أطلق مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط دورته الـ38، مساء الأربعاء، تحت شعار "اضحك للسينما" والمهداة إلى الممثل المصري محمود حميدة.
وقال الأمير أباظة، رئيس المهرجان، إن حميدة يملك رصيداً كبيراً من الأفلام يتجاوز 63 فيلماً منها أفلام من بين أهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، كما أنتج عدداً من الأفلام، وسبق أن أصدر مجلة "الفن السابع" المتخصصة في السينما.
وكرم المهرجان في الافتتاح الذي أقيم على مسرح مكتبة الإسكندرية في مصر، المغنية اليونانية المصرية أليستيس بروتولسالتي، والممثلة الفرنسية ماريان بورجو، والممثلة الأميركية المولودة في مصر نورا أرماني، والمخرج المصري محمد عبد العزيز ومنحه وسام "البحر المتوسط"، والممثلة دنيا سمير غانم، والمخرج سعيد حامد، والإذاعي إمام عمر، والمنتج وجيه الليثي.
وعرض المهرجان في الافتتاح الفيلم المصري "برسوم يبحث عن وظيفة" من تأليف وإخراج محمد بيومي وإنتاج عام 1923، وهي المرة الأولى في تاريخ المهرجانات السينمائية التي تشهد عرض فيلم قديم.
وتضم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في المهرجان 15 فيلماً بينها فيلم مصري، ويرأس لجنة التحكيم المخرج المصري خيري بشارة، وتضم في عضويتها المخرج الفرنسي برايس كوفين، والمخرجة الإيطالية جوليانا جامبا، والممثل السوري أحمد الأحمد، والسيناريست ميروسلاف مانديتش من البوسنة والهرسك.
وتتضمن مسابقة الأفلام القصيرة 21 فيلماً، فيما تتنافس في مسابقة "نور الشريف للفيلم العربي الطويل" 10 أفلام ليس من بينها أي فيلم مصري، وتشمل مسابقة أفلام الطلبة 31 فيلماً.
ويعرض المهرجان 6 أفلام بين وثائقية وقصيرة في قسم البانوراما، و3 أفلام قصيرة ضمن برنامج أفلام وزارة التضامن الاجتماعي.
ويحتفي المهرجان الذي يمتد حتى 10 أكتوبر بمرور 50 عاماً على رحيل الممثل إسماعيل ياسين، و50 عاماً على رحيل المخرج فطين عبد الوهاب، و40 عاماً على رحيل مديرة التصوير أبية فريد، والذكرى المئوية لميلاد المونتير سعيد الشيخ، والذكرى المئوية لميلاد الموسيقار علي إسماعيل.
تحديات
وقال رئيس المهرجان لـ"الشرق"، إن "دورة هذا العام مليئة بالتحديات، وسعينا أن تكون لائقة بتاريخ هذا المحفل الفني، من خلال استقطاب أفلامٍ جديدة من دون دفع مقابل مادي لصُناعها، كما هو الحال في المهرجانات الأخرى".
وأضاف أباظة أن "الأفلام تشهد تنوعاً كبيراً ومن ثقافات مُختلفة ومن غالبية دول البحر المتوسط".
أعباء مالية
الناقد عصام زكريا، المدير الفني للمهرجان، أشار إلى أبرز التحديات التي واجهت الدورة 38، وأبرزها ضعف الموارد المالية، قائلاً لـ"الشرق"، إن "غالبية شركات التوزيع والإنتاج تطلب أموالاً مقابل عرض أفلامها في المهرجانات، وهو أمر معتاد في المهرجانات السينمائية للحصول على أفلام جيدة".
وأكد أن "مهرجان الإسكندرية لم يدفع أي أموال؛ لأن ذلك يُشكل عبئاً كبيراً على الإدارة، وتم الاعتماد على العلاقات، واستقطاب أفلام من بلادٍ جديدة على المهرجان، مثل سلوفينيا، ونجحنا في تقديم برنامج فني متميز، رغم الميزانية المحدودة".
وأشار زكريا إلى أن اختيار فيلم "الباب الأخضر" تأليف الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، لتمثيل مصر في المسابقة الرسمية بالمهرجان، كان متعثراً للغاية في بداية الأمر، وكانت هناك 7 أعمال مُرشحة للمُشاركة، لكن لم يكن تصويرها انتهى.
واعتبر أنّ فيلم "الباب الأخضر"، "به كل العناصر الفنية المتميزة، خاصة أنه يعتبر ضمن السيناريوهات الأخيرة للكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، والقصة تُقدم رؤية درامية غير تقليدية، كما أنّه يُعد فيلماً جاداً يصلح للمهرجانات وليس تجارياً فقط".
وأرجع زكريا أسباب اختيار الفيلم القصير "برسوم يبحث عن وظيفة"، في حفل الافتتاح، إلى "أن الفيلم يتناسب مع أجواء الحفل، كون الدورة الحالية خاصة بالكوميديا، ويمر على إنتاجه 100 عام".
اختيار موفق
ورأى الناقد طارق الشناوي أن عرض "برسوم يبحث عن وظيفة"، "اختيار موفق، خاصة أنّ الدورة الحالية تحتفل برموز الكوميديا، وهذا العمل يُعتبر أول فيلم مصري كوميدي".
وأضاف الشناوي لـ"الشرق": "ليست هناك قاعدة خاصة بنوعية الفيلم الذي يُعرض في حفل الافتتاح، لكن الأفضل عرض فيلم روائي طويل"، لافتاً إلى "قرار مهرجان القاهرة السينمائي عدم عرض فيلم في حفل افتتاح الدورة الماضية، أمر غير مفضل بالنسبة لي، والمهم عرض فيلم روائي، سواء كان طويلاً أو قصيراً".
اقرأ أيضاً: