
تعود الفنانة المصرية لوسي، إلى خشبة المسرح من خلال مسرحية "الحفيد" للمخرج يوسف المنصور، بعد غيابٍ دام 14 عاماً تقريباً، منذ مسرحية "أدهم الشرقاوي" والتي عُرضت عام 2008.
وتظهر لوسي، في المسرحيةالتي تعرض على المسرح القومي بـ3 شخصيات مختلفة، كل منها بمرحلة عمرية معينة، أحدهم في فترة الصبا، وثانية في فترة الأربعينيات، والأخيرة بمرحلة الشيخوخة.
المسرحية والمأخوذة عن روايتي "أم العروسة" و"الحفيد" لأديب عبد الحميد جودة السحّار، واللتين قم تحويلهما من قبل إلى فيلمين سينمائيين من إخراج عاطف سالم.
ويُشارك في بطولة مسرحية "الحفيد"، بجانب لوسي، كل من عابد عناني، وتامر فرج، وهي تتناول قضية صراع الأجيال في إطار عائلي كوميدي.
وأعربت لوسي، عن سعادتها الكبيرة بردود فعل الجمهور عن دورها في "الحفيد"، قائلة: "أقف في الكواليس وأشاهد ضحك الجمهور وسعادتهم بما نقدمه".
عروض غير مناسبة
وقالت لوسي، في بداية حوارها مع "الشرق"، إنها تغيبت عن المسرح طوال هذه السنوات، لعدم وجود نص يدفعها للوقوف على خشبة المسرح، قائلة: "عُرض عليّ الكثير من العروض المسرحية، لكني وجدتها لا ترقى لما أريده وأرغب في تقديمه بالمسرح على وجه التحديد، لذلك كنت أعتذر عنها في سبيل العثور على عرض مناسب".
وكشفت الممثلة المصرية علاقتها بالمسرح، قائلة "أنا ابنة المسرح، وأحبه بشكلٍ كبير، وحينما أقف على خشبته أنسى كل همومي، وأشعر براحة شديدة وأتجرد من شخصيتي، وأنسجم مع الدور الذي أقدمه، وأركز فقط في إسعاد الجمهور الذي دفع أموالاً من أجل الانبساط والخروج من همومه".
واستعادت تفاصيل تلقيها عرض الانضمام لـ"الحفيد"، قائلة إن "الفنان إيهاب فهمي مدير المسرح القومي، هاتفني ذات مرة، بوطلب مني المشاركة في هذه التجربة، فأخبرته إذا كان السيناريو ضعيفاً فلن أقبل بالعرض، وهو ما لم أجده وقتها، وتحمست على الفور للمشاركة".
رؤية فنية مميزة
وأرجعت أسباب اختيارها العودة للمسرح بعد هذا الغياب الطويل، من خلال "الحفيد"، إلى حماسها للنص، لاسيما وأن المسرحية مستوحاة من روايتين للأديب الكبير عبد الحميد جودة السحار، كما أن الجمهور تعلق بهما سينمائياً وحققا نجاحاً كبيراً.
وأضافت أن "المخرج يوسف منصور، صاحب رؤية مميزة، ولديه قدرة على صنع حالة من البهجة في تفاصيل العمل نفسه"، متابعة أنها بذلت جهوداً ضخمة لتقديم التجربة على مستوى عالٍ من الجودة وبما يليق بجمهور المسرح.
خط درامي
وشددت لوسي، على حرصها في البداية على تقديم معالجة جديدة للمسرحية، قائلة: "عقدت جلسات مع المخرج يوسف منصور، وقرأت تفاصيل العمل ووضعت تفاصيل خاصة بي، فنحن أخذنا الخط الدرامي للكاتب عبد الحميد جودة السحار، ولكن غيرنا في بعض المشاهد لتتناسب مع العصر".
وأكدت الممثلة المصرية: "أضفنا شخصيات جديدة على العمل لم تكن موجودة في الرواية الأصلية، وكنت حريصة على تقديم تجربة مسرحية خالية من الألفاظ، احتراماً للجمهور، كما أن الوقوف على خسبة المسرح القومي شرف وفخر لأى ممثل".
وأوضحت أن شخصية "زينب" التي تُقدمها في المسرحية، أضفت لها تفاصيل وروحا جديدة، لتختلف عما قدمته الراحلة تحية كاريوكا في "أم العروسة"، وكذلك دور كريمة مختار في "الحفيد".
وأشارت إلى أن النص المسرحي كان سيحمل اسم "أم العروسة والحفيد"، لكنه لم يعجبها وطلبت اختصاره، إذ تم الاستقرار على عنوان "الحفيد"، بعد اختياره من بين أسماء كثيرة جرى اقترحها.
إصابات
وتعرضت لوسي لعددٍ من الإصابات خلال كواليس "الحفيد"، موضحة أنه "منذ بدء البروفات، أصبت أكثر من مرة، أحدهم في قدمي، فكان هناك أحد الشباب يقوم بحركة بهلوانية وفي أثناء نزوله على الأرض كسر لي قدمي وتعرضت لنزيف لمده أسابيع، ولكن تحملت ولم أترك البروفات شعوراً بالمسئولية، ومرة ثانية أصبت بسبب سقوط ديكور المسرح خلال تغييره، وتحملت أيضاً للخروج بالعرض في موعده".
وتطرقت لوسي، إلى سر تعاونها مع الشباب في "الحفيد"، قائلة: "منذ بداياتي الفنية، أحب العمل مع وجوه جديد، سواء ممثلين أو مخرجين، كما أنني في المسرحية أجسد دور أم لديها 7 أولاد، لذلك من الطبيعي أن يكونوا من الشباب".
وأشادت بأداء الممثلين الشباب في المسرحية، مؤكدة أن "لديهم طاقة رائعة، فهم يحبوني، وأنا أعطيهم طاقة إيجابية، وأستمد منهم قوة للإبداع وأُبرز أفضل ما لدىّ".