يواصل سوق البحر الأحمر فعالياته لليوم الثاني على التوالي، والممتد حتى 6 ديسمبر، وهو منصّة مخصّصة لاستكشاف صانعي الأفلام، والأفكار التي ترسم ملامح صناعة السينما في السعودية والعالم العربي، وتواصل مع أقطاب السينما من جميع أنحاء العالم.
ويُقام هذا الحدث سنوياً على هامش مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، بالمملكة العربية السعودية، بهدف تعزيز التبادل المعرفي، وتحفيز الإنتاج المشترك وخلق فرص جديدة للتعاون والتوزيع والإنتاج.
وتأتي إقامة السوق، بالتزامن مع النمو الذي تشهده صناعة السينما في السعودية، عبر حجم الإنتاج والتوزيع، أوشباك التذاكر الذي بلغ 238 مليون دولار في عام 2021، بزيادة 95٪ مقارنة بعام 2020 ، ومن المتوقع أن يرتفع إلى مليار دولار بحلول عام 2030.
دعم السينما العربية
ويستقطب سوق البحر الأحمر ممثلين من 46 دولة، سواء من شركات إنتاج وتوزيع ودور عرض، أن صناع أفلام محترفين، إذ يمنح الحضور فرصة التواصل والاطلاع على المشهد السينمائي السعودي الحيوي، بالإضافة إلى أفضل إنتاجات المنطقة العربية والأفريقية.
وقال رئيس قطاع الإنتاج في منصة Viu، فتحي عزوز، لـ"الشرق"، إنّ المنصة سعت إلى المشاركة هذا العام لأول مرة، بعد النجاح الكبير الذي حققه "سوق البحر الأحمر" والمهرجان بشكلٍ عام الدورة الماضية، والدعم الذي يحظى به على وسائل الإعلام المختلفة.
وأضاف "بجانب حرصنا على مزيد من التعريف بمنصة Viu في مثل هذا الحدث السينمائي الهام، أردنا التعرف عن كثب على مثل هذا الحدث الهام، السعودية هي سوق هام لمنصتنا وبها عدد كبير من المشتركين لدينا".
وأشار عزوز إلى حجم النمو في السوق السعودي، وحجم الدعم الذي تتلقاه من الدولة لخلق سوق سينمائية تستقطب صناع السينما من جميع أنحاء الوطن العربي، وذلك خلال الأربع سنوات الأخيرة، متابعاً أن المملكة مليئة بالكوادر الشبابية الواعدة.
وشددت نائب رئيس قطاع التليفزيون بشركة "روتانا" ندى مخزوم، والتي تُشارك في السوق للمرة الثانية، على مساعي الشركة لدعم السينما السعودية، لاسيما وأنها من أوائل شركات الإنتاج بالمملكة، وصاحبة أكبر مكتبة أفلام بالمنطقة.
وأكدت مخزوم لـ"الشرق"، أن "روتانا" وضعت خطة دعم كبيرة، لتشمل المواهب في مجال صناعة الأفلام، ومنحهم فرص على مستوى الإخراج والإنتاج خلال الفترة المقبلة.
ومن جهته، قال رئيس الشركة الأردنية "رام ستديوز"، عبد العال الشميري لـ"الشرق"، إنّ هذه المشاركة هي الثانية له للعام الثاني على التوالي، كما أشاد بهذا التواجد، "السعودية أصبحت سوقاً واعداً في الشرق الأوسط".
وأضاف أن مهرجان البحر الأحمر، من أفضل المهرجانات السينمائية بالمنطقة، لاسيما على المستوى التنظيمي، لافتاً إلى تطلع العديد من صُناع السينما السعوديين والعرب بشكلٍ عام، للمشاركة في هذا المهرجان، باعتباره منصة جيدة قد توفر فرص لإنتاج أفكارهم بما يثري المكتبة الفنية بالنهاية.
وتابع أن "أبرز ما يُميز هذا المهرجان عن غيره من المهرجانات حول العالم، هو توفيره الخدمات والفرص لصُناع الأفلام، كما أن المملكة تحاول جاهدة احتضان واستقطاب أصحاب المشاريع والأفكار السينمائية، من خلال تذليل أي صعوبات وتحديات قد تواجههم، فضلاً عن توفير فرص تمويلية أمام المبتدئين في هذا المجال".
وأشاد الشريك المؤسس لشركة "ماد سيلوشن" ماهر دياب، بالشكل الذي خرج به "سوق البحر الأحمر" على المستوى التنظيمي، لافتاً إلى"الدور الكبير الذي يلعبه السوق، ليس على مستوى السينما السعودية فحسب، بينما بالمنطقة كلها".
وأضاف لـ"الشرق" أن "السوق سوف يُسهم في خروج العديد من الأفلام التي ترصد قصص وحكايات سعودية لم تكن تُروى من قبل، رغم أنها موضوعات ثرية ومهمة، الأمر الذي سينعكس على السينما العربية بوجه عام".
"معمل البحر الأحمر"
وتتضمن النسخة الثانية من معمل البحر الأحمر السينمائي على هامش السوق، لهذا العام مسابقتين في مجال التطوير ومسابقة أعمال قيد التنفيذ، حيث تتنافس المشاريع المختارة للتطوير ومسابقات "الموافقة المسبقة عن علم" على 400 ألف دولار، بالإضافة إلى جوائز الراعي بقيمة 430 ألف دولار نقدًا و126 ألف دولار عينيًا.
وتم اختيار 23 مشروعًا قيد التطوير والإنتاج ليشاركوا ضمن سوق مشاريع التابع لسوق البحر الأحمر، وتنطوي قائمة المشاريع على 11 مشروعًا لمعمل البحر الأحمر لمخرجين سعوديين وعرب، و 12 مشروعًا للسوق لمخرجين من أصول أفريقية وعربية.
وستُقدّم جميع المشاريع المختارة لضيوف الصناعة في سوق البحر الأحمر ضمن سلسلة من جلسات الطرح التقديمي وعروض تقديم الفيديو بحضور كلّا من مخرج ومنتج كل مشروع.
برامج موازية
وأطلق سوق البحر الأحمر، هذا العام، سلسلة "البحر الأحمر 360 درجة"، والذي يقام على مدار 4 أيام، بواقع 13 جلسة، وبمُشاركة أكثر من 50 متحدثًا من المتخصصين في مجال السينما العالمية، حيث تتضمن الجلسات نقاشات حول الإنتاج والتمويل والابتكار في صناعة الترفيه، وفرص الاستثمار في المنطقة العربية والحوافز والخصومات الضريبية والبث والموسيقى ومحتوى المسلسلات ورواية القصص والميتافيرس وغيرها.
ويُسلط هذا البرنامج، الضوء على "النساء في السينما"، حيث يظهر فيه كبار المديرات التنفيذيات على اللوحات، مثل رولا ناصر، وجنيفر حداد، وأدروسيا أبانا، وتشارلين ديليون جونز، وسعاد بوشناق.
كما يطلق سوق البحر الأحمر، برنامجاً بعنوان "أيام المواهب الإرشادية" على مدار يومي 7 و8 ديسمبر الجاري، حيث يهدف إلى التركيز على الجيل الجديد من صناع الأفلام؛ حيث سيحظى صانعو الأفلام الطموحين بفرصة للاستماع إلى آراء متعمّقة وفريدة في عالم صناعة الأفلام، يُقدمها مختصّون من أصحاب الخبرة في هذا المجال، كما ستتاح لهم الفرصة لبناء شبكة اتصال قيّمة.
وتضم قائمة المتحدثين، المخرجة كوثر بن هنية، والمخرج السعودي رائد السميري، والمخرجة اللبنانية رانيا عطية، وناقدة الأفلام البلجيكية وخبيرة الأفلام القصيرة كاتيا باير، وجون غولدمان وحكيم ماو، مرشدان من باريس سيقدمان المشورة للمشاركين حول كتابة السيناريو وصناعة الأفلام.