسم رمضان، لا سيما أن مسلسله الأخير "فالنتينو" لم يُحقق النجاح المرجو، لافتة إلى نضوج الممثلة ياسمين عبد العزيز، فنياً، واتجاهها لتقديم أعمال بعيدة عن الكوميديا التي اشتهرت بها.
وأكدت أن معالجة أزمة الكوميديا تتطلب البحث عن سيناريوهات جيدة، بشأن العودة إلى الصدارة مجدداً، لافتة إلى أن الفنانين عادل إمام ويحيى الفخراني ويسرا من طقوس شهر رمضان من خلال الوجود بأعمال فنية.