أكد نقيب المهن الموسيقية المصرية المطرب هاني شاكر، أنه لا يقف عائقاً ضد عمل مطربي المهرجانات الشعبية، مدللاً على ذلك بتنازله عن البلاغات التي قدمها ضد حمو بيكا، حفاظاً على أسرته.
وأوضح شاكر أن النقابة احتضنت هذه الفئة من المطربين، وبعضهم سجل في اختبارات الأصوات الجديدة تمهيداً للحصول على عضوية النقابة، ومنهم من نجح في اجتياز الاختبارات، لافتاً إلى أن أسماء هؤلاء ستعلن خلال أيام.
وقال نقيب المهن الموسيقية إن "النقابة تسعد بنجاح هؤلاء الفنانين، وحققت أحلامهم بإمكانية الحصول على عضويتها. ولذلك يجب عليهم اغتنام الفرصة وتقديم أعمال تحترم العادات والتقاليد"، مشدداً على أن النقابة "لن تمنح الفرصة لأي شخص يُقدم كلمات ضد قيم المجتمع". ورأى أن مجلس النقابة الحالي تعرض لافتراءات، بأنه يُحاول حذف المهرجانات الشعبية من "يوتيوب"، مؤكداً أن هذا الكلام عارٍ تماماً عن الصحة.
وأضاف: "مهمة النقابة تقويم أي غناء غير جيد، لأن مهنتنا تؤثر على المواطن بشكل سريع جداً، كما أنني تربيت على الفن الجيد، وبالتالي لن أسمح إلا بأعمال تسمعها كل الفئات العمرية، من دون أي حرج".
تجربة كارول سماحة
وأعرب شاكر، عن سعادته البالغة بردود فعل الجمهور تجاه التجربة الغنائية الجديدة التي تعاون فيها لأول مرة مع المطربة اللبنانية كارول سماحة أخيراً، إذ قدّم كل منهما أغنية بطريقة فيديو كليب، وربط الأحداث ببعضها، كأنه عمل سينمائي مكوّن من جزأين.
وأكد شاكر، أنه يسعى دوماً لتقديم أغانٍ مختلفة وغير تقليدية، وأعمال لا تُشبه بعضها من رومانسي إلى درامي وحتى شعبي، كما حدث أخيراً في أغنية "يا بخته" للمطرب أحمد سعد، مشيراً إلى أن الجمهور العربي يحتاج إلى أفكار جديدة تحترم ذوقه وعاداته وتقاليده.
"وجبة متكاملة"
وكشف هاني شاكر لـ"الشرق"، كواليس التعاون الأول مع كارول سماحة، والمخرجة بتول عرفة، في المشروع الغنائي الأخير، قائلاً: "عشقت هذه التجربة من اللحظة الأولى، كونها فكرة جديدة، إذ إننا نُقدم أغنيتين بطريقة فيديو كليب، وبينهما قصة أشبه بفيلم، والمثير أنها أعادتني للتمثيل مُجدداً، بعد فترة غياب طويلة".
ووصف كارول سماحة، بـ"المُمثلة والمطربة الموهوبة الواثقة من نفسها"، وقال إنه يرغب في تكرار التعاون معها مجدداً، لافتاً إلى أن التجربة الغنائية التي جمعتهما معاً، كانت بمنزلة وجبة فنية متكاملة بداية من الغناء مروراً بالتمثيل والإخراج، حتى مكان التصوير كان متميزاً.
"يا بخته"
وأشار شاكر، إلى تجربته الغنائية مع المطرب أحمد سعد، في "يا بخته"، والتي أثارت جدلاً كبيراً منذ طرحها على موقع "يوتيوب"، كونها أقرب إلى المهرجانات الشعبية، وهذه المرة الأولى التي يُغني فيها بهذه الطريقة.
وقال: "أحمد سعد مطرب موهوب، وطلب مني تقديم أغنية معه، لذلك أرسل إلي مجموعة من الأعمال المختلفة، إلا أنني أعجبت بأغنية يا بخته، واكتشفت خفة ظل سعد أثناء التسجيل".
واعترف شاكر بأن الأغنية كانت مصدراً حقيقياً لسعادته، كونه صار يعثر على أعمال جديدة وأشكال فنية لا تُشبه بعضها، مع أجيالٍ مختلفة، موضحاً أنه لا يُمانع مشاركة أي شاب في عمل فني مختلف، طالما وجد لديه رغبة حقيقية في تقديم فن هادف.
وأوضح شاكر، أن الفن يقوم على التواصل بين الأجيال، وأهم ما يُميز هذه المهنة، هو أنها لا تعترف إلا بالموهوب. وتابع قائلاً: "أي شخص لديه القدرة على الغناء نجح وواصل مشواره، وبالمناسبة يعجبني كثيراً مطربو الراب، الذي أرى أنه فن جيد وله جمهور كبير ومعظم أغنياته غير مبتذلة".
مقياس المشاهدات
وأشار هاني شاكر، إلى أن الأزمة الحقيقة التي تؤرق الساحة الفنية حالياً، هي ارتباط كل الأعمال ومدى نجاحها من عدمه، بحجم المُشاهدات، قائلاً: "حتى لو كان هناك أغنية مليئة بالإسفاف وحققت مشاهدات كبيرة، تجد أن أصحابها نصبوا أنفسهم نجوماً".
وشدد على ضرورة فحص معدلات المشاهدات، بداية من تحديد شرائح المُتفرج، ومدى رضاهم عن العمل، لافتاً إلى أنّ "كل شخص في أيامنا هذه بات في يده هاتف، ويستطيع أن يُشاهد كل جديد، لكن السيئ لن يدوم، والدليل أن الأفلام الإباحية لا تُسيطر على عقول البشر".
وأعرب شاكر، عن أمله في عودة الدولة المصرية للإنتاج مرة أخرى، وبشكلٍ مكثف، من خلال مؤسساتها المختلفة، سواء غناء، أو سينما، أو مسرح أو تلفزيون، الأمر الذي يُسهم في أن الفن الراقي فقط هو الذي سوف يسود، مستشهداً بالمطرب محمد ثروت، والذي عاد بعد غياب من خلال أغنية "يا مستعجل فراقي".
ووصف محمد ثروت بأنه "نجم استثنائي، قدم الفن الهادف طوال حياته، وقدّم لنا أخيراً حالة إبداعية نالت إعجاب كل الفئات والأعمار، وبالتالي مقولة الجمهور عاوز كده غير حقيقة، لأن المُتلقي يحترم من يحترمه".
وبعث رسالة إلى ثروت، بقوله: "استمر، وأدعوك وأدعو كل الموهوبين لعدم ترك الساحة لشخصيات تحاول تدمير هويتنا، لأننا نُعاني حالياً من عدم ظهور موهوبين جدد في الساحة الغنائية".
أهداف النقابة
ختاماً، أكد هاني شاكر، أنه حقق أهدافه الخاصة بخطته للنهوض بالنقابة، قائلاً: "خلال السنوات التي توليت فيها منصب النقيب، تغير كل شيء إلى الأفضل سواء إيرادات النقابة، أو انتظام صرف المعاشات، أو تطوير فروع النقابة في المحافظات".
وتابع: "لن أتخلَ عن الموسيقيين طالما أنهم يشعرون بقيمة ما أفعله، وأهم شيء أنني قبلت هذا المنصب حباً في قطاعات الموسيقيين الذين يريدون أن تتغير حياتهم للأفضل، لأن النقابة ليست مطربين فقط".