يُشارك المُمثل الفلسطيني كامل الباشا، بفيلم "حمزة: أطارد شبحاً يطاردني"، في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، بالدورة 44 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
ويروي الفيلم الذي أُنُتج بتمويل شعبي فلسطيني، وصُور في حيفا، قصة كهل تحرّر من الأسر، وتلازمه أوهام عن مطاردة أسد ضار في غابات فلسطين، ويُعد العمل السينمائي الأول لمخرجه ورد كيّال.
ورأى كامل الباشا، الحاصل على جائزة أفضل ممثل في مهرجان فينيسيا 2017، أن "فيلم "حمزة" قد يُثير موجة كبيرة من النقاشات بين الجمهور، فور عرضه في مهرجان القاهرة، الذي يُعتبر من أهم 15 مهرجان سينمائي في العالم".
وتُعد هذه المُشاركة هي الثانية لـ"الباشا" في المهرجان، حيث سبق وشارك بفيلم "حظر تجول" للمخرج أمير رمسيس، "لدي شعوراً مختلفاً هذه المرة، لمشاركتي بفيلم يخدم القضية الفلسطينية، حتى وإن كان عملاً روائياً قصيراً".
تمويل شعبي
وأكد الممثل الفلسطيني، خلال حواره مع "الشرق"، أن فيلم "حمزة"، أُنتج بالتمويل الشعبي وجمع التبرعات، موضحاً أن "هذا العمل ليس هو الأول الذي يُنتج بهذا النهج، ولن يكون الأخير أيضاً".
وقال إنّ: "التمويل الشعبي، يتمثل في التبرع بأموال، أو توفير وجبات طعام لطاقم العمل، أو سيارات لتسهيل الحركة وغيرها"، متابعاً أنه يتم اللجوء لهذه الأساليب حال عدم توافر تمويل أجنبي، لاسيما في الأفلام التي تخدم القضية الفلسطينية".
وأضاف أن "الفن في فلسطين يُعاني من مشاكل عديدة"، مشيراً إلى أن "المعاناة تكمن في غياب هيئة خاصة بصناعة الدراما والسينما، أو جهات تمويلية، فضلاً عن تجاهل الحكومة الفلسطينية للأعمال الفنية بشكلٍ عام، ورغم ذلك نقدم إنتاجات فنية متميزة، يُشارك بعضها في مختلف المهرجانات حول العالم".
وأعرب عن آماله، بأن"تولي حكومة بلاده، اهتماماً بالفن، لما له من تأثيرات إيجابية في توجيه الشعوب والاهتمام بالوعي، وفي حال عدم تدارك الأمر، سيزداد الفن تدهوراً".
"مناضل فلسطيني"
وكشف كامل الباشا، عن تفاصيل الشخصية التي يُجسدها في فيلم "حمزة"، موضحاً أنه يؤدي دور مناضل فلسطيني، يقترب من سن الـ60، تُطارده الأوهام حتى يُقرر مواجهتها بشجاعة، وذلك بعد خروجه من سجون الاحتلال، واستشهاد صديقه.
وأوضح أنه واجه صعوبات عدة خلال التصوير، حيث إن الشخصية تطلب مجهوداً بدنياً كبيراً، متابعاً أن "بعض مشاهد، كان مطلوباً منّي فيها، أن أحمل ممثل زميل وزنه أكثر من 60 كيلو جرام، ولمسافة ما، كما أن هذه المشاهد كان يُعاد تصويرها أكثر من مرة، بالإضافة إلى الركض الكثير، والتصوير في غابات ومناطق جبلية وسط الحشائش والأشواك".
ويعتبر أن "هذا الفيلم مُتعدد القراءات، وكل شخص سيُشاهده من زواية وفقاً لحياته الخاصة، وهذا أبرز ما يُميز العمل".
"الغرفة 207"
وتطرق كامل الباشا، خلال حديثه مع "الشرق"، إلى مسلسل "الغرفة 207"، الذي يُعرض عبر منصة "شاهد" حالياً، ويُشارك في بطولته بجانب محمد فراج وريهام عبد الغفور، إذ أعرب عن سعادته البالغة بردود فعل الجمهور، حول الحلقات الأولى من العمل.
وأرجع أسباب مُشاركته في المسلسل، إلى أنّ شخصية "مينا" التي يُجسدها مليئة بالغموض والآلام، علاوة على أنّ السيناريو جذبه من الوهلة الأولى، مُشيراً إلى أنّ اللهجة المصرية، أصعب ما واجهه خلال فترة التحضيرات، "تجاوزت تلك العقبة بنسبة كبيرة جدًا، بعدما كنت اقرأ النص باللهجة الفلسطينية، ونجحت في نقل أحاسيس الشخصية والتعمق فيها".
وقال: "أشعر بسعادة كبيرة، حال مُشاركتي في عمل فني مصري، رغم تواجدي في أعمال من اليابان، وبلجيكا، وأميركا، والعديد من الدول العربية"، مُشيراً إلى سعيه لتقديم أدوار جديدة غير مكررة أو مستهلكة، "لا أريد أن أتحول لممثل نمطي".
مسلسل أسترالي
ولفت كامل الباشا، إلى المفاوضات القائمة معه حالياً، لتقديم مسلسل استرالي، مكون من 6 حلقات فقط، تدور أحداثه حول الجاليات العربية الموجودة هناك، كما تعاقد على تقديم مسرحية يابانية، تتناول معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، قائلاً إنّ: "هذه هي المرة الأولي التي أقدم فيها عمل مسرحي مع فرقة يابانية، لذا تُعد تجربة جديدة وهامة بالنسبة لي، خاصة وأنني أقدم دور البطولة وهو الأسير الفلسطيني".
وأضاف أنّ هذه المسرحية ستُعرض في فلسطين لمدة أسبوع، في شهر يناير المُقبل، وبعدها سيُقدم 12 عرضاً في اليابان.
اقرأ أيضاً: