إشادة نقدية وجماهيرية حققها الفيلم السعودي "حد الطار" للمخرج عبدالعزيز الشلاحي، الذي عُرض في مسابقة "آفاق السينما العربية" بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ42، لاقى تفاعلاً وحضوراً كبيراً من الجمهور والنقاد في عرضه الأول.
وتدور أحداث الفيلم في نهاية التسعينيات، بمدينة غير محددة، إذ يقع "ابن السياف" في حب ابنة مغنية الأفراح الشعبية، وتتوالى الأحداث ليصل أحدهما لقرار التخلي عن أحلامه.
و"حد الطار" هو ثاني التجارب السينمائية الروائية الطويلة للمخرج عبدالعزيز الشلاحي، بعد تجربته في فيلم "المسافة صفر"، الذي نال "جائزة الفنان محمود عبدالعزيز لأفضل إنجاز فني" في الدورة 35 من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، العام الماضي.
أماكن حقيقية
وقال المخرج عبدالعزيز الشلاحي، لـ"الشرق" إنّ صناعة فيلم "حد الطار" استغرقت 3 أعوام، بداية من الكتابة مروراً بالتحضير والتصوير والمونتاج، لافتاً إلى أنّ التحدي الأبرز كان الرغبة في التصوير داخل أماكن حقيقية بعيداً عن البلاتوهات والاستوديوهات المغلقة، وهو الأمر الذي نجح في تنفيذه.
وأضاف، أن "البيئة التي تدور حولها أحداث الفيلم، تطلبت ممثلين بمواصفات محددة، لذلك استعنت بفنانين أصحاب تجارب محدودة، ووجوه جديدة"، مؤكداً أنّ السعودية لديها عدد ضخم من الممثلين المتميزين.
وأشار إلى أن المنتج المصري أحمد موسى، تحمّس لإنتاج الفيلم بلا أي اشتراطات، بعد قراءة السيناريو وكذلك معاينة أماكن التصوير، إذ اقتنع بالمشروع وحرص على خروجه بشكلٍ احترافي.
خطة تسويقية
وأعرب المخرج عن فخره واعتزازه لمشاركته بمهرجان القاهرة السينمائي لأول مرة، قائلاً: "علينا الاعتزاز بهذا المهرجان، نظراً لقيمته ومكانته في الوطن العربي".
وأوضح أنّ الجهة الإنتاجية ليست لديها خطة تسويقية واضحة، إثر تداعيات فيروس كورونا وعمل دور العرض بنصف طاقتها، مؤكداً أن الفيلم نال إعجاب جمهور "القاهرة السينمائي".
وأشار إلى أنه يعمل حالياً على فيلم جديد بعنوان: "هوبل"، من تأليف مفرج المفجل، وإنتاج وزارة الثقافة، وتدور أحداثه حول منطقة جديدة في السعودية.
انفتاح ثقافي
وأكد بطل الفيلم فيصل الدوخي، صاحب شخصية "دايل"، لـ"الشرق"، أنه تعرّض لمتاعب نفسية بسبب قوة وعمق الشخصية التي يُقدمها وما بها من صراعات، مُعرباً عن سعادته بردود فعل جمهور ونقاد مهرجان القاهرة السينمائي بشأن الفيلم، وتمنى أن يكون للفيلم نصيب من الجوائز.
وأشاد بالانفتاح الثقافي والفني الذي شهدته المملكة العربية السعودية مؤخراً، والذي له أثر إيجابي في الجميع هناك، خصوصاً فئة الفنانين.
وكشفت راوية أحمد، بطلة الفيلم، كواليس تجربتها السينمائية الأولى، قائلة: "وقع الاختيار عليّ للدور بناءً على رغبة المخرج عبدالعزيز الشلاحي، الذي أعجب بأدائي ورأى أنني الأنسب للشخصية".
وقالت إن غناءها في الفيلم، هو أصعب ما واجهها في تلك التجربة، فهي تلقت تدريباتٍ عدّة لإتقان الغناء لتتناسب مع الدور.
القضايا المسكوت عنها
وأشاد الناقد الفني طارق الشناوي، بجميع عناصر فيلم "حد الطار"، خصوصاً الفكرة ومعالجة السيناريو ولغة المخرج السينمائية، موضحاً أنّ الفيلم يناقش القضايا المسكوت عنها، وبه حالة خاصة؛ لذلك تم اختياره لافتتاح قسم "آفاق السينما العربية".
وقال الشناوي لـ"الشرق"، إنّ السينما السعودية كانت موجودة في الدورة الأولى من "القاهرة السينمائي، من خلال فيلم "اغتيال مدينة" للمخرج عبدالله المحيسن، إذ إنّ المزاج السعودي في تقبل الفنون قريب جداً من المزاج المصري.
وأكد الشناوي، أنّ البنية التحتية السعودية على المستويين الثقافي والفني قادرة على النمو والعطاء.