المنتج فيصل بالطيور: الفيلم السعودي حقق نتائج تاريخية في شباك التذاكر

time reading iconدقائق القراءة - 8
المنتج السعودي فيصل بالطيور - instagram/faisalbaltyuor/
المنتج السعودي فيصل بالطيور - instagram/faisalbaltyuor/
كان (فرنسا) محمد عبد الجليل

أشاد المنتج فيصل بالطيور، المدير التنفيذي لـ"muvie studios"، بالتواجد السعودي في الدورة الـ76 لمهرجان كان السينمائي، مقارنة بالعامين الماضيين، موضحاً أن ذلك "ليس وليد الصدفة بل وفق رؤية واستراتيجية وُضعت بعناية فائقة بدأتها وزارة الثقافة مُتمثلة في هيئة الأفلام، وتكاثف جهود قطاعات أخرى مثل "فيلم العلا"، و"نيوم"، ومهرجاني "البحر الأحمر" و"الأفلام السعودية"، وكذلك "الصندوق الثقافي" وغيرها، إذ "هناك رغبة جادة لبناء هذا القطاع".

وتابع بالطيور، خلال حواره مع "الشرق"، أنّ السعودية تُشارك من خلال 7 أفلام في مهرجان كان، مدعومة من صندوق مهرجان البحر الأحمر حصل منها 4 على جوائز، قائلاً إنّ: "هذه الأعمال لم تتلقَ دعماً قبل شهر أو شهرين، بل أكثر من عامين، وهذا يُعني أنّ صندوق البحر الأحمر جذب الأعمال القوية، كونه حظى بثقة صُنّاع السينما العرب والعالميين، كما أنه كان عادلاً في اختيارته وموفقاً في رهاناته، مثل "إنشالله ولد" كأول فيلم أردني يُشارك في كان، و"وداعاً جوليا" كأول فيلم سوداني، و"كدب أبيض" لأسماء المدير، فعملية اختيار الأفلام كانت تتم وفق أسس محددة".

وأوضح أنّ "الجناح السعودي كان يحتضن السينما العربية بشكلٍ عام في مهرجان كان، ويربطها بالعالم، من خلال ورش عمل وجلسات نقاشية بين العرب والسعوديين والعالميين، حول أمور استراتيجية وتطويرية لبناء قطاع سينمائي عملاق".

وأشار إلى اللقاء الذي جمع وزير الثقافة مع صُناع الأفلام، لمدة ساعة ونصف الساعة تقريباً، على هامش مهرجان كان، لمناقشة التحديات التي يواجهها الفيلم السعودي، قائلاً إنّ: "هذا يعكس ثقته في النمو الحاصل والخطوات التي شهدها القطاع مؤخرًا، كما أنه وضع حلولاً لتلك التحديات لمواجهتها في وقتٍ سريع بما يضمن دعم الصناعة بشكلٍ أكبر".

ويرى أنّ "تطور قطاع السينما في السعودية، جاء بشكلٍ طبيعي وتصاعدي، وليس مفتعلاً أو كأنه مدفوع بحملات ضخمة، فكل ريال أنفق في محله"، متابعاً أنّ الصندوق الثقافي يشهد نشاطاً كبيراً، بإطلاقه أكثر من مبادرة ومشروع هذا العام، فضلاً عن تفاعله المميز مع جمهور مهرجان كان.

نتائج تاريخية

وتحدث فيصل بالطيور، عن "muvie studios"، باعتبارها الذارع الإنتاجي لـ"movie Cinema" والتي جرى إطلاقها العام الماضي، والتي تسعى لإنتاج الأفلام التجارية لاستهداف جمهور المملكة بالدرجة الأولى، لافتاً إلى أنّ هناك خطة إنتاج جرى تطبيقها بشكلٍ جاد ومتسارع على مدار العام، وأسفرت عن خروج فيلمين للنور، وهما "سطار" بالتعاون مع "تلفاز 11" و"اتنين للإيجار" بالتعاون مع الشركة العربية للإنتاج والتوزيع لصاحبتها إسعاد يونس.

وتابع "حققنا نتائج تاريخية في هذين الفيلمين، بتصدر شباك التذاكر لمدة 3 أشهر تقريباً، كما أنّ "سطار" تفوق على "Avatar 2" الذي كان يُعرض في الوقت نفسه، وباع 930 ألف تذكرة، فهو حالة سينمائية تجاوزت كل التوقعات، وصار بالمركز الـرابع ضمن قائمة أعلى 5 أفلام في شباك التذاكر السعودي، بعد أفلام Top gunو Spider Man و"بحبك"، كما حظى بنسبة حضور جماهيري كبيرة في عدد من دور العرض حول العالم، مثل "Audien cinema" في بريطانيا، إذ يُعتبر أول فيلم سعودي كوميدي تستقبله سينما تجارية هناك".

وأكد أنّ "هذين الفيلمين حصلا على حوالي 35% من إجمالي التذاكر التي جرى بيعها العام الماضي"، مُشيراً إلى أنّ هناك خطة وطموح لإنتاج نحو 20 فيلماً بشكلٍ سنوي، "هذه خطة طموحة وكبيرة ونعمل عليها وفق منهج مُعين، وبالطبع هدفنا ليس الكم بقدر الجودة والتأثير فضلاً عن الانتشار وتحقيق أصداء واسعة بالمنطقة وكذلك العالم كله".

وقال إنّ "السوق السعودية تستوعب هذا الكم من الأفلام بالطبع، خاصة وأنّ الجمهور لدينا مُتعطش للأعمال السينمائية، لذلك نطمح بطرح المزيد طوال الوقت، وبالطبع الفيلم الجيد سيستمر"، لافتاً إلى أنّ "الساحة سوف تستقبل أفلاماً أجنبية خلال الفترة المُقبلة، لتكون هناك حالة من الزخم مقارنة بالأعوام الماضية، منها فيلم "Indiana Jones" وغيرها".

وتابع أنّ "هذه الفترة من الزخم استثنائية، وأرى أنّ السينما العالمية ليست تسير على وتيرة واحدة في ضخ الأفلام الجديدة، لذلك لا بد أنّ يكون لدينا إنتاجات وإصدارات سينمائية خاصة بنا، لإشباع رغبات الجمهور طوال العام".

تجارب سينمائية جديدة

وكشف فيصل بالطيور، عن آلية العمل في إنتاج الأفلام داخل "movie studios"، سواء كانت مصرية أو سعودية، موضحاً أنّ "الأعمال التي جرى تنفيذها تدور أحداثها في إطار كوميديا، لكن لا نبغى فرضها على الجمهور رغم النجاح الكبير الذي حققته تلك الأعمال، ونسعى مع الوقت وبشكلٍ ذكي وتصاعدي لتقديم أفلام أكشن، ورعب، ودراما، ورومانسية، لنخلق عشرات القصص الناجحة بشكلٍ سنوي، إذ نطمح في ثقة المُشاهد بنا، عند مُشاهدة الأعمال السعودية المُدون عليها شعارنا، وذلك سيأتي نتيجة متابعته لأعمالنا أكثر من مرة".

وقال إنّ امتداد شركة "muvie" وامتلاكها دور عرض سينمائي بالسعودي، لا يتعارض مع دخولها عالم الإنتاج وكذلك المنافسة مع الشركات الأخرى، موضحاً أنّ "شركتنا أعطت فرصة للسوق بشكلٍ كافي بتأسيس قاعات سينما، لعرض أعمال الشركات الأخرى، إذ أن الأمر ليس احتكار، فالبطبع نُرحب بها وندعمها ونُشارك في تحقيق قصص نجاحاتهم، لأن ذلك سيعود بالإيجاب على القطاع عموماً".

وأكد أنّ "الجمهور هو هدفنا في النهاية، لذلك من الضروري الاتحاد في الوقت الراهن لتحقيق نجاحات عديدة ونحظى بثقة الجمهور، خاصة وأنّ حجم الإنتاجات ليس كثيراً حتى الآن، أما موضوع المنافسة أراه ليس وقته الفترة الحالية".

وتابع أنّ "الشركة لديها استراتيجية لتمكين العناصر، بحيث إذا توقفت عن إنتاج الأفلام، ستكون حققت خطوات نحو تقديم محتوى كان يطمح له الكثير منذ سنوات طويلة، فقد عملت على تطوير السوق بما يتناسب مع اهتمامات الجمهور، بعيداً عن أفلام المهرجانات السينمائية، وذلك من خلال إنتاج وعرض أفلام قريبة منهم بصبغة تجارية".

وأضاف "أدرك جيداً قيمة وأهمية أفلام المهرجانات، لكن في هذه الفترة نحتاج إلى قاعدة مالية جيدة لتحريك الصناعة، حيث ستُسهم وقتها في تشجيع العاملين فيها على الاستمرارية وجذب آخرين لدخول المجال".

وأوضح أنّ "ذلك لن يتحقق إلا بأمور تسويقية جيدة، بجانب تزايد حجم الإنتاج وتنوعه، خاصة وأنّ القطاع الخاص لم يكن لديه الخبرات الكافية حتى وقتٍ قريب لدخول المجال، فنحن نُبرز الفرص الموجودة ونُرحب بهم، بما يخلق وجود شراكات في التسويق والعرض"، مُشيراً إلى أنّ "أفلام المهرجانات سواء كانت طويلة أو قصيرة تتلقى دوماً دعماً من جهات مختلفة، وتُشارك في مهرجانات سينمائية مختلفة حول العالم، وبعضها ينال جوائز".

واختتم حديثه، بالإشارة إلى أنّ "هناك عدّة مشاريع سينمائية يُجرى التحضير لها حاليًا لتنفيذها خلال الفترة المُقبلة، بالشراكة مع مؤسسات أخرى، مثل إسعاد يونس، والتي نسعد بالتعاون معها كونها داعمة ولديها أفكار رائعة، وحققنا قصة نجاح سويًا في الفيلم الأخير، والأمر ذاته مع شركة (تلفاز)، لكن الأفضل ألا نسابق الأحداث، ونُعلن عن طبيعة الأعمال الجديدة في وقتها".

وأوضح أنّ "النصوص الخاصة بالمشاريع الجديدة في مرحلة المراجعة بشأن تطويرها، إذ يهمنا النص بشكلٍ كبير، بعيداً عن المُجاملة والتسرع في تنفيذها، فنحن نسعى لتقديم تجارب تليق بالجمهور وتنال إعجابه".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات