تستحوذ البطولة النسائية على نصف خريطة مسلسلات رمضان 2023 في مصر تقريباً، إذ يُعرض 14 مسلسلاً من إجمالي 32 عملاً، تتصدر فيها الفنانات البطولة المطلقة، في سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ الدراما المصرية.
وتضم قائمة المسلسلات التي تعتمد على البطولة النسائية، "ضرب نار" لـ ياسمين عبد العزيز، و"عملة نادرة" لـ نيللي كريم، و"ستهم" لـ روجينا، و"الهرشة السابعة" لـ أمينة خليل، و"تغيير جو" لـ منة شلبي، و"ألف حمد لله على السلامة" لـيسرا.
وذلك بجانب "جميلة" لـ ريهام حجاج، و"جت سليمة" لـ دنيا سمير غانم، و"كامل العدد" لـ دينا الشربيني، و"رشيد" لـ ريهام عبد الغفور، و"حضرة العمدة" لـ روبي، و"تحت الوصاية" بطولة منى زكي، و"وعود سخية" لـ حنان مطاوع، و"ليل.. أم البنات" لـ سهير رمزي.
رقم قياسي
وتُحقق الفنانة يسرا، رقماً قياسياً، كونها الممثلة الأكثر مشاركة في موسم رمضان بالألفية الجديدة منذ عام 2000، حيث قدمت 22 مسلسلاً، أحدثها "ألف حمد لله على السلامة".
ويشارك في بطولة المسلسل الجديد، كل من شيماء سيف، ومحمد ثروت، ومايان السيد، وآدم الشرقاوي، ومطرب المهرجانات عنبة، في أولى تجاربه التمثيلية، والعمل من تأليف محمد ذو الفقار، واخراج عمرو صلاح.
وتدور الأحداث حول دكتورة جامعية تعيش خارج مصر، وبعد وفاة زوجها، تعود إلى مصر مع ابنها وابنتها لتنفيذ الوصية، إذ ستواجه العديد من الأحداث والمواقف الكوميدية والتي تعوق تنفيذ الوصية، وتغير مجرى حياتها وشخصيتها.
عودة بعد غياب
ويشهد موسم رمضان 2023، عودة بعض الممثلاث إلى الساحة الدرامية بعد سنوات قصيرة من الغياب، أبرزهن دنيا سمير غانم، والتي تعود بعد فترة انقطاع دامت نحو 3 أعوام، منذ "بدل الحدوتة تلاتة" الذي عُرض عام 2019.
وتطل دنيا على جمهورها هذا العام من خلال مسلسل "جت سليمة" المكون من 15 حلقة فقط، وتدور أحداثه في إطار كوميدي فانتازي، وتتعاون فيه مع خالد الصاوي، ومحمد سلام وهالة فاخر وآخرين، وهو من إخراج إسلام خيري.
كما تعود غادة عبد الرازق هي الأخرى إلى ماراثون دراما رمضان، بعد غياب قصير، امتد لعام واحد فقط، منذ مسلسل "لحم غزال"، الذي عُرض الموسم قبل الماضي.
وتشارك غادة هذا العام بمسلسل "تلت التلاتة"، وهو العمل الذي واجه العديد من الأزمات الإنتاجية، حتى اضطرت الشركة المنتجة لتقديمه في 15 حلقة بدلاً من 30 حلقة، فيما اعتذر عنه أحمد صلاح حسني ونجلاء بدر، وكذلك المخرج محمد هشام الرشيدي.
ويشارك في "تلت التلاتة" كل من صلاح عبد الله، ومي سليم، وأحمد محدي، وهو تأليف هبة الحسيني، وإخراج حسن صالح.
أما سهير رمزي، التي ابتعدت عن الدراما منذ مسلسل "قصر العشاق" عام 2017، تعود هذا العام من خلال مسلسل "ليل.. أم البنات" والذي انتهت من تصويره مؤخراً، وتجسد فيه شخصية أم لـ5 بنات، إذ ستواجه مشاكل عدة من أجل تربيتهن بطريقة سليمة.
وكشفت سهير لـ"الشرق" كواليس مشاركتها في رمضان 2023 من خلال هذا المسلسل، قائلة إن: "القصة حمستني جداً للعودة، كون أحداثها غير متوقعه ومختلفة، فهي تحمل التيمة التي كنت أبحث عنها، خاصة وأن هناك الكثير من الأعمال التي عُرضت عليّا خلال القترة الماضية، لكن لم أجد فيها ما يجذبني".
التجربة الثالثة
وبعد خوض تجربة البطولة المطلقة خلال الأعوام الأخيرة، قرر بعض الممثلات لتكرار الأمر للمرة الثالثة، من خلال موسم رمضان 2023، مثل أمينة خليل التي تشارك هذا العام بمسلسل "الهرشة السابعة" تأليف مريم نعوم، وإخراج كريم الشناوي.
وتواصل أمينة، تقديم القضايا الأسرية في أعمالها الفنية، إذ يتناول مسلسلها الجديد المشاكل الزوجية التي تحدث في السنة السابعة من الزواج.
الأمر ذاته مع روجينا، التي تقدم البطولة المطلقة للموسم الثالث على التوالي، بمسلسل "ستهم"، حيث تُجسد فيه دور امرأة تتعرض للقهر والظلم والعنف في حياتها وتحاول التخلص من كل ذلك، بارتداء ثوب رجل وتخرج إلى سوق العمل، وتمتهن مهنة صعبة لا تستطيع أي سيدة أن تعمل بها لتعول عائلتها، وذلك حسبما قالت لـ"الشرق".
وتابعت أن "المسلسل يبرز كفاح المرأة المصرية البسيطة، والصعاب التي تتعرض لها من أجل كسب قوت يومها"، مؤكدة: "كنت أسعى طوال السنوات الماضية لتقديم مثل هذه النوعية من الأعمال التي تهتم بالمرأة وبعملها".
وأوضحت أن المسلسل يسلط الضوء على نماذج حقيقية من المجتمع، إذ "شاهدت العديد من الفيديوهات عن سيدات تعرضن لظروف مشابهة لدوري في المسلسل، خاصة أن هناك نماذج إيجابية كانت حديث السوشيال ميديا خلال الفترة الماضية".
تجارب أولى
ولأول مرة، تخوض روبي تجربة البطولة المطلقة في ماراثون رمضان، حيث تقدم مسلسل "حضرة العمدة"، من تأليف إبراهيم عيسى، وإخراج عادل أديب.
وتجسد روبي، شخصية "صفية الفارس" التي تعمل معيدة في الجامعة الأميركية، حيث تفاجئ بترشيحها لتولي منصب العمدة في قريتها، وتوافق على ذلك لتكون أول فتاة تتولى هذا المنصب، لذا ستواجه مشاكل عديدة بسبب صراعات موجودة داخل قريتها.
وتكرر حنان مطاوع لازالت تجربة البطولة المطلقة للعام الثاني على التوالي، وتشارك هذا العام بمسلسل "وعود سخية" المكون من 15 حلقة فقط، وهو تأليف أحمد صبحي، وإخراج أحمد حسن.
وتجسد حنان، شخصية امرأة تعيش في منطقة شعبية، تدعى "سخية"، تنتقم من كل شخص ظلمها، بعدما عاشت سنوات طويلة تعاني من الظلم والقهر، واصفة تلك الشخصية بقولها: "صعبة ومركبة ومليئة بالتناقضات".
وقالت حنان لـ"الشرق"، إن: "دور المرأة الشعبية يمكن تقديمه بأكثر من طريقة، وطبيعة الشخصية في (وعود سخية) مختلفة تماماً عما قُدم في أي أعمال شعبية سابقة، فقد بذلت مجهوداً كبيراً في التحضير لها حتى تظهر بمشاعر حقيقية وصادقة".
جيل واحد
وحققن ياسمين عبد العزيز، ونيللي كريم ومنى زكي، نجاحاً كبيراً في البطولة المطلقة في عالم الدراما التلفزيونية، باعتبارهن من جيل فني واحد، فتُعتبر نيللي هي الوحيدة التي لم تغب عن ماراثون رمضان منذ مسلسل "ذات" عام 2013، حيث تحرص على التواجد بشكلٍ سنوي، باسثناء عام 2019.
وتُقدم نيللي في رمضان لهذا العام، مسلسل "عملة نادرة" والذي تخوض فيه لأول مرة تجربة تقديم الدراما الصعيدية، وهو من تأليف مدحت العدل، وإخراج ماندو العدل، وتُجسد شخصية "نادرة" التي تدخل في صراع مع عائلة زوجها للحصول على الميراث.
كما تطل منى زكي على جمهورها في رمضان لهذا العام، من خلال مسلسل "تحت الوصاية"، حيث إنها لم تعاتد على تقديم أعمالٍ تلفزيونية بشكلٍ سنوي، إذ قدمت 3 تجارب فقط خلال الـ10 أعوام الأخيرة.
وتجسد مني، شخصية امرأة شابة يتوفي زوجها ويترك لها طفلين، وتضطر العمل علي المركب الذي تركها لها، ثم تعمل في توريد الأسماك وتواجه مشاكل وصراعات مع أسرة زوجها، والعمل من تأليف خالد وشيرين دياب، وإخراج محمد شاكر خضير، ويشاركها البطولة كل من دياب، وأحمد خالد صالح، وعلي الطيب، وثراء جبيل ومها نصار.
أما ياسمين عبد العزيز، الذي تُحقق نجاحاً كبيراً في الدراما التلفزيونية، تُجدد تعاونها مع أحمد العوضي، بعد تفاعل الجمهور مع تجربتهما الأخيرة "اللي مالوش كبير"، حيث تُشارك هذا العام في مسلسل "ضرب نار"، وتُجسد شخصية فتاة شعبية من شبرا تجمعها قصة حب مع شخصية الصعيدي "جابر" ويواجه كل منهما عدة صراعات، إلى أن يتحدان معاً ويواجهان هذه الصراعات معاً وينتصران عليها.
تصحيح المشهد
ويرى الناقد طارق الشناوي، أن "حجم مشاركة المرأة في الدراما التلفزيونية يُعوض الظلم التي تُعانيه في السينما، بعد أن تراجع وجودها على الشاشة بشكلٍ كبير في السنوات الأخيرة، ونادراً ما نجد فيلماً يعتمد على البطولة النسائية، وذلك لأن شباك التذاكر له مقاييس خاصة".
وقال الشناوي، لـ"الشرق"، إنّ: "المرأة في الدراما التلفزيونية موجودة بقوة، لكن يجب أنّ يزيد حجم المشاركة أكثر، لأن لدينا رموزاً من النساء حققتن نجاحات في السينما المصرية وكانت المرأة مسيطرة، لذلك علينا أن نُعطيها حقها الفني".
اقرأ أيضاً: