حظي الفيلم الأميركي Oppenheimer بإقبالٍ جماهيري كبير، منذ طرحه في دور العرض المصرية، يوم 19 يوليو الماضي، مُحققاً هذا الأسبوع 11.6 مليون جنيه (375 ألف دولار)، ليصل إجمالي ما حققه على مدار أسبوعين نحو 27.3 مليون جنيه (886 ألف دولار تقريباً)، والتي تعد إيرادات استثنائية لفيلم أجنبي في هذه المدة القصيرة.
وتفوق الفيلم، هذا الأسبوع على الأفلام الأجنبية التي تُعرض في السينما المصرية حالياً، والبالغ عددها 12 فيلماً، إذ يلاحقه Mission: Impossible - Dead Reckoning Part One، الذي حقق 3.7 مليون جنيه (120 ألف دولار) فيما جاء إجمالي ما حققه على مدار الـ4 أسابيع الأخيرة 20.9 مليون جنيه (677 ألف دولار).
أما فيلم Insidious: The Red Door جاء بالمركز الثالث من بين الأفلام الأجنبية المعروضة في السينما المصرية حالياً، حيث حقق هذا الأسبوع مليون جنيه تقريباً (33.5 ألف دولار)، ليتجاوز إجمالي ما حققه هناك 6.15 مليون جنيه (198 ألف دولار).
فيلم Oppenheimer يتناول قصة حياة العالم الأميركي روبرت أوبنهايمر، الملقب بـ"أبو القنبلة الذرية"، حيث ساهم في صنعها إبان الحرب العالمية الثانية، وكان لها دور كبير في انتصار قوات الحلفاء وإنهاء الحرب، فيما بلغت تكلفة إنتاجه أكثر من 100 مليون دولار.
ويشارك في بطولة الفيلم، كل من كيليان مورفي، وروبرت داوني جونيور، ومات ديمون، وإيميلي بلانت، ورامي مالك، وجيسون كلارك، وفلورنس بيو، والعمل إخراج كريستوفر نولان.
فيلم صعب
المنتج والمخرج شريف مندور، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة السينما، أبدى دهشته من حجم الإيرادات التي حققها الفيلم في دور العرض المصرية، كونه يُعرض على 15 شاشة سينما فقط، وفقاً لسياسات عرض الفيلم الأجنبي في مصر.
وأضاف مندور، لـ"الشرق" أن "الفيلم تفوق على كل الأفلام المنافسة في شباك التذاكر بالسينما المصرية، ونجح في جذب الجمهور، رغم أنه يُعد فيلماً صعباً للغاية، ويتحدث عن الفيزياء والهندسة والقنبلة النووية"، واصفاً إياه بقوله: "عمل شديد العذوبة والقسوة في آن واحد، ولا يوجد به لحظة ملل".
وناشد عضو مجلس إدارة غرفة صناعة السينما، الجهات الإنتاجية في مصر، بضرورة إعادة النظر في الأعمال المُقدمة، وتطبيق سياسات جديدة، والاقتداء بالتجربة العالمية، قائلاً إنّ "الجمهور المصري يواجه معاناة سينمائية، حيث يجد نفسه أمام نوعية معينة من الأفلام، والتي تُحدد ذوقه الفني مع الوقت، وحينما يجد فيلماً قوياً ينجذب له فوراً".
ظاهرة إيجابية
ومن جهته، قال الناقد طارق الشناوي، لـ"الشرق"، إنّ فيلم Oppenheimer يبدو من الوهلة الأولى أنه يستهدف فئة المثقفين من الجمهور، إلا أنه نجح في استقطاب فئات مختلفة من المُشاهدين، معتبراً ذلك "ظاهرة إيجابية، ويشير إلى جودة ذوق المتلقي، وارتفاع إيراداته مفاجأة كبيرة بالنسبة لي".
وأوضح أن "الفيلم يحمل رسائل عميقة جداً، ولم يقتصر المضمون على القنبلة النووية فحسب، بل عمل على تحليل الإنسان وإحساسه بالذنب ومحاولة التبرير ومواقف الضعف الذي يعيشها".
أما الناقد خالد محمود، أشاد بـ"قدرة الفيلم على جذب الأجيال الجديدة من الجمهور، والتي تمتلك وعياً كبيراً بالسينما الحقيقية، إذ إن الحفلات تحظى بإقبال كبير، وهذا لم يحدث منذ فترة طويلة"، معتبراً أن"هذا الفيلم كان بمثابة اختبار للذوق الفني للجمهور المصري".
وأبدى إعجابه بالصورة التي خرج عليها Oppenheimer، قائلاً: "أحد أفضل الأفلام خلال العقد الأخير، خاصة وأنه لم يعرض السيرة الذاتية لمخترع القنبلة النووية فقط، لكن يرصد رحلته وإيمانه بالحلم وندمه عليه، إذ أن الإبهار في الفيلم غير عادي".
ورأى أن "هذا الفيلم بمثابة رسالة تحذيرية للجهات الإنتاجية في مصر، بضرورة تقديم أفلام مهمة ذات قيمة فنية كبيرة، تحترم وعي الجمهور، خاصة الأجيال الجديدة".
اقرأ أيضاً: