
تجربة سينمائية جديدة خاضها الممثل المصري الشاب أحمد مالك بانتقاله للسينما العالمية من خلال الفيلم الأسترالي "حارس الدهب - The furnace" للمخرج والمؤلف رودريك ماكاي، والذي عُرض عالمياً للمرة الأولى في مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته الأخيرة.
تدور أحداث الفيلم في نهاية القرن الـ19 في أستراليا الغربية، حين يسعى راعي جمال أفغاني للتخلص من أزمة وجودية قاسية والعودة إلى وطنه، لكن الظروف تضطره لعقد شراكة مع حطّاب هرب وبحوزته سبائك ذهبية تزن 400 أوقية ومختومة بتاج الملكة. ليتعاون الثنائي المتنافر على تضليل رقيب شرطة متعصب وجنوده في سباق الوصول إلى فرن سري لصهر الذهب والتخلص من ختم تاج الملكة.
وتلقى الفيلم دعماً إنتاجياً من جهات عدّة، وهي: Screen Australia بالاشتراك مع Screen West وLotterywest وصندوق تمويل أستراليا الغربية السينمائي الإقليمي.
ووصف أحمد مالك نفسه بـ"المحظوظ"، بعد تصفيق الجمهور له في العرض العالمي الأول للفيلم في مهرجان فينسيا، وإشادة الصحف الأجنبية بدوره، قائلاً: "هذا الإنجاز تجاوز كل أحلامي.. فحلمي بدأ ولن أتركه".
السينما العالمية
وقال أحمد مالك، في تصريحات لـ"الشرق" إنه شارك في "حارس الذهب" عن طريق الصدفة البحتة، بعدما نال ظهوره في مسلسل "لا تطفئ الشمس" استحسان أحد صُنّاع الفيلم، مُعرباً عن سعادته بهذه التجربة التي يعتبرها الخطوة الأولى نحو العالمية.
وأوضح أنه خضع لجلسات تحضيرية بشأن هذه التجربة، لا سيما الاشتراك في دورات تدريبية لإتقان اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى إحدى لغات أفغانستان ولغة المايا، وهي لغة خاصة بالسكان الأصليين في أستراليا، كما قطع رحلة في القراءة والاطلاع حول الفترة الزمنية التي يتناولها الفيلم والأحداث التي شهدتها سياسياً واجتماعياً.
وأوضح الممثل المصري لـ"الشرق" أنّه واجه ظروفاً قاسية خلال تصوير الفيلم في أستراليا، فقد كان العمل يجرى في منطقة صحراوية مشهورة هناك بأنها مقرلمناجم الذهب.
تجربة جديدة
وأكد مالك أنه اكتسب خبرات عدّة، بعد مشاركته في هذه التجربة العالمية، لعلّ أبرزها الانضباط والاستمرارية في تطوير الذات، فضلاً عن اكتشافه أنّ صُناع الفن بالخارج لا يعترفون بما يقدمه الفنان في بلده، حسب قوله.
وأشار إلى أنه تم ترشيحه لعمل أجنبي جديد مؤخراً، إلا أن جائحة فيروس كورونا حالت دون ذلك، مؤكداً أنه يسعى للانغماس في السينما الأجنبية بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، كونه تحمس لها، قائلاً: "عُدت من هذا الفيلم وشهيتي مفتوحة على العمل في السينما العالمية، ولن أترك هذا الأمر نهائياً".
وأكد الممثل المصري الشاب أنه سيخوض تجربة عالمية جديدة خلال الفترة المقبلة، وهي من إنتاج بريطاني، رافضاً الإفصاح عن ملامحها بعد.
واعتبر أحمد مالك في تصريحاته لـ"الشرق" أنّ المنصات الإلكترونية أسهمت في تنوع أدوار الفنانين العرب الموجودين في السينما العالمية، ولم يعد الأمر قاصراً على مشاركتهم في أدوار محددة، لافتاً إلى أن أزمة عدم إتقان صٌنّاع الفن العرب للغة أجنبية تسبب في تقلص فرص انتشارهم بالأعمال العالمية، متابعاً: "نمتلك مواهب في مصر أفضل بكثير من الموجودة في أوروبا، لكن أزمتنا الكبرى هي اللغة".
نقطة البداية
مالك قال لـ"الشرق" إنّه يضع كل التجارب المصرية التي قدمت في السينما العالمية أمام عينيه، فيما يُعد الفنان الراحل عمر الشريف صاحب ضربة البداية، كونه وصل لمكانة فنية من الصعب الوصول إليها، مؤكداً أنه لن يستقر في أوروبا، مهما بلغت أعماله الأجنبية، إذ يرغب في استمرارية وجوده بالساحة المحلية، لافتاً إلى أن الوجود في السينما العالمية بات مرناً أكثر من أي وقتٍ سابق، وذلك لسهولة وسرعة التواصل مع صُنّاع الأعمال.
نشاط فني
وأوضح أحمد مالك أن معايير انتقاء أدواره المحلية لن تشهد تغييراً بعد تجربته في السينما العالمية، قائلاً: "في كل الأحوال لا أقبل أدواراً فنية، إلا إذا كان مخرجو هذه الأعمال على قدر عالٍ من الموهبة والإبداع".
وكشف عن أعماله الفنية المرتقبة، إذ تعرض له قريباً حكاية بعنوان "أول امبارح" من مسلسل "نمرة اتنين" مع الفنانة منة شلبي، عبر منصة "شاهد"، كما يُشارك في فيلم "كيرة والجن" مع أحمد عز وكريم عبد العزيز، حيث يُجسد شخصية أحد أبطال المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الإنجليزي، ومن المُفترض طرحه في دور العرض منتصف العام المُقبل.
وأضاف أحمد مالك أنه يستعد لتصوير مشاهده في مسلسل "نسل الأغراب" مع الفنانين أحمد السقا وأمير كرارة والمخرج محمد سامي، خلال الفترة المُقبلة، تمهيداً لعرضه في شهر رمضان المُقبل، إذ يواصل التدريب بشأن إتقان اللهجة الصعيدية، كونه يُجسد شخصية شاب من صعيد مصر، كما أنه سيشارك في مسلسل آخر بعنوان "تحقيق" تدور أحداثه في إطار الجريمة والإثارة والتشويق، ومن المُقرر طرحه عبر منصة WaTch IT قريباً.