مخرجة "أزرق القفطان": لم أتعمد مخالفة التقاليد المغربية أو إثارة الجدل 

time reading iconدقائق القراءة - 4
مشهد من الفيلم المغربي "أزرق القفطان" - المكتب الإعلامي لمهرجان القاهرة السينمائي
مشهد من الفيلم المغربي "أزرق القفطان" - المكتب الإعلامي لمهرجان القاهرة السينمائي
مراكش (المغرب)-عبد الكريم واكريم

استنكرت المخرجة المغربية مريم التوزاني، الانتقادات التي وُجهت لفيلمها الجديد "أزرق القفطان"، بأنه يخالف تقاليد مجتمعها ويخدش الحياء، وذلك بعد أيام من عرضه ضمن أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش السينمائي، في دورته الـ19.

وفاز الفيلم بجائزة لجنة التحكيم مناصفة مع فيلم "الروح الحية" للمخرجة الفرنسية كريستيل ألفيس ميرا.

وأوضحت مريم لـ"الشرق" أن "الثيمات الحساسة الموجودة في الفيلم، فرضتها طبيعة الشخصيات، حيث إن واقعها وظروفها يفرضان تلك الجرأة في التناول، والشكل الذي تم طرحه به، والذي لم يكن مجانياً". 

وشددت على ضرورة الحديث عن بعض الأشياء التي تُعدُّ من "التابوهات"، مبررة "إننا نعيش في مجتمع تقع فيه أمور بشكلٍ خفي، والكل يعلم بها، وحان الوقت للحديث عنها ونقلها على الشاشة".

إثارة الجدل 

وقالت مريم إنها لا تصنع أفلاماً بقصد إثارة الجدل، بينما ترغب في النقاش حول الحريات، ومحاولة لفت الانتباه لضرورة التسامح والتعايش مع الاختلاف. 

وأضافت أن "السينما تجعلنا نتجاوز كثيراً من الأشياء، وأؤمن بقوة وسلطة الشخصيات والقصص التي أقدمها على الشاشة، ولا يزعجني ما يقال، إذ إن الأساسي بالنسبة لي، هو أن أحكي تلك القصة التي أرغب  في إيصالها بإخلاص وصدق". 

وتساءلت بقولها: "لماذا لا نتحدث بشكلٍ هادئ وصِحِّي ونعترف بأن لِكلّ منّا أفكاره وآراؤه؟"، مؤكدة أنها لا تترقب ردود فعل الجمهور تجاه فيلمها، بينما تتمنى أن يُسهم الجدل المُثار في خلق نقاش جاد وصحي. 

"محظوظة سينمائياً" 

وأشارت "التوزاني" إلى تعاونها مع زوجها المخرج والمنتج نبيل عيوش، في "أزرق القفطان"، إذ قالت إنها تتطلع دائماً لمعرفة رأيه في كتابتها ورؤيتها للشخصيات والقصة، وتجمعهما نقاشات عدة، معتبرة نفسها "سعيدة ومحظوظة، لكوني أتقاسم حياتي مع شخص يعرفني جيداً، ويتفهم وجهة نظري وطريقة عملي المختلفة عنه".

وتابعت "يَمُدُّنِي بنصائح، لكنه لا يحاول إطلاقاً التأثير عَليَّ في طريقة وأسلوب عملي وإخراجي للفيلم، بل يظل في  مكانه كمنتج".

وحول طريقة العمل بينهما، قالت "خلال تصوير فيلمي الأخير، لم يحضر نبيل سوى مرات قليلة جداً، باعتباره المنتج، وذلك لمتابعة سير العمل، وهل الأمور تَمُرّ بشكل سلس أم لا، أما الجانب الفني، فيدعه لي، ولا يتدخل فيه نهائياً، لأنها مساحتي الخاصة". 

واعتبرت أن "عملية الكتابة مسألة تتعلق بالوحدة، وحينما تجد شخصاً يعرف دوافعك ورغباتك، يطرح عليك أسئلة إيجابية لم تكن تتصورها أو تخطر على بالك، قد تساعدك في تطوير الموضوع".

"المدينة العتيقة" 

وبخصوص تشابه بين فيلميها "آدم" (2019) و"أزرق القفطان" (2022)، قالت المخرجة مريم التوزاني، إن: "هناك رابطاً بينهما، يتجَلَّى في كون أحداثهما تدور في نفس المدينة العتيقة (طنجة)، وكأن البيتين فيهما متجاوران".

ولفتت إلى حبها قضاء أوقاتها في المدينة القديمة بطنجة، لكونها تُلهمها بالأفكار التي تضعها في أفلامها، مشيدة بسكان هذه المدينة الذين وصفتهم بـ"أهل الكرم".

وتابعت "في مرحلة اختيار الممثلين وأماكن التصوير قضيتُ هناك فترات كثيرة ليست كلها أوقات عمل،  إذ يعجبني الذهاب إلى هناك، لأن بها شيئاً جميلاً وساحراً وقوياً يجذبك إليها". 

وكشفت عن رغبتها في الغوص في هذه المدينة، لكونها تفضل أفضل الأماكن المغلقة (المنازل بالخصوص) لتصوير أفلامها كما في "آدم" و"أزرق القفطان" معاً، قائلة إن: "المكان مهم جداً بالنسبة لي".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات